رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
قطار ذكريات "عميدالتمثيل العربى" د.يحيى الفخرانى
طارق شحاتة
دون مبالغة عندما يُذكر اسم النجم القدير "د.يحيى الفخرانى".. على الفور تحترمه،وتقدر فنه وتاريخه المجيدالطويل..وهذا الفعل من النادر أن يحدث مع فنان بحجم موهبته وجماهيريته الكبيرة وحب الناس له – إن جازالتعبير،لأن – الاحترام- بالنسبة له سمة شخصية ملتصقة به –لاغنى عنها- أبدا،وأهم مايميزه التواضع،والرقى والصراحة،وإحساسه الداخلى العالى عن بقية أقرانه،صادق ..صادق جدا مع نفسه وممن حوله لأبعد الحدود ،عاشق ولهان فى محراب الفن،الذى هوبالمعنى "كل حياته"،يحب "لمة العائلة"،قافل على نفسه جدا "بيتوتى" – فى قلعة بيته – "إن جازالتعبير" لأقصى درجة،لايحب السهر ولانراه فى أى حفل صاخب،لايشغله سوى عمله ومايقدمه للناس ،دون شيء آخر،ولوكان عنده وقت ، يكون ملكًا لأسرته فى النهاية،وكل ماسبق ذكره وغيرها من الصفات الحميدة التى يتمتع بها أى مبدع أيا كان - فى رأيى المتواضع- تعد تركيبة نجاحه الكبير،فهو بلاشك -"عميد التمثيل المصرى والعربى"-،وأهم وأقوى نجم موجودعلى الساحة الآن،رغم رفضه لمسألة التصنيف، والألقاب،فهو يرى نفسه ممثلا فقط ،- ولكن هذا حقه وقدره – "الفخرانى" سمح لنا بتواضع كبير أن نركب معه -"قطارالذكريات" - الخاص به ،لنستمتع بمشواره ونجاحاته وذكرياته ،ونتعلم منه فى الوقت نفسه فى هذه الرحلة الطويلة العامرة.
د .يحيى الفخرانى (يتذكر )أهم المحطات المضيئة - بشكل مقتضب تماشيا مع العصر- فى تاريخه الإنسانى والأكاديمى والفنى الحافل الطويل.. وانطلق قطار"الفخرانى" السريع الفاخر،وبدأت الرحلة..
ميت غمر
النشأة كانت فى ميت غمر وبيت والدى الذى عشت فيه لم يكن موجودًا كما كان وبالمعنى تم هدمه،لأننى اتولدت فى المنصورة فى بيت جدتى لأمى،واتولدت فى "ميت غمر"كماسبق وذكرت..الحاج محمد والدى تزوج من السيدة توحيدة "والدتى"..ولم أكن أنا أوغيرى فى سن صغيرة بأننى سأصبح نجم كبير- كماتقول- ولاحتى يكون هدفًا وقتها،وعن نفسى حتى لما دخلت عالم التمثيل لم أتخيل بأننى نجم ،ولكن كنت عايزأمثل وبس..بحب الحكاية..وبعدالتخرج فى الجامعة اشتغلت كماتعلم "طبيب عام"، وكنت أحضررسالة الماجستيروقدمت وقتها أكثرمن مسرحية بالجامعة،وتركت فرقة مسرح الجامعة ،وقلت أعطى فرصة للطلبة من بعدى لمواصلة المشوار.. وانتهزتها فرصة لأسأله عن التكريم وسط خريجى كلية الطب باحدى الجامعات الخاصة ..فأكد على أن الموضوع جاء بالصدفة بطلب شخصى من د.أشرف زكى،واخترت كلية الطب ،وشاركت دفعة التخرج فرحتهم بالتخرج ،وهنأتهم وألقيت كلمة كنت حريصًا على توصيل معنى معين لهم فيمامعناه "قدرللطبيب بالذات بأن يكون كل يوم فى امتحان من خلال مقابلة مريض ..وهذا هوالامتحان الأصعب"،ولذلك لابد من أن يجتهد طوال الوقت من دراسة ومذاكرة دوما والاطلاع على كل ماهوجديد فى عالم الطب..فى حالة امتحان دائمة حتى يصيب النجاح فى النهاية"،وأنا كنت غاوى طب ولكن التمثيل غلبه.
(محطة الفن)
وأضاف قائلا: اكتشفت أن متعتى الوحيدة فى الدنياعملى واشتغالى بـ"الفن".
