تجتاح العلاقة الزوجية الكثير من المشكلات التي تهدد استقرارها ودوامها، ومن أكثر تلك الأزمات هي آفة الغيرة المرضية، التي تصل عند الرجل إلي حد الشك والجنون في كل تصرفات الزوجة، ويجعلها تكره التعامل مع الأصدقاء والأهل وكل من حولها، خوفاً من رد فعل الزوج الغيور، ولذلك نوضح في السطور التالية أهم الأسباب وراء الغيرة المرضية للرجل على امرأته، وكيفية تعامل الزوجة معه.....
تقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، أن الغيرة هي مجرد عاطفة نشعر بها جميعاً، وقد تصل إلي حب التملك الشديد لشريك الحياة، وعدم رغبته في رؤيته مع أحد غيره، أو ما يسمى الغيرة المرضية، والتي يعتقد خلالها الزوج أن شريكته قد تخونه أو تحب غيره، ويبدأ في جمع الأدلة الغير منطقية التي تساعده في تسلسل الأحداث الموجودة داخل عقله هو فقط، ويركز مع امرأته بشكل جنوني ويلتقط لها الأخطاء والهفوات والكلمات مع الغير، خاصة الجنس الآخر، سواء قريب أو زميل عمل، كي يبني عليه غيرته المرضية.
وتضيف أستاذ علم النفس السلوكي، أن الغيرة المرضية قد تصل بصاحبها إلي الكرب والضيق، والتشتت الذهني، ويرجع أسبابها للنقص الشديد لدى الرجل وعدم الشعور بالاكتمال، ووجود أحاسيس كراهية وغضب بينه وبين زوجته وعدم وجود ثقة متبادلة، مما يصل لحد العداء بينهما، كما أنه يعاني من نقص في السيطرة علي العلاقة العاطفية بينه وبينها، وتحدث في معظم الأحيان عندما يكون هناك فوارق تعليمية وثقافية ومادية بين الرجل والمرأة.
ونصحت العوضي المرأة بضرورة إتباع تلك الخطوات للتغلب على غيرة الرجل، والتي منها ما يلي:
- عند ظهور علامات الغيرة المرضية على الشاب خلال مرحلة الخطوبة، فمن الأفضل أن لا تبدأ الفتاة معه، كي لا يصل الأمر للزواج، ثم الطلاق كنتيجة طبيعية في معظم حالات الغيرة المرضية.
- على الزوجة أن لا تقوِي شك الزوج أو تخالفه في نفسها وتعصي أوامره، حتى لا تزيد من شكوكه، وتقف بجانبه وتصارحه في وقت هادئ عن مدى حبها له ورغبتها في عدم تقليل ثقته بها، كي يطمئن ويطرد أفكاره ووسوسته.
- أن تحترم المرأة آراء زوجها الخاصة بعلاقتها بالجنس الآخر، سواء أكانوا أقارب أو زملاء في العمل أو الجيران، حتى لا تشعل النار داخل قلب الرجل.
- أن تبنى الحياة الزوجية بين الطرفين على العطاء والحب والثقة والأمن العاطفي، و تكون المعاملة أساسها الصراحة والوضوح وتحكيم العقل والتحلي بالصبر.