يعد العقل البشري من أكبر وأعظم النعم التي منّ الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان، لأنه مصدر هام للمعرفة والعلم والتفكر والتدبر.
تقول الدكتورة ميرفت ميرغني، مدرس مناهج وطرق تدريس تربية الطفل: إن علم الأعصاب والتشريح أكد أن العقل البشري يتحكم بجميع الأنشطة وردود الفعل والاستجابة والوظائف وكل ما يحدث في الجسم، وأن للمخ فصان هما "الأيسر" للأفكار التحليلية و"الأيمن" للأفكار الإبداعية وبه ما يعادل 100,000 ميل من الأوعية الدموية وهو ما يكفى للدوران حول الأرض 4 مرات.
وأضافت أن المخ به حوالي 100 بليون خلية عصبية تعرف بالمادة الرمادية ووظيفتها معالجة المعلومات التي يستقبلها المخ، كما أن الدماغ يشبه العضلة كلما استخدمناه أصبح أكثر فعالية .
وطالبت الوالدين بحُسن الاستفادة من هذه الهبة الربانية وتربية الطفل في بيئة تنمي فيه مهارات التفكير العقلي المختلفة وهي مهارات محددة نمارسها عن قصد لمعالجة المعلومات مثل " التفكير الناقد، والإبداعي، العلمي، المنطقي، حل المشكلات"، إذا أرادوا أن يجعلوا أطفالهم مؤهلين للنجاح في المجتمع، فعليهم تزوديهم بمهارات التفكير اللازمة للحصول على المعلومات ومعالجتها في ظل عالم دائم التغير.
وأوضحت أن التفكير الناقد طريقة منهجيّة لتشكيل فكر الفرد وصياغته، ويعد عملية ذهنية يؤديها الفرد عندما يطلب منه الحكم على صحة رأي أو اعتقاد عن طريق تحليل المعلومات وفرزها بهدف التمييز بين الأفكار الإيجابية والسلبية وقائم على معايير عقلية، وهذا التفكير يتطلب استخدام المستويات المعرفية العليا "التحليل، التركيب، التقويم ".
واختتمت بأنه أحد أنواع التفكير الهامة في تنشئة الطفل ويجعله يفكر ويُعمل عقله ويفرق بين الصواب والخطأ بمفرده مستقبلاً، وتكمن أيضاً أهمية التفكير الناقد في أنه يعد المفتاح السحري لحل المشكلات التي تواجهنا يوميا من خلال المواقف الحياتية، لذا فإن تعلم مهارات التفكير الناقد أمر بالغ الأهمية لتنمية القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة تجاه المواقف التي تواجه الطفل ويساهم في تدعيم الثقة بالنفس والتخلص من الخوف من الفشل.