رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كبار السن في الصين يجتمعون بالشوارع لأداء رقصة رياضية غير تقليدية

30-7-2023 | 15:53


كبار السن في الصين يجتمعون بالشوارع لأداء رقصة رياضية غير تقليدية

إيمان علي

في أجواء من المرح، يجتمع المئات على ضفاف نهر في شمال شرق الصين، مرتدين الملابس الزاهية التي تبعث على التفاؤل، من أجل ممارسة رقصة رياضية لافتة تقوم على حركات غير تقليدية، باتت تحظى بشعبية واسعة في أوساط كبار السن.

وفي الصباح والمساء يجتمع سكان المدن الصينية في الساحات، حيث يتمايلون بفرح على إيقاع الموسيقى الصاخبة عمومًا والأنغام الإلكترونية، وبخاصة أن الرقصات الجماعية تلقى رواجًا كبيرًا في المجتمع الصيني.

ورغم بعض الشكاوى الظرفية من الضوضاء التي تُحدثها هذه التجمعات ليلًا، فإن السلطات تستحسن هذه الأنشطة الجماعية التي تتيح تكوين علاقات اجتماعية وتعود بالفائدة على الصحة في مجتمع مسنّ.

لكل منطقة في الصين رقصتها الخاصة، لكن واحدة من أكثرها شعبية في السنوات الأخيرة مصدرها مقاطعة هيلونغجيانغ التي كانت في ما مضى تضم مصانع كثيرة لكنّ الصناعات الثقيلة شهدت انحسارًا فيها.

في مدينة جياموسي التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة وتقع على مقربة من الحدود مع روسيا، ينفذ أعضاء مجموعة رقصة جياموسي الفَرِحة المعروفة أيضًا باسم الأيروبكس بمتعة بحركات غير مألوفة، منها نفخ صدورهم أو تحريك أذرعهم بشكل دائري.

وأوضح مؤسس النادي يو جيشينغ (73 عامًا)، أن خصوصية هذه التمارين تكمن في كونها تركّز على الخصر والبطن والكتفين والوركين وتُنفّذ خلال المشي. وبادر جيشينغ النحيف والمندفع، إلى ابتكار تصميم هذه الرقصة عام 2008 ويواصل إحياء جلسات يومية.

ويشرف هذا الرجل المستقيم القوام بانتباه على تلاميذه الذين يصل عددهم أحيانًا إلى نحو 500، وينفذ بنفسه الحركات ليتيح لهم فهمها، ولا يتردد في إعطاء تعليماته بصرامة لمن لا يُحسن التقيّد بالخطوات المطلوبة.

وشرح أن الهدف من كل هذا هو الحفاظ على اللياقة البدنية. وأضاف بعد انتهائه من إحياء حصة صباحية مفهومنا هو أن يكون المرء سعيدًا بفضل أسلوب حياة صحي. وأبرزَ أن هذه الرقصة تُريح من التعب، وتساعد في إنقاص الوزن وتحافظ على اللياقة البدنية.

وتواجه الصين أزمة ديموغرافية إذ يبلغ مئات الملايين من الأشخاص سن التقاعد خلال العقود القليلة المقبلة.

ويتوقع أن تشكّل هذه الظاهرة عنصرًا ضاغطًا كبيرًا على النظام الصحي الهش وعلى الصينيين لأن معظمهم أطفال وحيدون لأهلهم وسيضطرون لرعاية والديهم المسنين بمفردهم غالبًا.

ورأى يو جيشينغ أن من شأن الحركات التي صممها أن تساعد في تخفيف وقع صدمة الشيخوخة. واستشهد بنفسه مثلًا على ذلك إذ روى أنه فَقدَ 30 كيلوغرامًا منذ كان في الخمسين مشيرًا إلى أنه وصل إلى وزنه المثالي. وأقامت مدن أخرى في الصين فروعًا لـ الأيروبكس بمتعة تستخدم الحركات التي ابتكرها يو جيشينغ.