"لميس جابر"
وبمناسبة عيد ميلاد زوجته د.لميس جابر الذى يتصادف تاريخه فى هذه الأيام من شهر أغسطس ..يقول مداعبا:مش بجيب لها هدايا فى عيد زواجنا ويطلق ضحكته الشهيرة وهويقول "بقول لها أنا هديتك"، ويستطرد قائلا: أحرص على إحضارالزهورلها فى هذا اليوم ،خاصة وأناأميل لـ"الوردالبلدى ومسك الليل "الذى يزين حديقة منزلى،ونصيحتى للشباب المقبلين على الزواج " أنت لوصادق مع نفسك هتتجوز صح"،زى التمثيل بالضبط – مع الاختلاف قطعا- بين الاثنين، أنت مش رايح المجال ده علشان الفلوس والشهرة، ولكن عن حب واقتناع وكونك عايزتعمل ده،فتنجح،ولوشعرالمقدم على الزواج بالحب الحقيقى دون النظر للمال أوالجمال..أوالحسب والنسب..إلى آخره،الذى يزول مع الزمن،هيكون ساعتها أصدق واحد بالنسبة لك "شريك حياتك"،نحن نفكرمعا "أناولميس" رغم أننا مختلفان تماما فى الشخصيات،هى أجرأ منى عكسى تماما أفكرفى الأشياء بتروٍ ،تزوجت بعدالتخرج وعمرى 23عاما،وفى زماننا كانت هذه السن معقولة جدا ومناسبة.. وجمعتنى صداقة قوية وقصة حب كبيرة مع لميس جابرقبل الزواج توجت بالزواج منذ 50 عامًا، حيث التقينا فى الجامعة فى كلية الطب، وبدأالتعارف أثناء تقديمى إحدى المسرحيات على خشبة مسرح الجامعة، وحدث خطأ مايومها أثناء العرض جعلنى أغضب وتركت المسرح،إلّا أن "لميس" هدّأت من روعى، وقالت لى "الجمهور ذنبه إيه..لازم تقدم له التحية فى نهاية العرض المسرحى"وقامت خلالها بقفل زرار فى "شيرز"كنت أرتديه، فتولدت من تلك اللحظة شرارة الحب بيننا وسمعت كلامها وقمت بتحية الجمهور.. وتزوجنا ونحن فى "الامتياز"..وتركت مهنة الطب وتفرغت للتمثيل، وكانت تدعمنى،لإيمانها بموهبتى، وهو ما جعل حبه لها يزداد.
الخواجة عبدالقادر
وعن محطة "الخواجة عبدالقادر"يقول الفخرانى:لا أستطيع كماجاء فى سياق كلامك معى الآن بأنه عندما أفكر فى "الخواجة عبدالقادر" هل كان ينفع أقدمه أكثرمن ذلك أوبطريقة ما مختلفة أكثرإبداعا..أوما شابه..لاتستطيع أن تقول ذلك،"كل حاجة بوقتها"،ولاينفع تفكرفى إللى فات،وإلّا لن تتقدم،وفى رأيى "لازم تنسى النجاحات السابقة التى حققتها"،فى كل مرة تبدأ من أول وجديد مع كل عمل جديد..وهكذا،..و"الخواجة عبدالقادر"أخذ وقته ،ويمكن لأنه من قصة حقيقية لمّس مع الناس و"صدقوه"، ونال كل هذا النجاح والشهرة العريضة بين الناس بفضل الله،وللعلم "الخواجة عبدالقادر" شخص حقيقى ،ولكن لم يكن إنجليزيّا،وكانت جنسيته ألمانية -"من أم ألمانية وأب نمساوى" -،وقديكون هذا هوالشيء الوحيد الذى قمنا بتغييره لأسباب أشرحها لك،حتى أستطيع نطق الحوارباللغة الإنجليزية بشكل سليم،لأننى لاأتحدث الألمانية،وقمنابالتصوير فى لندن، لنبرزفترة "هربرت جوبرفيلد"-الخواجة عبدالقادر- أيام الحرب العالمية الثانية وصراعه مع نفسه وعدم حبه للحياة وتمنيه الموت، حتى نقل إلى السودان ليعمل هناك.ولذلك لم يختلف شيء فى موضوع المسلسل.
شيخ العرب همام
أما "شيخ العرب همام" كان دورًا مهمًا ونقلة أخرى ،المسلسل ملحمة كبرى الحقيقة،لشخصية حقيقية أيضا، وأحتفظ ببعض ملابس وإكسسوارات الشخصية إلى الآن ،وكماترى فى الجوار"العصا" التى كان يستخدمها "شيخ العرب همام"،وغيرها من أدوات وملابس الشخصيات التى قدمتها خلال مشوارى الفنى المتواضع،وقمت بزيارة بيته فى الصعيد،وقابلت حفيدته ..وطلب أهل المنزل أن أصعد لها ببيتهاالموقر حيث تكون ،لأنهم لاينكشفون على الرجال حتى كبارالسن منهم،وكان ذلك كنوع من التكريم والتقدير لشخصى المتواضع كماقالوا لى، وقابلتنى كأننى ابنها..والحمدلله المسلسل لاقى نجاحا منقطع النظير حتى وقتناهذا بفضل الله.
