تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير فريد شوقي، الملقب بوحش الشاشة وملك الترسو والذي يعد أحد أشهر الممثلين وأهمهم في تاريخ السينما المصرية.

مرت في حياة وحش الشاشة زيجات عدة، وتظل أشهر هذه الزيجات زواجه من الفنانة الراحلة هدى سلطان، والتي سبقتها قصة حب وُلدت في ظروف غريبة، كعادة قصص الحب الكبير وليدة لحظتها.

حب ولُد في رمضان

«حب ولد في رمضان»، كان هذا هو العنوان التي نشرته مجلة الكواكب في عددها الصادر بتاريخ 4 مايو من عام 1954م، لتوثق شهادة ميلاد الحب بين نجم السينما فريد شوقي والفنانة هدى سلطان.

وروت الفنانة هدى سلطان لمجلة الكواكب بداية شرارة الحب التي أشعلت قلبها، وقصة لقائها الأول بالفنان فريد شوقي، وكيف انجذبت له؛ وقالت: كنا في شهر رمضان، وكنت متعبة من الجوع، وقال المنتج وهو يقدمني لفريد «الست دي هدى سلطان.. وجه جديد».

وجدت فريد شوقي ينحني، في رشاقة وقال وهو يبتسم: «أهلا وسهلا.. تشرفنا يا أفندم» وجلست أتفرج على المشهد الذي يجري تصويره، ولاحظت أن فريد شوقي كان يختلس إليَّ النظر بين حين وآخر.

وانتهز فريد شوقي فرصة إعداد الأضواء واقترب مني ليقول: «تشربي حاجة ساقعة؟»، فقلت: «لا أنا صايمة!».. وبدت عليه مظاهر الدهشة وهو يقول «صايمة»، فقاطعته قائلة «وبأصلي كمان.. غريبة؟!».. فقال: «أبدًا.. أبدًا».

وغادرت الاستديو بعد ذلك الشيء، وكان الشيء الوحيد الذي تذكرته بعد ذلك وكان يطوف بذهني دائمًا هو نظرات فريد شوقي وابتساماته!. ووجدت نفسي فجأة أهتم بكل ما يقال عن فريد شوقي بأحاديث زملائه عنه، وأهتم بما تنشره الصحف وبأفلامه التي لم يفتني منها فيلم، وأرادت الأقدار أن يكون فريد شوقي هو بطل أول فيم ظهرت فيه، وهو «حكم القوي».

كانت الإجابة أسرع من السؤال

وكان عملنا في فيلم «حكم القوي» فرصة عرف كل منا الآخر معرفة وثيقة.. أدرك فريد شوقي أنني أعاني آلاما نفسية أكتمها بين ضلوعي، ووجدت منه عطفا شديدا شجعني على أن أصارحه بهذه الآلام.

شكوت له أسرتي التي تحارب هوايتي للفن، وكان هو أيضًا يعاني آلاما، وصارحني بهذه الآلام، والتقت عواطفنا وأحاسيسنا عند نقطة واحدة، وحاول كل منا أن ينقذ الآخر مما يعانيه من آلام النفس والقلب، فلما عرض عليَّ الزواج، كانت الإجابة أسرع من السؤال، وتزوجنا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم.