كان يعتقد سابقا أن تنظيم الفيتامينات في الجسم هو  واجب الأعضاء الأخرى في الجسم بما في ذلك الكبد والكلى ، وهذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها العلماء دورا للدماغ في تنظيم الفيتامينات ويمكن أن يكون له آثار على تشخيص وعلاج الأمراض المرتبطة بالفيتامينات من فقر الدم إلى العقم إلى العمى.

ففي دراسة جديدة  قام بها علماء من جامعة أبردين بدراسة  فيتامين أ وكيف يتفاعل الدماغ معه، نشرت في iScience ، كشف الباحثون  لأول مرة أن منطقة ما تحت المهاد ، التي تنظم العديد من أجهزة الجسم بما في ذلك درجة الحرارة والشهية والعطش ، متورطة في السيطرة على الفيتامينات في الجسم.

وقام الباحثون باختبار فيتامين أ باعتباره  ضروري للحياة - إنه مهم للرؤية والجهاز المناعي والتكاثر والنمو وتطور الجنين ، وكذلك وظيفة العديد من الأعضاء ، بما في ذلك القلب والرئتين والدماغ. في الآونة الأخيرة ، يعتبر فيتامين (أ) مهما لبقاء الخلايا في الدماغ وقد يكون وقائيا للاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض الخلايا العصبية الحركية.

أجريت الدراسة في البداية على الفئران ووجدت أن منطقة من الدماغ تسمى ما تحت المهاد قد تكون مسؤولة عن التحكم في مستويات فيتامين أ ، وأنه قد يكون هناك تحكم من أعلى إلى أسفل في وظيفة فيتامين أ حول الجسم.

لا يستطيع الجسم إنتاج فيتامين (أ) بمفرده ويجب الحصول عليه من النظام الغذائي على شكل خضروات خضراء ورقية أو خضروات برتقالية وصفراء أو كبد البقر أو الحليب أو البيض ، و  من المعروف بالفعل أن فيتامين (أ) يتم تخزينه في الكبد ولكن حتى الآن كان هناك القليل من الفهم لكيفية الحفاظ على المستويات في الجسم  ، يمكن أن يؤدي نقص فيتامين (أ) إلى إضعاف كارثي لجهاز المناعة بالإضافة إلى مشاكل بصرية وجلدية ، وعلى الرغم من أن فيتامين (أ) الزائد أقل شيوعا ، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مرة أخرى في الرؤية والجلد وكذلك تورم الدماغ.

و أظهرت الدراسة أن تطبيق كميات صغيرة جدا من فيتامين (أ) مباشرة على منطقة ما تحت المهاد في دماغ الفئران أثر على كمية فيتامين (أ) في منطقة تخزين الكبد وكمية الفيتامين الموزعة على خلايا الجسم عن طريق الدم، مما  يعني أن نظام استشعار فيتامين (أ) موجود في منطقة ما تحت المهاد التي تتحكم في كيفية توزيعها في الجسم.