هل الاعتقاد ظاهرة اجتماعية كما تصورها وسائل التكنولوجيا الحديثة؟..وحدة الحوار تجيب
تختلف الكثير من الفتيات حول ما إن كان "الدين بمعناه العام.. أو الإيمان بمعناه الخاص صار "الظاهرة الاجتماعية" التي تحتاج إلى تفسير!، أو "عدم الاعتقاد" هو الأمر الطبيعي الذي لا يحتاج إلى دراسة ولا بحث ولا تنقيب؟.
ومن جهتها، أجابت وحدة الحوار التابعة لدار الإفتاء المصرية على تلك التساؤلات، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.
وجاء نص المنشور كالآتي:
أولًا: ما هو الإيمان Faith.
فالإيمان ببساطة: هو تصديق جازم ناشيء عن دليل.. وتجلياته تبدأ بالإقرار بوجود خالق لهذا الكون مع الاعتراف الجازم بأن هذا الخالق مطلق القدرة والعلم، فقدرته مطلقة لا تعجزها شيء.. وعلمه لا متناهي.
والإيمان له ركنان الاعتراف بالتوحيد الخالص الذي يعبر عنه بـ "لا إله إلا الله" والركن الثاني: الاعتراف برسالة المعبر عنه في دين الإسلام بـ"محمد رسول الله".. فالتوحيد الخالص يقوم على أمور ثلاثة:
توحيد الذات.. وتوحيد الصفات.. وتوحيد الأفعال.
1) توحيد الذات: أنّ الإنسان يتوجه في عبادته لرب واحد لا لأرباب متعددة.
2) توحيد الصفات: أن كمالات الصفات تكون لله وحده، فهو مطلق العلم مطلق القدرة، مطلق الإرادة.
3) توحيد الفعال: أنّ الوجود كله فعله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه أحد.
فلذلك نستطيع أن نقرر أنّ مبدأ الاعتقاد في الدين الإسلامي قائم على التوحيد الذي يتجلى في الاعتراف والإقرار لله بالوحدانية ذاتًا وصفاتًا وأفعالًا.
ولا ننكر أن التصورات المادية الحديثة طغت وأثّرت في نظرة الإنسان لنفسه وللكون ومن ثمّ انعكست كذلك على تصوره للإله.. حتى نشأ ما يُعرف بـ "أنسنة الإله".
والمقصود بها أن لله صفات الإنسان فبالتالي يمكن أن يخضع الله لمعايير الإنسان المعاصر من حيث التصوّر والفعل، لكن من توحيد الله سبحانه مخالفته لجميع المخلوقات وهذا مقتضى العقل.. قال تعالى: "ليس كمثله شيء".
وكذلك يفرق بين المخلوق وخالقه.