رصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي والذي تناول " أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2023" سيكون لها تأثير متنام خلال الفترة المقبلة،وجاء ذلك معتمدًا على وجهات نظر أكثر من 90 خبيرًا من 20 دولة موزعين على كل مناطق العالم.
واستعرض التقرير التقنيات على النحو التالي أولا،بطاريات المرنة، حيث يتطلب التطور السريع للأجهزة القابلة للارتداء والإلكترونيات المرنة، تطور صناعة البطاريات لتصبح مرنة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، وهناك عدة أنواع من البطاريات المرنة القابلة لإعادة الشحن، ولها العديد من التطبيقات في مختلف المجالات، بما في ذلك الأجهزة الطبية التي يمكن ارتداءها، وأجهزة الاستشعار الطبية الحيوية، وشاشات العرض المرنة، والساعات الذكية.
وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن يتوسع سوق البطاريات المرنة بسرعة كبيرة خلال السنوات القادمة، حيث تتوقع بعض الدراسات نمو هذا السوق بمقدار 240.47 مليون دولار أمريكي خلال الفترة من 2022- 2027، بمعدل نمو سنوي مركب مقداره حوالي 22.79% خلال هذه الفترة.
ثانيا :الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأوضح التقرير أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه إنشاء محتوى جديد وأصلي من خلال أنماط التعلم من البيانات، باستخدام الخوارزميات المعقدة وطرق التعلم المستوحاة من العقل البشري، كما أن أحد تطبيقات هذه التقنية يتمثل في قيام مهندسي وكالة ناسا بدراسة إنشاء معدات فضاء أقل في الوزن وبالتالي توفر مزيد من الوقت والنفقات بما يحسن أداء الرحلات للفضاء الخارجي، كما أنه يمكن تحليل أنشطة العقل البشري وتحويلها إلى رسومات بناء على ذاكرة التخزين في العقل.
وثالثا،وقود الطائرات المستدام،حيث أشار التقرير إلى أن أنشطة الطيران تساهم في انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 2-3% من انبعاثات الكربون العالمية، وكنتيجة للتقدم التكنولوجي فقد برز حل يوفر المزيد من النفقات ويحقق مستهدفات تخفيض انبعاثات الكربون من الرحلات الجوية، ويتمثل في الاعتماد على وقود الطيران المستدام، الذي يتم إنتاجه من الموارد البيولوجية وغير البيولوجية.
وأضاف التقرير أن الطلب العالمي الحالي على وقود الطائرات المستدام يشكل حوالي 1% من إجمالي الطلب على وقود الطائرات، إلا أن هذه النسبة بحاجة إلى زيادتها بمقدار 13-15% بحلول عام 2040 للوصول إلى صفر انبعاثات من الكربون في صناعة الطيران عام 2050، ويتطلب ذلك إنشاء عدد من المصانع التي تنتج وقود الطائرات المستدام (300-400 مصنع)، و بلغ إنتاج الوقود المستدام عام 2022 ما لا يقل عن 300 مليون لتر وهو ثلاثة أضعاف الكمية التي تم إنتاجها عام 2021.
ورابعا: الفيروسات المحسنة وراثيًا حيث أكد التقرير أنه يمكن استخدام هذ الفيروسات في علاج العديد من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان ،مثل حالات تجلط الدم وأمراض وظائف الكلى، كما تعمل هذه التقنية على مكافحة الآفات والبكتيريا التي تصيب النباتات ومن ثم علاجها لتأمين إمدادات الغذاء في سلاسل الإمداد المختلفة.
وخامسا: ميتافيرس للصحة العقلية، أشار التقرير إلى أن التطبيقات الرقمية أصبحت محورًا أساسيًا في إتمام العديد من المهام الوظيفية عبر العالم، وقد أدى انتشار فيروس كورونا المستجد إلى زيادة أزمات الصحة العقلية ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، وفى ظل عدم كفاية مقدمي خدمات الصحة العقلية، فإن الحاجة أصبحت ضرورية للاعتماد على الميتافيرس في تقديم هذا العلاج، كما أنه يمكن في ظل هذه التقنيات الاعتماد على تقنيات الألعاب الإلكترونية لتشخيص وعلاج والوقاية من الأمراض العقلية، وتم بالفعل الاعتماد في بعض التجارب على هذه التقنية لتقديم مثل هذا النوع من العلاج بدمج مبادئ وطرق علاج الصحة العقلية بالألعاب الإلكترونية.
