رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الهوة الأخلاقية

11-8-2023 | 21:00


حسن العطافي,

فضحت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من المجتمعات، فبقدر ضاقت الهوة الرقمية، وأصبح أوكسجين الحياة العصرية في متناول الجميع، ومتحكما فيه من قبل الكثير منا بنقرة واحدة اتسعت الهوة الاخلاقية بين أفراد المجتمعات، وبشكل خاص المجمتع العربي، الذي بات افراده يصارعون في حياتهم اليومية أمواج بحار التناقضات العاتية.

ان الهوة لم تتسع فقط داخل مجتمعنا الكبير، الذي يباهي باقي المجتمعات بالاخلاق، ولن يرف لنا جفن ونحن نزعم انها اخذة في الاتساع بين افراد الأسرة الواحدة.

لا مراء ان الهوة اياها متسعة في دواخل من اختاروا العيش بيننا بشخصيتين، شخصين تروج لمكارم الاخلاق وتناضل من أجل الحرية الشخصية، والكرامة و...

لا أعطي دروسا في الاخلاق لأحد ولا أعتدي على اختيارات الناس ولا أتدخل فيها، أيضا، لكني أر ى أن الكثير من المتدخلين في شؤون حياتنا لا يترددون في تصنيفنا، بل واتهامنا، زاعمين أنهم من أشد المدافعين عن الحرية الشخصية، هم من يحاصرون حرية واخيارات الاخرين.

اذا جاز تقسيم المجتمع الى فئتين دون تصنيف سنكون ازاء "فئة مع وأخرى ضد، لكن الزمن الكشاف يفضح المتطرفين في الفئتين معا، فتراهم يفرضون "مذهبا" ويمتثلون ل"مذهب" نقيض او يمارسون الحياة مهتدين بنهجه.

أمام الردم الواضح للهوة الرقمية بتنا نشعر أننا نعيش في مجتمع لا نعرفه، مجتمع وليد اتساع الهوة الاخلاقية، كيف لا ونحن نراهم ينحرفون في الفضاء الازرق ومواقع على شاكلته عما "يصرعوننا" بالتظير له وادعاء الايمان به والتشبث به.

 ان الهوة الاخلاقية التي اتحدث عنها محاكمة لادعاءات من يرغبون في الوصاية علينا ويحاصروننا بمشارعيهم التي تشبه "صرعة موضى" تفقد بريقها بسرعة.

أنها لم ترق لتصبح مشروعا فكريا، لهذا يسقط مروجوها في التناقض، ويتطايرون في الهواء مع نسمة صيف جنينية.

في الفضاء الازرق، وأيضا في ما سواه من وسائل التواصل الاجتماعي، للكثيرين بطاقة تعريف بالانتماء يبدو كأن فصيلا مجتمعيا جديدا أضحى قيد التشكل، وكل الخوف أن نصبح تحت سلطة "رفاق مسلمين" يغرقون في دور المرشد الديني المتشدد حين يتعلق الامر بنا المتحررين أكثر من التحرر نفسه حين يتعلق الامر بهم.

ان ما سلف ذكره ليس مستبعدا، وقد نصبح ازاء مولود مشوه لمجتمع فعلت به الهوة فعلتها، وأضحى "غرابا رقميا" تخلى عن مشيته ولم يفلح في تقليد مشية الاخر وصار عنوانا لكل التناقضات.

 

صحافي مغربي