رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محمد غزال: التنمية السياسية الحقيقية جوهرها مشاركة الجميع

31-7-2023 | 23:10


محمد غزال

دار الهلال

علّق محمد غزال، رئيس حزب مصر ٢٠٠٠ وعضو تحالف الأحزاب المصرية، على مناقشات جلسة قانون مباشرة الحقوق السياسية ضمن لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي المنبثقة عن المحور السياسي بالحوار الوطني، قائلًا إن الجيل الحالي من الشباب أضبح غير مبالٍ بشكل متزايد بفكرة العمل السياسي والمشاركة السياسية مع من حولهم.

وتابع غزال: "أصبح عدم فهم العملية السياسية وكيف تؤثر على المجتمع له تأثير سلبي على المجتمع لأنه يمنع معالجة القضايا بطريقة هادفة، كما يؤدي فك الارتباط السياسي عن الشباب إلى فشل الحكومة في معالجة القضايا المهمة، وعدم المساواة الاقتصادية، والجمود الاجتماعي.

كما يؤدي إحجام الشباب عن المشاركة في العمل السياسي إلى اختلال توازن القوى بين من هم في السلطة ومن ليسوا كذلك. بدون أصوات الشباب، من السهل على السياسيين تجاهل احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. هذا يزيد من إدامة الوضع الراهن ويبقي الناس في حالة من اللامبالاة، وهذه ظاهرة في غاية الخطورة.

وعن ظاهرة العزوف السياسي للشباب، قال رئيس حزب مصر 2000 إنها من أخطر الظواهر التي بدأت تتنامي بشكل مخيف، واللافت للنظر في نسب المشاركة السياسية، بل أصبحت هذه الظاهرة تتكرر وتتطور ما يحول دون التنمية السياسية في البلاد.

وأضاف أن عزوف الشباب عن المشاركة السياسية بدأ يظهر بشكل كبير عن الأجيال السابقة، وأصبحت اللامبالاة السياسية أهم سمات جيل الشباب الذي يعتبر العنصر الحيوي والفعال في المجتمع لما له من القدرة على التأثير في مختلف جوانب الحياة.

وحذر من أن قلة الانخراط الشباب في السياسة مقلقة جداًفي ضوء الحالة التي نعيشها، خاصة أن الشباب نشأ في مجتمع تركهم محبطين إلى حد كبير من السياسة والعملية السياسية، ومنذ سن مبكرة تم قصفهم برسائل سلبية عن السياسة والسياسيين، فقد رأوا السياسيين يفشلون في التصرف من أجل المصلحة العامة، ويشككون بشدة في من هم في السلطة؛ ما أدى إلى ثقافة اللامبالاة وفك الارتباط ، حيث من المرجح أن يبتعد الشباب عن العمل السياسي أكثر من الانخراط فيه، وجعل الأمور أسوأ، وحتى الآن لم ينجح أحد في إرجاع الثقة لهؤلاء الشباب للمضي قدماً نحو تنمية سياسية حقيقية ينتج عنها ازدهار هذا البلد.

ومن الأسباب أيضا التي ساعدت على تفاقم تلك الظاهرة هو التخوف، فهناك أسباب متعلقة بالأحزاب السياسية وتكمن في قلة برامج العمل الواقعية للأحزاب الجاذبة للشباب، وغياب الديمقراطية الداخلية لدى معظم الأحزاب السياسية، الأمر الذي يخلق لدى الشباب نفورا من العمل الحزبي، بالإضافة إلى الأسباب الاقتصادية، لهذا السبب فإن مشوار الأحزاب السياسية في هذا الجانب ما زال طويلا لعدة أسباب منها الثقافة العامة، اتجاه الأحزاب والصورة المكونة عن العمل الحزبي.

وتوفر أيضاً لدى الشباب القناعة التامة بأن العمل السياسي بشكل عام ينتابه بعض التساؤلات من حيث الآلية التي من خلاله يتم التعيين ببعض المناصب، كما أن هناك عدداً كبيراً من الاشخاص  بالعمل السياسي وتقلدوا مناصب سياسية على حساب أشخاص أكثر كفاءة، وفضلاُ عن التميز الواقع داخل الكيانات الشبابية علي أساس التعليم أو المستوي الاجتماعي أو على أساس صلة القرابة أو التقرب من الدوائر المختلفة، على الرغم من هذا لا أحد ينكر دور الدولة تجاه الشباب أخيرًا لإشراكهم في العمل السياسي والحزبي، إلا أن عقول الشباب مازالت بها تخوفات تجاه ممارسة هذا العمل لأنهم قد تؤثر هذه المشاركة على فرص عملهم، فالشباب اليوم يحمل أفكارا وميولات مختلفة أهمها اقتصاديا واجتماعيا كأولوية، ولا نبالغ إذا قلنا إن الشأن السياسي أصبح بواقعية هو فعلا آخر أولويات الشباب.

ومن ضمن هذه الأفكار والميولات اتجاههم إلى مواقع التواصل الاجتماعي الذي يكثر ويسهل فيه استقطاب الشباب نحو الافكار الهدامة والمعلومات المغلوطة، حيث أصبح الشباب يعتمد على هذه المواقع بشکل کبير للحصول على المعلومات والترفيه، خاصة أن هذه المواقع ذات تأثير عالي الفاعلية ولها جاذبية کبيرة لدى الشباب هروباً من الواقع الذي نعيشه والذي يفرض عليهم ما يفعلونه؛ لذلك وجب علينا جميعا أن نصطف لمعالجة تلك الظاهرة لنصل جميعا إلى تنمية سياسية حقيقية جوهرها مشاركة الجميع في الحياة السياسية.