المسرح.."الملك لير"
أحرص على القيام بإدارة أى عمل مسرحى جديد خاص بى لأن"المسرح" – فى رأيى المتواضع - يحتوى على قوانين شبه عسكرية أحترمها جدا،من ميعاد فتح الستارة بالثانية - لاتأخيرعلى الإطلاق لأى سبب ما-،والكواليس يسودها الصمت الرهيب ،ممنوع تناول أية مشروبات وخلافه فى الكواليس أثناء فتح الستارة،وأطبق ذلك على نفسى أولا،قبل أى أحد..المسرح بالنسبة لى"حياة"،أقوم من خلاله كما قلت لك سابقًا – وأكرركلامى عن أبوالفنون فى أى محفل – بألمع عدة التمثيل الخاصة بى ،من خلال أحاسيسك ،وأسعد برد الفعل الفورى من المتفرج الذى حرص على القدوم للمسرح ..ويستطرد قائلا: كل محطة ولها رونقها الخاص بها سواء فى السينما أوالتليفزيون أوالمسرح ،وفى مواضيع تنفع للمسرح ولاتصلح للسينما على سبيل المثال ،والموضوع هو الذى يقودك فى النهاية إلى طبيعته "سينما أومسرح أوتليفزيون"،..والمسرح بالنسبة لى ..أشتغل على خشبته إذا لم أكن مرتبطًا بتصوير أعمال فنية جديدة فى ذاك الوقت، "والملك لير" على سبيل المثال قدمته طوال سنوات كثيرة جدا لأكثر من عقد من الزمن، لدرجة أن فيه ناس بالمعنى توهمت أنه أصاب عقلى شيء ما ،بسبب ذلك، لأننى تعلمت ألّا أسلّم دماغى لأى أحد ليس أقدر منى على المعرفة ،وعندما قرأت ماكتب عن رواية "الملك لير" لوليام شكسبير بالخارج بأنه عندما قدم "الرواية لم يصبها النجاح فى بداية عرضها على الناس، ، لدرجة أنهم قاموا بتغيير نهايات الحدوتة -الذين أتحدث عنهم فى بلادهم -.
فاتن حمامة
كنت سعيدًا جدا بالعمل معها فى فيلم "أرض الأحلام " للمخرج داودعبدالسيد وتأليف هانى فوزى،وتضايقت جدا – ليس منها قطعا- لماوصلت إلى البلاتوه وعلمت أنها موجودة قبل منى فى الكرافان الخاص بها،لأننى حريص على الذهاب لموقع التصوير مبكرا جدا،قبل الزملاء،وثانى يوم وصلت لموقع التصوير مبكرا عن موعدى المعتاد بنصف ساعة لأجدها موجودة أيضا،إلى أن سألتها حضرتك بتيجى البلاتوه الساعة كام،بسبب حالة القلق والالتزام التى أكون عليها وقت تصوير أى عمل فنى جديد،لأنها أيضا كانت تحب الذهاب إلى البلاتوه مبكرا جدا،حتى تأخذ إحساس المكان وتكون جاهزة للتصوير،وكنا نلتقى معا فى الاستديو ونجلس معا،لحرصنا على الالتزام فى المواعيد..وللعلم حاولت الاعتذار عن الفيلم " بسبب تجربتى السيئة فى الفيلم السابق له "للحب قصة أخيرة"،ولكن"المنتج حسين القلا فهمنى أن مدام فاتن هى التى طلبتنى، وبالفعل كلمتنى وسألتها عن سر تمسكها بى ، فقالت "عاوزة أعمل دور حلو".. كانت تجربة جميلة جدا، وأحلى شيء أن فاتن حمامة – كماسبق وذكرت- كانت بتشتغل بإحساس الهاوى بعد كل العمر الذى أمضته فى التمثيل.
الإعلانات
اتعرض علىّ فى منتصف الثمانينيات فى تونس أثناء انعقاد مهرجان قرطاج السينمائى الدولى ، بعد فوزى بجائزة أحسن ممثل بالمهرجان عمل إعلان مقابل مليون دولار- افتتاح قرية فى أمريكا -،واعتذرت عنه للأخ التونسى صاحب العرض.
