تحتار الكثير من الأمهات في البحث عن الطريقة المثلى لاختيار صديق لابنها، باعتبار تلك العلاقة هي التي تطمئنها على سلوكيات طفلها، فتأثير الأصدقاء على بعضهما البعض قد يكون الأقوى والأهم في حياة الابن أو الابنة، ولذلك ينبغي على كل أم أن تتأكد أن طفلها لديه القدرة على حسن اختيار الأصدقاء الأسوياء، كي يضيفوا له من الأخلاقيات الايجابية.
وفي السطور التالية نستعرض مع تربوية، الأسس التي على الأم اتباعها من اجل بناء شخصية طفلها، كي يستطيع التمييز بين الصديق الصالح والسيئ.
ومن جهتها أكدت الدكتورة عائشة حسن مستشارة سلوكية وتربوية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن فكرة اختيار الأصدقاء لأبنائنا تعد من الأمور الهامة والأساسية، لبناء شخصيتهم وجعلهم أناس أسوياء أو غير ذلك، ومن هنا لابد من تقسيم فكرة اختيار الصديق الجيد للابن أو الابنة وفقاً لمرحلتهم العمرية، وذلك من خلال الآتي:
- المرحلة الأولى وهي بعد بلوغ الأبناء عمر العامين، حيث تحاول الأم خلالها في غرز بعض القيم والسلوكيات وأسس التربية الايجابية لأطفالها، كي تساعدهم فيما بعد على الاختيار الصحيح للأصدقاء، وذلك من خلال تنمية شخصياتهم، كي يكون لديه القدرة على الحكم واتخاذ القرارات البسيطة، والذهاب بهم إلي النوادي والتجمعات كي يلتقوا بأطفال مثلهم ويلعبوا معهم.
- المرحلة الثانية مع بداية بلوغ الطفل عمر ال4 سنوات، وهنا تقوم الأم بدورها في تنمية مهارات ومواهب الابن، وهي من تختار صديقه، من خلال التعرف على بعض الأسر في النوادي ممن لديهم أبناء في نفس المرحلة العمرية لصغيرها، وتبدأ في الحكم على الصديق وأسرته، كي تكتشف مدى تشابه تربيته وسلوكه لطفلها أم لا.
- أما في مرحلة المراهقة، فيكون الابن لديه القدرة على اختيار الصديق نتيجة التربية بناءاً على الثقة والاستقلالية، ولكن يكون للأم الدور الرقابي الغير مباشر على أصدقاءه من خلال:
- تربية الابن على الوازع الديني، لمعرفة الحرام من الحلال، وكيفية اختيار صديق الحق والبعد عن صديق السوء.
- أن تقوم الأم بعمل ما يسمى بالوقت المستقطع الايجابي، وهو تخصيص مساحة لمناقشة الابن عن مواصفات الصديق الصالح من خلال بعض الأفلام والأمثلة والدراما.
- أن تقوم بدعوة صديق ابنها في المنزل، كي تتعرف على صفاته وشخصيته، ومدى تأثيره على طفلها المراهق.
- محاولة التعرف على أهل صديق طفلها، لمعرفة ظروفهم الحياتية وطريقة معيشتهم وسلوكهم.
- عدم النقد اللاذع لصديق الابن أمامه، حيال ارتكابه بعض السلوكيات السلبية أمامها، حتى لا يتأثر طفلها ويصاب بنوع من العند والكبر في تقليد صديقه.
- أن تكون الأم صديقة لابنها، وتبني جسر من الثقة بينهما، لضمان رجوع الابن لها بكل أريحية وثقة، حين ارتكاب أي خطأ مع صديقه.
- عدم انحياز الأم لطفلها حين ارتكابه أي خطأ مع صديقه، وتعليمه ثقافة الاعتذار.
- أن تكون الأم قدوة صالحة لابنها في صداقتها لأصحابها.