د. هبة سعد الدين,
"الحلوانى" بنى مصر فقط ولم يبنِ غيرها؛ وعلى هذا الأساس ظهرت الكثير من التعليقات والإفيهات والمناقشات؛ تحسبا للمجاملة المتوقعة للأخوة الأشقاء فى المملكة والتى تثير القيل والقال، وحمدا لله أن أغنية "فيها حاجة حلوة" لم تذكر مصر بصورة محددة لكننا نعرف أنها هى ؛ وبالتالى ليست هناك حاجة لاستبدالها بالسعودية لأنها غير مذكورة بل "محسوسة" بكل تفاصيلها، وكذلك "زى ماهيه حبها" والكثير من الأغانى التى ارتبطت بالحالة المصرية ولاتخص غيرها، ولكن تظهر المشكلة عندما يتبع استبدال السعودية أو غيرها من البلاد؛ توالى سمات مصرية خالصة كما جاءت "ماريا" الإسكندرية التى لم تكن لسواها من المدن، أو حالة مصرية الهوى يصعب أن تكون فى غيرها!!.
لقد سبق الجمهور بتحذيره بعد أن أصبحت السعودية "ماريا" وترابها زعفران ولم يكن ذلك ما قيل لكنها علاقة تتواصل بعد عمار يا اسكندرية؛ تلك المقدمة الموسيقية الخاصة بمسلسل "زيزيزنيا" للكاتب اسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ وأبدع فى كتابتها احمد فؤاد نجم بموسيقى عمار الشريعى التى تجولت بين شواطىء الإسكندرية وحواريها؛ وذلك ما آثاره تغيير الفنان محمد الحلو الإسكندرية بالسعودية ؛ رغم أنه لم يتمنَ سوى "العمار" الذى بالتأكيد أمنية لكل بلد ومدينة فى العالم.
ولكن مابعد "العمار" هو ما أوجد فريقين أولهما: استرجع كل التباديل عند ذكر البلاد في الحفلات ، وترحيب الجمهور بها أينما كانت ، وثانيهما: توقف أمام خصوصية الأغنية وصناعها وتقبلهم لتغيير الكلمة وموقف الكاتب الذى تغنى بالهوية المصرية والشاعر ذو الخصوصية!!!.
بالتأكيد عمار يا "سعودية" ولم لا وكل هذا الاحتفاء والترحيب بالفن المصرى والفنانين المصريين والتراث المصرى؟؟؟ لم لا يكون الترحيب ذكر "السعودية" فى الأغنية "الحلوة ديه"؟؟.
ولكن على الجميع أن يتمهل فى المجاملة ،فقد تأتى ماريا التى لم تتصف بها سوى الأسكندرية ،أو يضبطك "الحلوانى" متلبسا بجريمة ويطاردك مذكرا أنه لم يبنِ سوى مصر!! لذلك عزيزى الفنان كن على حذر فى الاختيار حتى لاتقع فى ما لايطاق!! وتحملك مجاملة بريئة سريعا نحو تريند لايرحم!!.