الطب
تخرجت فى الكلية وعملت "ممارس عام"،ثم عملت دكتورأمراض باطنة فى القسم الطبى داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى،وأثناء ذلك قمت بعمل ماجستيرنفسية وعصبية،مع دكتورأحمد عكاشة ،ولم أستكمل الدراسة العليا،وقدمت استقالتى من التليفزيون بعد العمل فيه لمدة سبع سنوات لانشغالى بالتمثيل .
الأحفاد
اتحرمت من الأبوة مع أبنائى التى أقوم بها مع أحفادى - "يحيى وسلمى شادى ..وآدم ولميس طارق " -الآن بسبب انشغالى الدائم بالتصوير أثناء فترة صباهم،ودراستهم..ربنايحفظهم ويحقق كل أمانيهم فى المستقبل بإذن الله ،ونعمة كبيرة بالنسبة لى أنهم عايشين معايا فى البيت،نفس الحب والتقدير والخوف عليهم والرعاية والاهتمام ..ربنايبارك فيهم ويحفظهم ،ويمكن الدلوعة فيهم "سلمى" لأنها حنينة أوى ونحنوحة ،وأحضان وقبلات ،لدرجة أننى أهزرمعاهم وأقول لهم "كان نفسى أتجوز بنت زى سلمى"،ويمكن "لميس طارق أو"لولو" -" تبكل " -لميس جابر،هادئة وتحب القراءة ،وبينهماصفات مشتركة كثيرة،وآدم نفس شقاوة والده،أما "يحيى" أول فرحتنا وأحفادى تشعرأنه مثل والده وجده بالضبط ..نفس التركيبة ،وطريقة كلامه ..الوراثة قطعا تلعب دورًا كبيرًا فى ذلك.
طارق الفخرانى"محاكمة على بابا"
"طارق" ابنى لم يكن اختيارى فى فيلم "محاكمة على بابا"،ولكن المخرج إبراهيم الشقنقيرى كان عندى بالبيت وهوإللى قال لى إنه ينفع يكون معانابالفيلم،وسألناه وقتها:فوافق ..وكذلك إسعاد يونس،و طارق نجح معايا أوى فى أول تجاربه فى عالم التمثيل من خلال فيلم "محاكمة على بابا "،ويبدو أننا خوفناه من التمثيل فى هذا العمر الصغير ،وكانت الناس تطلب تتصور معه فكان يقف وهومعتزأوتقدرتقول.."مغتربنفسه"،ويرفع رقبته لأعلى ويميل بها،فخُفت عليه من الشهرة فى هذه السن الصغيرة ،لأنه لن يفهم معناها كماينبغى،وفهمته أنه لازم يستكمل تعليمه تماما أولا ثم هوحرفى اختياراته بعد ذلك،
محمدعلى
"محمد على" من المحطات المهمة التى أحلم بالوصول إليها وتقديمها على الشاشة ،وهومناسب لسنى جدا فى الفترة الأخيرة ،وهوشخصية مهمة جداوخطيرة فى نفس الوقت ،لأنه عمل نقلة حضارية لمصر فى كافة المجالات فى عهده ،والعمل قائم وورقه موجود وكل الدراسات التى قامت عليه من قبل الشركة المنتجة للعمل ،وأماكن التصويروالملابس ..إلى آخره ،كل تفاصيله موجودة وتم الانتهاء منها وجاهز على التصوير.. عمل مهم وتاريخى ،وممكن يتعمل مسلسل30 حلقة أوحتى 15 حلقة ولكن المهم يخرج عمل مصرى محترم كهذا إلى النور..وهومش مهم لى أنا فقط لو قدرلمحمدعلى الخروج للنور، ولكن مصر كلها تستفيدمنه ..مصر تطلع فنيا بحاجة عالمية ،غيرمسبوقة ،مصر كانت فين وبـ"محمد على" على زمانه بقت فين،بشكل ذكى وبحب..ومحمد على كتب وقال: "نابليون عمل مجدًا لفرنسا،وهومش فرنسى،وأناعملت مجدًا مصر وأنامش مصرى"، محمدعلى أحب مصروكانت بلده بحق وحقيق، ولاتجد أحدًا يقول لك إنه من "كافالا"باليونان "مسقط رأسه" على سبيل المثال..ولكنه ترك أهله وأبناءه وأرسل فى إحضارهم بعدماكبروا .
