من المؤكد أن أي نجاح وازدهار وراءه عقول تبحث عن مقوماتهما، فقد عاشت «دار الهلال» عصرها الذهبي لسنوات طويلة كمنارة للثقافة والتنوير في مصر والوطن العربي، ولم ترق أو تحظ أي دار صحفية بما وصلت إليه «دار الهلال» في عصرها الذهبي.
وانتسب لـ«دار الهلال» أشهر الكتاب منهم أحمد بهاء الدين ويوسف السباعي وصالح جودت وفكري أباظة وعلي أمين وصبري أبو المجد وأمينة السعيد ورجاء النقاش وغيرهم من المبدعين .
بلغت دار الهلال في سبتمر الحالي مائة وخمسة وعشرون عاما، أمضتها الدار شامخة كعهدها في الثقافة والتنوير، وظلت حتى الآن رائدة في مجال الصحافة، ففرسان القلم يتوارثون إدارتها، فيجد القارئ المصداقية والعمق في تحليل كل القضايا الثقافية والسياسية والفنية في كل إصدارتها.
وكانت خطة الدار في طرح إصداراتها أن تشمل كل فئات المجتمع، فكان للمثقفين والأدباء مجلة الهلال، ولمواكبة ورصد الأحداث السياسية كانت مجلة المصوّر ولهواة الفن والغناء ونجمومه مجلتي الكواكب والإثنين وللمرأة مجلة حواء ولشئون الصحة والطب مجلة طبيبك الخاص، حتى الأطفال اهتمت الدار بتنشئتهم، وأصدرت مجلتي سمير وميكي التي تربت على ثقافتيهما أجيال عديدة، ولمواكبة العصر أيضاً أنشأت الدار بوابة الهلال الإلكترونية، التي تعتمد فيما تقدمه على المصداقية والسبق في طرح كل أشكال الثقافة والفنون.
وبالعودة قليلاً إلى سنوات الازدهار، نجد هناك خطة طرحها قطبا دار الهلال عام 1958 وهما إميل زيدان وفكري باشا أباظة ، تتمثل في ربط أواصر الثقافة بين مصر والوطن العربي ، وبدأت تلك الخطة في شكل بعثات قام بها القطبين إلى معظم بلدان الوطن العربي، يلتقون فيها بحكام الدول ووزراء الثقافة بها من أجل فتح أسواق لإصدارات الدار للوصول إلى كل الدول العربية.
وخلال تلك الرحلات عكف إميل زيدان وفكري أباظة على تغطية كل الأحداث السياسية والثقافية والفنية بالوطن العربي وإرسالها للنشر في إصدارات الدار ، فمصر والوطن العربي جسد واحد ، ونظراً لريادة مصر في الثقافة والفنون بشقيها السينما والغناء، فنجد كثيراً من أبناء الوطن العربي متيمون بنجوم الفن والثقافة والأدب المصري، وحريصون على اقتناء كل ما يصدر عن الدار من مجلات.
تطرح الهلال اليوم عدة صور نادرة ترصد العديد من الرحلات التي قام بها قطبا دار الهلال من أجل توسيع دائرة التوزيع لكل إصدارات الدار في عدة دول عربية منها المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين .