إشادات واسعة برسالة السيسي لحكومة الوفاق.. ومراقبون: مصر حاضنة القضية الفلسطينية
كتبت- أماني محمد
أشاد مراقبون للشأن الفلسطيني، بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجهه إلى حكومة الوفاق الفلسطينية بعد وصولها أمس إلى قطاع غزة وتسلمها مهام عملها بعد أكثر من 10 سنوات من الانقسام انتهت برعاية مصرية، ووصفوا رسالته بأنها استكمالا للدور المصري في إتمام المصالحة الفلسطينية وتأكيد على رعايتها لكل الخطوات في سبيل حل الأزمة الفلسطينية.
وقال السيسي، في كلمة مسجلة له اليوم إن "القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتي سواء في لقاءاتي مع زعماء العالم أو من خلال مشاركة مصر فى جميع المحافل الدولية"، مضيفا أن "العالم بأثره يترقب جهودكم لتحقيق الوفاق بين أطياف الشعب الفلسطيني ويثمن إصراركم على تخطى كافة العقبات التي أدت إلى التنافر والانقسام.. ولدى إيمان كامل بأن الاختلافات بين مكونات المجتمع الفلسطيني يجب أن يتم حلها داخل البيت الفلسطيني بدعم ومساندات الأشقاء العرب وعدم قبول تدخل أي قوى خارجية فى هذا الشأن".
تأكيد للدور المصري
وقال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، إن كلمة السيسي ورسالته اليوم إلى حكومة الوفاق الوطني والشعب الفلسطيني هي تأكيد أن للدور المصري في تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني وأنها دائما تعمل لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته وليس مثلما تتصرف بقية الأطراف بأن تستأثر بالقرار أو تتاجر بمعاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف ل«الهلال اليوم» أن السيسي سيساعد خلال المرحلة المقبلة في مواجهة التحديات الفلسطينية وتأكيد استحقاق الدولة الفلسطينية وعملية السلام وهو ما أكد عليه من خلال المشاورات مع قادة العالم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ليصل الشعب الفلسطيني إلى الاستقلال، قائلا "وهذا حين يتحقق ستعاد حقوقه وتتحد المنطقة أمام التحديات التي تواجهها من الإرهاب والجماعات المتطرفة والاتجاه للتنمية المستدامة.
وأوضح أن السيسي كان حريصا في رسالته ومن خلال مبعوثه رئيس المخابرات العامة خالد فوزي التأكيد على أن مصر ستقف بجانب الشعب الفلسطيني ولن تتركه إلا بعد الوصول إلى الاستقلال، مشيرا إلى أن حالة الوحدة الوطنية ستترجم بعد ذلك بالذهاب برؤية واحدة والتغلب على كافة العراقيل والإشكاليات والتخلي عن الحزبية وإعلاء المصالح الوطنية لأن قطار المصالحة الذي انطلق برعاية مصرية يسير باتجاه واحد ولا يمكن أن يعود للخلف.
وقال حرازين إن الرسالة وما حملته من معاني المحبة والأخوة والحرص على القضية الفلسطينية تخاطب كل الأطراف في المنطقة وتحذر ممن يحاولون العبث، مضيفا "لم يعد مسموحا لأي عابث أن يضر بالقضية الفلسطينية الذاهبة باتجاه الوحدة، ومصر ستبقى راعية لكل الخطوات القادمة والجوانب السياسية التي وصلت إليها المصالحة".
لقاءات مرتقبة
وعن الخطوات المقبلة أوضح أنه بعد أن تتمكن حكومة الوفاق الوطني من كافة المؤسسات والمعابر سيعقد لقاءا يجمع بين حركتي فتح وحماس في القاهرة للتوافق في كافة الملفات العالقة برعاية مصرية تنفيذا لاتفاق القاهرة 2011 وحل كل الأزمات العالقة بين الحركتي طوال فترة الانقسام التي زادت عن 10 سنوات، مضيفا أنه بعد ذلك ستوجه مصر دعوة لكل الفصائل الفلسطينية للقدوم إلى القاهرة ووضع رؤية واحدة للتحضير إلى الانتخابات الفلسطينية.
وقال السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد للبرلمان العربي سابق، إن الخطوات المقبلة بعد إتمام المصالحة الفلسطينية وتسلم حكومة الوفاق الوطني مهام عملها في غزة هي اجتماع القاهرة لتوحيد كل الفصائل الفلسطينية في كلمة واحدة نحو إقامة دولة فلسطينية، مضيفا أنه على أطراف القضية ترتيب مسئولياتها وعدم السماح لأياد خارجية بالتدخل في شئونهم ومصر قامت بدورها وستبقى راعية للحل.
وأضاف أن "كلمة الرئيس اليوم أكدت أن الفلسطينيين أمامهم فرصة تاريخية لإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وطالبهم بترتيب البيت من الداخل محذرا من التدخلات الخارجية العابثة في القضية"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين أمامهم فرصة تاريخية لقضيتهم بتوحيد مواقفهم والعمل معا للحصول على الدعم اللازم لإقامة دولتهم.
ووصف حامد القضية الفلسطينية بأنها قضية الفرص الضائعة فمنذ زيارة الرئيس الراحل أنور السادات على الكنيست الإسرائيلي في القدس ومؤتمر ميناهاوس في القاهرة ووضع العلم الفلسطيني ومقعدهم الذي ظل خاليا لم يعد الآن مطروح ما كان مطروحا حينها سيكون عسيرا تطبيقه في الحاضر.
وأضاف أنه يوجد مبادرة للسلام طرحها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر القمة العربية في لبنان لعام 2002 والتي قال فيها إن يقبلون بأن تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة مقابل الاعتراف بوجودهم والتطبيع في العلاقات معهم، موضحا أن المستقبل سيحدد بيد الفلسطينيين أنفسهم بعدم سماحهم لأطراف أخرى بالتدخل ويقينهم بأن مصر هي الدولة الوحيدة القادرة على حل أزمتهم.