الكيف..والعار
أسمح لى أتكلم عن فيلم "العار" أولا..حتى تأتى محطة" الكيف" للحديث عنه،كنت مرشحًا لتقديم دورالدكتور بدلامن محمودعبدالعزيز فى فيلم "العار" واعتذرت عنه،ورشحت وقتها محمودعبدالعزيز للقيام بالدور بدلا منى،وأذكرأن الأستاذين محمودأبوزيد وعلى بدرخان شرفانى فى بيتى المتواضع وقرآ علىّ سيناريو الفيلم، وتوقفت عنددور"وكيل النيابة" الذى قدمه حسين فهمى لأن هوده - مورال الفيلم- ،الذى ترك وظيفته واشترك مع أخوته فى تجارة الحشيش،ولم أخبرهم برغبتى فى تقديم دور"وكيل النيابة" رغم توقعى القيام بالدور،وعندماسألتهما عن دورى بالفيلم قالا لى "الدكتور"،فتعللت بانشغالى حتى أنسحب من الفيلم دون التسبب لهما فى أى إحراج،خاصة وأنهما أتما الاتفاق مع حسين فهمى وقتها،وقالا لى اختر الدورالمحبب لقلبك بالفيلم..ولكنى أعتذرت..أما فيلم "الكيف" حرص بدرخان وأبوزيد على الجلوس معى مرة أخرى،وقالا لى فيلم "الكيف" من بطولة نجمين أنت ومحمودعبدالعزيز،واختاروا أنتما أدواركما بالفيلم كماتشاءون،ومحمودكان صديقى وحبيبى وإنسان طيب ودمث الخلق جدا،وحكيت له ماحدث،فسألنى تحب تلعب دور"مزازنجى"أم الكيميائى "صلاح أبوالعزم "،فقلت له الصح تلعب أنت دور "مزازنجى" الحلنجى ده ،فسكت لبرهة وقال لى "كده يايحيى ..بتنقى الدورالحلو"،قلت له "لأ..ياحبيبى ..إعمل أنت الدورالتانى"،وأنا أعمل "مزازنجى"بالعكس "مزازنجى" فيه كوميديا ودمه خفيف وأغانى" ..وبعد ساعة أتصل بى محمودعبدالعزيز وهويقول لى"وحياة ولادك أيهماالدورالأحلى" ..ووقعت على نفسى من الضحك ..وقلت له "الصح" إنك تعمل دور"مزازنجى".. فاقتنع وتوكلنا على الله..وقدكان،..واستطرد قائلا: كنت حريصًا جدا على القراءة فى عالم الإدمان وزيارة بعض مصحات علاج الإدمان الحكومية والخاصة قبل تصويرالفيلم،حتى أشاهد حالات كثيرة على الطبيعة وأتعرف على هذا العالم بشكل حقيقى ،لدرجة أنه طلب منى الانتظار فى مستشفى د.جمال ماضى أبوالعزايم لقدوم حالة "سيدة"بالطائرة إلى هناك ..وجلست معى وكانت سعيدة بذلك ،ولكن لم يطرأ على حالتها أى تغيرأوأعراض الإدمان وكانت طبيعية تماما،وفى اليوم التالى كلمونى الساعة4صباحا وقالوا لى "تعال بسرعة"،شاهدتها بحالة لايرثى لها تماما وأعراض التعاطى عليها ،..ولذلك عندما قمت بمشهد الإدمان أوأعراض الانسحاب من هذا المخدر اللعين كمالوكنت مدمنا بالفعل دون مكياج..وخرجت إفرازات حقيقية من فمى وعيناى وأنفى ..وفوجئت بمديرالتصوير سعيد شيمى يقول لى سنقوم بإعادة تصويره مرة أخرى لأن إيده اتهزت..وحاولت أعمله تانى بهذا الشكل فلم أستطع،لأن المشهد كان مرهقًا جدا..فقال لى المخرج الكبيرعلى عبدالخالق بكرة أول شيء نصوره وأبقواعلى كل شيء كماهو ..وكانوايصورونى فى حلقة أودائرة -أنابداخلها أومنتصفها- والكاميرا تدورمن حولى ..والحمدلله أتصورصح ،لافتا إلى مشهد سرادق العزاء الشهيرفى الفيلم ..والضحك الذى سيطرعلى من بداخله بسبب الشخصية التى كان يقوم بها،اتصورمن أول مرة،وأخرجت من جيبى مبلغ100جنيه وكان مبلغًا كبيرًا وقتها ،أعطيته لـ الأستاذ على عبدالخالق وقلت له هذا المبلغ لحامل الشاريو لوالمشهدأتصورمن أول مرة بدون اهتزازالكاميرا من يده،حتى يكون الضحك "طبيعى" من "أول مرة" بالنسبة للمجاميع داخل سرادق العزاء،وقدكان بفضل الله..وكان مشهدًا رائعًا الحقيقة معلّم مع الناس إلى الآن بفضل الله..
