تحية.. للدبلوماسية المصرية
بقلم اللواء أ ح ممدوح إمام
تواجد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نيويورك خلال الأيام الماضية لحضور الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبالرغم من أن هذا الملتقى هو أكبر تجمع يجمع زعماء العالم والذى يعد فى الحقيقة برلمانا دوليا وبالرغم من انتهاز الحاضرين من قادة الدول ومسؤليها لحضور هذا العدد الضخم من القادة لعقد لقاءات مع دول الاهتمام.
وبالرغم من قيام الرئيس بعقد لقاءات متعددة مع قادة الفكر الأمريكى على المستوى السياسى ومع مجتمعات رجال الأعمال على المستوى الاستثماري وبالرغم من أن هذه الزيارة تعتبر تتويجا لجهود الرئيس والدبلوماسية المصرية على مدار العام، إلا أنه يجب إلقاء الضوء على الجهود الدبلوماسية المصرية على مدار العام فى محيط الدوائر المؤثرة على الأمن القومى المصرى .
من المعلوم أن دائرة الإهتمام الأولى للأمن القومى المصرى هى دائرة دول حوض النيل ونجد الرئيس منذ توليه المسؤلية ــ وليس هذا العام فقط ــ قام بالعديد من الزيارات والقاءات بقادة ومسؤلى هذه الدول وحرصا على العلاقات مع دول الحوض نجد أن مصر قد ترفعت عن تصريحات غير مسؤلة من بعض هذه الدول وسارعت إلى احتوائها وإزالة ما قد ينتج عنها من تراشق إعلامى بين مصر وتلك الدول وهو دائما ما يؤجج أى خلاف بسيط ويحوله إلى أزمة .
وبالنسبة للدائرة الثانية وهى الدائرة العربية فعلاوة على احتواء ما كان يبدو خلافا بين مصر وبعض الأشقاء العرب وأزالت أسبابه لتعود العلاقات أقوى مما كانت لمصلحة الجميع ولا يفوتنا هنا أن نشيد بالإنجاز الضخم الذى حققته مصر فى المشكلة الليبية والمشكلة السورية واستطاعت أن تتحرك فى هاتين المشكلتين بثقة وعلى أسس سليمة تعارضت أحيانا مع رؤى دول كبرى عربية وأجنبية واستطاعت فى النهاية كسب تلك الدول إلى صفها .
أما الدائرة الثالثة وهى الدائرة الأفريقية فلابد هنا أن نشيد وبقوة بالتحرك المصرى فى القارة الأفريقية والزيارات المتعددة للرئيس ولوزير الخارجية للعديد من الدول الأفريقية وتوقيع بروتوكولات تعاون معها مع الأخذ فى الإعتبار أن هذا التحرك كان فى محيط أفريقى أهملته مصر لسنوات عديدة ونتيجة لهذا الإهمال بادلت الدول الإفريقية مصر إهمالا بإهمال رغم المصالح المشتركة والقوية التى تجمع مصر بمحيطها الأفريقى.
ولا ننسى هنا التحركات المصرية فى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ومنظمة الوحدة الأفريقية التى حضر الرئيس مؤتمرها بنفسه وكلها تجمعات اهتمت مصر بالتواجد فيها على مستوى عال وبطرح أراءها وأفكارها التى أجمع الجميع على تجردها وحيادها وسعيها لمصلحة تلك التجمعات العامة .
بقى أن نشير إلى نهج جديد فى الدبلوماسية المصرية وهو "عفة اللسان" حيث لم تتدنى مصر إلى الرد على أى إساءات بدرت من قادة تركيا وقطر وتركتهم يعيشون فى فضائهم الافتراضى دون رد وإن كان ذلك لا يروق لعدد كبير من المصريين إلا أنه لا خلاف على أنه أسلوب دبلوماسى راقى .
تحية إلى الدبلوماسية المصرية التى لم تدخر جهدا فى إعادة الأمور إلى نصابها وأصبحت القاهرة دائما ملتقى الزعماء والمسؤلين مما وطد العلاقات المصرية بين مصر وتلك الدول واستعادت بذلك ثقلها تحقيقا لمصالحها ولمصالح أشقائها وأصدقائها .