«الطفل المتوحد».. تعرفي على طرق التعامل معه
يحتاج الطفل المُصاب بالتوحد إلى دعم والديه لأنهما أحد ركائز العلاج نظرًا لأن الطفل يقضي معظم الوقت معهم؛ لذا تبحث كل أم لديها طفل مٌصاب بالتوحد عن كيفية التعامل مع طفلها، وتساعده في التحسن بجانب الرعاية الطبية والعلاج النفسي، وفي السطور التالية، تستعرض بوابة "دار الهلال" بعض من النصائح للتعامل مع الطفل المُصاب بالتوحد:
1) افهمي سلوكياته: عادة ما يتم تأديب أو عقاب الأطفال الطبيعيين عند ارتكابهم أخطاء أو التصرف بطريقة غير لائقة، ولكن يختلف الأمر مع الطفل المصاب بالتوحد، حيث أنه لا يستطيع التحكم في بعض سلوكياته، ومن هذه السلوكيات:
- الصراخ أو الصياح.
- ضرب الرأس.
- عض اليدين والأصابع.
- رفرفة اليدين أو تأرجحهما.
- الاعتداء على الآخرين بالعض، أو الركل، أو البصق.
- عدم التواصل البصري مع الآخرين.
ولذلك لا يجب عليكي معاقبته بل عليكي التعاطف معه ومحاولة إدراك أسبابها، حيث عادة ما تنبع هذه السلوكيات من محاولة الطفل التعبير عن احتياجاته ورغباته أو محاولة فهم المجتمع، وحاولي فهم الدافع وراء هذه السلوكيات، ومعرفة محفزاتها لتجنبها قدر المستطاع، وعدم معاقبة الطفل عليها، بالإضافة إلى تجاهل السلوكيات غير الضارة.
2) ركزي على الإيجابيات: يحتاج الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد إلى التعزيز الإيجابي لتشجيعهم على السلوكيات الجيدة، وهذا يعني أن التعامل مع الطفل التوحدي في هذه النقطة لا يختلف عن باقي الأطفال، فعليكي مدح الطفل عند القيام بسلوك إيجابي أو مكافأته لتحفيزه على الاستمرار في القيام بهذا السلوك الجيد.
3) تعلمي بعض أساليب لتهدئة غضب طفلكِ: يعد الدخول في نوبات انهيارسمة شائعة عند الأطفال، وفي حالات التوحد قد يصعب تهدئة الطفل بسهولة؛ لذا يجب عليكي تعلم كيفية التعامل مع طفل التوحد العنيد أثناء نوبات الانهيار، وما هي الطرق المتاحة لتهدئته.
وتختلف هذه الأساليب من طفل لآخر فقد يكون العناق بشدة أحد وسائل تهدئته، كما يمكن تعليم الطفل تقنيات تساعده على تهدئة نفسه، مثل تعلم أخذ شهيق ببطء وإخراج الزفير من الأنف ببطء مع إغلاق العينين وتخيل أشياء تبعث على السعادة كقطته التي يحبها أو المنتزه الذي يفضله.
4) التزمي بروتين محدد:عادة ما يفضل الأطفال المصابون بالتوحد اتباع روتين محدد، حيث يساعدهم ذلك على الشعور بالراحة والاستقرار، لذا يستلزم التعامل مع طفل التوحد إعداد روتين يومي للطفل مع تحديد أوقات ثابتة لتناول الطعام، والعلاج، والنوم، وينبغي تجنب حدوث تغير في هذا الروتين قدر الإمكان، وإذا اقتضى الأمر تغيير لابد منه، فيجب تهيئة الطفل مسبقًا لذلك.
5) وفري منطقة آمنة للطفل في المنزل: يفضل تخصيص منطقة في المنزل للطفل تشعره بالأمان يستطيع فيها الاسترخاء من حين لآخر، ويمكن تحديد هذه المنطقة بعلامات يميزها الطفل، مثل وضع شرائط ملونة على حدودها، كما تتضمن طريقة التعامل مع هذا الطفل الحرص على تأمين بيئته بشكل عام؛ لاسيما إذا كان معرضًا لنوبات الغضب أو سلوكيات إيذاء نفسه.
6) اصطحبي الطفل عند الخروج من المنزل: عادة ما تفضل الأمهات عدم اصطحاب طفلهم عند الخروج من المنزل تجنبًا لسلوكياته غير المتوقعة، ولكن يعد اصطحاب طفل التوحد أثناء أداء المهام خارج المنزل مثل التسوق عاملًا مساعدًا في اعتياد الطفل على العالم الخارجي.
7) انتبهي إلى تعبيرات طفل التوحد غير اللفظية: قد يعبر طفل التوحد عن مشاعره أو رغباته من خلال القيام بإشارات غير لفظية؛ لذا تحتاج الأم عند التعامل مع طفلها المُصاب بالتوحد التركيز ومحاولة فهم كل ما يصدره الطفل من أصوات، أو إيماءات، أو تعبيرات الوجه، فقد يساعد ذلك في معرفة ما يريده الطفل.
8) انتبهي للمثيرات الحسية: يعاني بعض أطفال التوحد من حساسية شديدة تجاه الضوء أو الصوت، أو اللمس، وغيرها، بينما يعاني آخرون من حساسية أقل من الطبيعي للمنبهات الحسية، ومن هذا المنطلق ينبغي على الوالدين تحديد المحفزات التي تثير السلوكيات السلبية لدى أطفالهم، من أصوات، وروائح، وحركات، ومعرفة كيفية التعامل مع طفل التوحد لتهدئته عند التعرض لهذه المثيرات.