إعدام ميت
من الأدوارالمحببة إلى قلبى جدا ..دور"أبوجودة" فى فيلم "إعدام ميت"الذى صورناه فى الأماكن الحقيقية كما جاء فى سيناريو العمل ،وللعلم لم أكن أول ترشيح لهذا الدور بالعمل بعداعتذارالعديد من الزملاء عنه،لعدم رغبتهم فى القيام بدور رجل مخابرات إسرائيلى ،وللعلم أحببت هذا الدورجدا،وفى مشهد صفعى لمحمودعبدالعزيز حبيبى – يرحمه الله- ضمن أحداث الفيلم وافق على أن نمثل المشهدبشكل حقيقى ،وبحماس شديد قال لى "اضرب"ولايهمك،وأذكرأنه بعدانتهاء تصويرالمشهد انفجرفى البكاء بشدة،وحضنته وأناأعتذرله وأقبّل رأسه .
محطة "ليالى الحلمية"
هنايطلق "الفخرانى" ضحكته الشهيرة وهويفاجئنا بقوله كان دورى بمسلسل "ليالى الحلمية" – العمدة سليمان غانم- الذى قدمه بشكل رائع جدا صلاح السعدنى،وساعتها الكاتب أسامة أنورعكاشة قال لى "سليمان غانم" دوره لذيذ ويحمل مساحات كبيرة من الكوميديا، وطلبت منه بعد قراءة خمس حلقات من المسلسل القيام بدورالباشا سليم البدرى،وكان المفروض سعيد صالح هومن يقوم بدور"سليمان غانم"واعتذر عنه،وحاولت أقنع سعيدصالح بأن يتراجع ويقوم بالدورولكن كان عنده مسرح وبيسهر مع أصحابه بعدها – على حسب كلامه معى- وبيصورأعمال فنية جديدة فى نفس التوقيت،وقال لى هصور ساعتين فقط فى اليوم ..فقلت له مش ممكن يحصل ده .. أنت بطل رئيسى فى المسلسل ،ومشاهدك كثيرة بالمسلسل ،لافتا بأنه تكلم تليفونيا قبل تصويرالمسلسل مع أسامة أنورعكاشة الساعة 3صباحا بعد قراءة الخمس حلقات من المسلسل وكان فى الأقصر وقتها مؤكداله: "سيكتب فى التاريخ ماقبل ليالى الحلمية.. وبعد ليالى الحلمية"،وماكتبته ياأسامة شيء جميل جدا..كما رفضت فكرة تغيير تترالمسلسل فى الجزء الثالث بآخرجديد ،وقلت .."خلاص التتر أصبح ملاصقًا للعمل والناس بتستمتع به ..وبالمعنى أيقونة نجاح متكاملة ..لاينفع ننفصل عنها"
المصير(يوسف شاهين ..خالديوسف)
وأكد الفخرانى أنه كان مرشحًا للقيام بفيلم المصير مع يوسف شاهين بترشيح من المخرج خالديوسف،وكان المساعدالأول له وقتها،وبعدماجلسنا معا وجدته يقول لى" الدورده محدش هيعرف يعمله غيرك وأنا بعدماشوفت لك شغلك"،وكنت مسافرًا للإسكندرية وقتها ،وقرأته لى طوال الطريق د.لميس جابر ،وكلمنى وقال لى إيه رأيك ..تعال بكرة وقع على عقد القيام بالفيلم ،فقلت السيناريو أنت المسئول عنه ،ولكن الحوار لابد ويتظبط لأننى من سيقول هذا الكلام على الشاشة ،حتى أن خالد يوسف كان متعجبًا من موافقة جو على كلامى أوهذا التعديل ،وأن هذه سابقة لم تحدث من قبل،وسألنى عن أجرى قلت له إللى هتدفعه ..أنامنذ زمن بعيدعن السينما..واتفقنا أننى فى اليوم التالى أقابله بالمكتب وأوقع على عقد الفيلم،ووصلت قبل منه،وانتظرته بمكتبه وفوجئت بأفيش لفيلم لشاب جديد فى التمثيل مكتوب اسمه ببنط كبيرأوى،والبطولة الأكبر له عن ممثلين آخرين كباربحجم محمودالمليجى،فتنبهت على وضع اسمى إزاى على الأفيش،فقال لى "أنت هنا بطل مطلق"وستكتب على أفيش منفصل ،واتفقنا على وضع هذا البند فى العقد"الاسم الأول" على الأفيش ،وفوجئت يقول لى" أناكتبت لك الاسم الأول..نقلل بقى الأجرالخاص بك"،فاستغربت واتضايقت من الموقف ليس من أجل المال ،وقلت له طب هأفكرفى الموضوع مرة أخرى لأن عندى ظروف وكده"،وأنا أمام الأسانسير وجدته يأتى من خلفى ويسألنى "أنت عايز تمشى..مش عايزتعمل الفيلم"..فكررت كلامى له فى المكتب مرة أخرى،وخالد يوسف كلمنى وقال لى معلهش حتى أنه كلم نورالشريف ووافق..فقلت له بالعكس مبروك على نور،لأنه طالما حدث ماوقع بينى وبين شاهين،بالتالى لن ينفع العمل مع بعض.