أما التقنية السادسة هي أجهزة استشعار نباتية، حيث أوضح التقرير أن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تشير إلى الحاجة لزيادة الإنتاج العالمي من الغذاء بنسبة 70% عما هو عليه الآن بحلول عام 2050 وذلك لتلبية الاحتياجات العالمية من الطلب على الغذاء، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية توظيف التكنولوجيا في الإنتاج الزراعي وفى إنتاج الغذاء.
وأكد أن الطرق التقليدية تمكن من التعرف على طبيعة المحاصيل الزراعية إلا أن هذه الطرق تستغرق وقتًا طويلًا فضلًا عن ارتفاع تكاليفها المادية، وأشار إلى أن أجهزة الاستشعار النباتية التي يمكن توصيلها بالنباتات تتيح مراقبة المحاصيل المختلفة والتعرف على البيانات الأساسية الخاصة بها من حيث الرطوبة ودرجة الحرارة وحاجتها للمياه والأسمدة، وبناء على البيانات المستمدة من أجهزة الاستشعار يمكن تحديد طرق التعامل مع المحاصيل المختلفة في الوقت المناسب، الأمر الذي يؤدي لزيادة الإنتاجية.
وسابعا: تقنيات علم الجينوم، حيث نوه التقرير إلى أن هذه التقنيات توفر أدوات جيدة للباحثين في علم الأحياء في التعرف على طبيعة حركة الخلايا المختلفة وتفاعلاتها المعقدة ورصد وتصوير هذه الخلايا وتتبع الحمض النووي باستخدام التقنيات المختلفة بما يساعد على التعرف على الكثير من التفاعلات غير المرئية التي تتم داخل جسم الكائن الحي، و أكد التقرير على أن هذه التقنية يمكن من خلالها الوصول إلى علاج لكثير من الأمراض.
وثامنا: الإلكترونيات العصبية المرنة: ويقصد بها الشرائح التي يمكن استخدمها داخل العقل البشري لالتقاط الإشارات الكهربية الصادرة منها وفك شفرتها من خلال أجهزة الكمبيوتر، حيث أن هذه التقنيات تساعد في التعرف على الأمراض العصبية والتنبؤ بها من خلال متابعة أداء العقل، مع أهمية مراعاة الأبعاد الأخلاقية في تطبيقات هذه التكنولوجيا بما يحافظ على آدمية الإنسان.
وتاسعا: الحوسبة المستدامة حيث أشار التقرير إلى أن مراكز البيانات تستهلك حوالي 1% من الإنتاج العالمي للكهرباء وهذه النسبة مرشحة للزيادة مع زيادة الطلب على هذه التقنيات.
ولفت إلى أن أحد التطورات الخاصة بالوصول لصفر انبعاثات يتحقق من خلال البحث عن مراكز بيانات تستخدم طاقة نظيفة، بما يمكن تسميته بمراكز البيانات الخضراء، مشيراً لتجربة مدينة "ستوكهولم" التي تستخدم الحرارة الناتجة من مراكز البيانات لتدفئة المنازل، وهذه الأمور من شأنها تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على الفاقد من الطاقة.
أما التقنية العاشرة والأخيرة هي الرعاية الصحية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي،فنتيجة لأزمات القطاع الصحي التي نتجت عن فيروس كورونا المستجد اتجهت العديد من دول العالم لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها وذلك للتنبؤ بالأوبئة الوشيكة وكذا ابتكار طرق جديدة لمعالجتها.
وأكد التقرير على أن هذه التقنيات آخذة في الازدياد بصورة كبيرة من خلال دمج البيانات عالية الجودة في نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، الأمر الذي سوف تكون له تأثيرات إيجابية على تلقى المرضي للعلاج في الوقت المناسب وإيجاد نظام رعاية صحية يستوعب الجميع ويخفض أوقات الانتظار.