يتربى فى عزو
دورحمادة عزو أنا إللى طلبت من الكاتب يوسف معاطى هذه الشخصية على الورق،وقلت له إيه رأيك..نحن طول الوقت نقدم صورة الابن المستهترالفاشل ،عايزين نقدم صورة الأب الفاشل،وأوحيت لى الفكرة عندما وجدت بعض الناس المسئولين وقتها عديمى المسئولية،وليسوا على قدرالمسئولية،التى هم عليها،ومن هنا راودتنى تلك الفكرة،وماخدم الموضوع أكثربالصدفة وفاة والدة يوسف معاطى ،وكان شيئا قاسيا وصدمة كبيرة بالنسبة له،وكان متعلقًا بهاجدا،ومن هنا جاءت "مامانونة"،والحمدلله لمّس مع الناس والتفوا حوله بشكل كبيرجدا،ويمكن مشهد "البليلة"الذى كل من شاهده كان يبكى بعد فراق "مامانونة"- وكان غيرمسبوق فى الدراماالمصرية كماقيل وكتب وقتها ،أو"عالمى" كماجاءعلى لسان مدام كريمة مختارفى أحد البرامج يرحمهاالله..وللعلم أنا من طلبت من الجهة المنتجة للعمل بعد كتابة معاطى للحلقة العاشرة بالتعاقد مع السيدة كريمة مختار- يرحمهاالله- للقيام بالدور وإلاّ هنوقف المسلسل لأنها "أم حقيقية" والأجدربالقيام بدور "ماما نونة"-وللعلم سبق لناالعمل معا كثيرا من قبل علاوة على حبى التمثيل معها،وأذكريوم تصوير مشهد"البليلة" طلبت من المخرج مجدى أبوعميرة كاميرا واحدة أثناء تصوير هذا المشهد،لدرجة أن المصور كان يبكى والكاميرا اهتزت منه،بعد انتهاء التصويرلأن - الدراما مش ترفيه دى وسيلة تثقيفية" - لرفض "عزو"وفاة والدته"مامانونة"،لأننى تمثلت شخصية طفل والدته توفت وكان عمرى "60"عاماوقتها،وبطبيعتنا نحن نتعاطف مع بكاء الأطفال بصفة عامة،والمورال الحقيقى للعمل بأن "الدلع"الزائد على حده يوصل بالانسان إلى عدم الوصول لبرالأمان،وعليه أن يراجع نفسه ويعود إلى صوابه لأقصى درجة ممكنة..يستعيدذاته ونفسه وإنسانيته من جديد ويعيش ويتكيف مع المجتمع بشكل إيجابى ومفيدلوطنه ولنفسه بعدتغييرتركيبته الشخصية.
خرج ولم يعد
سبق عملى فى فيلم "خرج ولم يعد" تقديمى لسهرة تليفزيونية تحمل اسم "الرهان"، الورق شدنى جدا لدرجة بعدانتهائى من قراءتهاكلمت المخرج صلاح فى الثالثة صباحا أبدى ترحيبى بتقديم تلك السهرة،والحمدلله كان اختيارًا موفقًا جدا،وفوجئت بعدعرضها على شاشة التليفزيون بسيل من المباركات والتليفونات تبارك على أدائى بتلك السهرة.. أمثال الأساتذة محمدفاضل..،ومحمود مرسى –يرحمه الله – الذى قال لى أنا معجب جدا بك وبالعمل،وتلتها تجربة فيلم "خرج ولم يعد" وكانت التجربة الثانية لى مع المؤلف عاصم توفيق بعد "الرجل والدخان" مع عادل إمام،محمدخان – يرحمه الله- أرسل لى وقتها نصا إنجليزيا صغيرا باسم "براعم الربيع"..فقلت له حلو أوى بس "خواجاتى" واقترحت عليه يرسله لعاصم توفيق ويعيد كتابته من جديد،بشكل مصرى..وكان يشغل عاصم فى هذه الأثناء مستشارالدراما فى تليفزيون عريي،وبعد3أسابيع عاد إلى القاهرة يحمل السيناريو فى يده،- وخرج على الشاشة كماهوبالمللى- ،وصورنا فى ريف بنها،وكانت كواليسه جميلة ونجح بشكل كبير على المستوى الجماهيرى بفضل الله .
الليل وآخره
وعن مسلسل "الليل وآخره" يقول:د.لميس مازالت تحتفظ لى بجلابيب "رحيم" فى مسلسل "الليل وآخره"،وكانت ملابس جميلة وتستطيع القول "أشيك من البدل" ،وسر انجذاب حبيبته له وانبهارها به شياكته وأناقته،ولماسألت أشترى ملابس شيك صعيدية ثرية تناسب الشخصية فى "الليل وآخره" عرفت أنه فى القللى "علية القوم من الصعايدة يتوافدون عليه"..واكتشفت أن سعرهذه الجلابيب أغلى من البدل الرجالى بكثير،لأنها بتتعمل بشكل يدوى،وتأخد وقتا ،وقماشها من الصوف غالى الثمن جدا ونوع فاخرأيضا.
زيزينيا
أمامحطة "زيزينيا".. أذكر قلت لأسامة أنورعكاشة وقتهاعن شخصية" بشر عبدالظاهر" التى قدمتها بالمسلسل "ده جان مببرى"خالص،"نص مصرى..ونص إنجليزى"، طب أنا هحاول أنقص وزنى،وبالفعل قدكان ،لدرجة أن أسامة – الله يرحمه- كلم د.لميس فى التليفون، وسألها "هويحيى مريض لاسمح الله..وزنه نقص أوى..حتى ملامح وجهه"،فطمأنته أننى بخير..والحمدلله المسلسل لاقى نجاحا كبيراجدا فى الجزءين الحقيقة،مع كوكبة كبيرة جدا من النجوم من النادر اجتماعهم فى عمل واحد ،لكاتب متفرد"أسامة أنورعكاشة"ومخرج متمكن من أدواته "جمال عبدالحميد".
نصف ربيع الآخر
ربيع الحسينى"المحامى" فى "نصف ربيع الآخر"،للعلم هذه كانت تجربة شخصية للمؤلف محمدجلال عبدالقوى كماذكرلى، فكان صادقا فيهاجدا كماكتب،وإلهام شاهين تحب دورها جدا فى هذاالمسلسل ،والحمدلله التف حوله الجمهور واستمتعوابه.
عباس الأبيض فى اليوم الأسود
عباس الأبيض من تأليف سميرخفاجى ويوسف معاطى ،إخراج نادرجلال ،وموضوع المسلسل كان حلوأوى الحقيقة،"عباس " الذى قدمت شخصيته ،مدرس تاريخ سافر إلى العراق بحثًا عن الرزق والمال وتحسين دخله وترك زوجته وأولاده، وبعدما رجع يكتشف أنه ليس على قيد الحياة فى نظر أسرته وذلك بعد قضائه سنوات داخل أحد السجون، وقد وجد أن زوجته تزوجت بأعز أصدقائه، ويضطر لأن يعيش بشخصية أخرى مفقودة وهى لطفى الجناينى ويتعايش مع أسرة أخرى غير أسرته الأصلية..والحمدلله المسلسل لاقى نجاحا كبيرا جدا ،حتى تتر بداية ونهاية المسلسل بصوت المطرب مدحت صالح حازأيضا على نصيبه من النجاح والشهرة.
قطارالفخرانى "الفاخر"
وعن أهم مميزات قطار"الفخرانى"الشهير وأهم مايميزه عن الآخرين أكد أنه لاينفع أن يقيم أويتكلم نفسه نهائيا،ويترك ذلك للناس والجمهور،وعن نفسى راض جدا – والكلام على لسانه -عن مشوارى بفضل الله .. ومضى فى حديثه قائلا:ركبت القطار كثيرا من محطة مصر إلى بنها ،وكنت أركب قطارا آخر من بنها إلى"ميت غمر" مساء على وجه التحديد ،عكس الآن هناك قطارسريع يمرّ على محطة ميت غمر من محطة رمسيس ،ولم أعش الشقاء فى حياتى منذالصغر بفضل الله،والدى كان تاجرا ،ولم أجلس على قهوة مثلا أوأشرب "خمرأوحشيش" أوماشابه،وكنت خائفا من أن يؤثرذلك على اختياراتى الفنية، بمعنى أننى لن أستطيع تقديم مثل هذه الأدوارلأصحابها على الشاشة كما يتطلب العمل الفنى.
المحطة الأخيرة
وقبل نزولنا من قطارالفخرانى الفاخر وحمل حقائبنا فى المحطة الأخيرة..سألته عن نصيحته للجيل الجديد من الممثلين والكتاب والمطربين؟..بعدتفكير "فيمتو ثانية" فى سؤالي الذى طرحته عليه "أكد أن "الاجتهاد نصف العبقرية"..لاتستسهل ..ويبقى صادقا مع مجتمعه..استمتع بماتقدم حتى يستمتع المتلقى من بعدك بصدق شديد.