بعد دخول مطربيه التمثيل.. هل ينجع الراب في جذب اهتمام الجمهور؟
انتشر مؤخراً فن الراب انتشاراً واسعاً ،وأصبح متواجدًا بحياتنا بشكلٍ كبير ،نظراً لبساطة الكلمات وتعبيرها عن أحوال الشارع المصري واللحن المختلف، فلم يتوقف الأمر على الأغاني ووجود فئة مُعينة من المجتمع منجذبة لهذا النوع من الموسيقى فقط، ولكنه دخل أيضًا في مجالات مختلفة منها الإعلانات والدعايا للأعمال السينمائية والدرامية، وتطور الأمر إلى أن رأينا مطربين الراب يقومون بأدوار بطولة في أعمال فنية وأثاروا من خلالها انجذاب الجمهور، وعلي الرغم من ذالك فلا زال وجود فئة معارضة لهم، فهل أثر ذالك علي أرآئهم أم ما زلو رافضين لهم؟.
واختلفت أراء النقاد في ذالك الأمر
تحدث الناقد الفني مصطفى الكيلاني، عن التجارب المشارك بها مغنيين الراب أنها كانت ناجحة للغاية وقدموا أداء جيدًا "كممثلين" لا كمغنين راب، لان التجربة كانت بعيده تماما عن شخصيتهم كمؤديين راب، وذالك إثبات أن لديهم قدرات تمثيلية وراجع لأصل شخصية مؤدي الراب لأنه يكون بقدر ما فنان شبهه شامل "يكتب و يغني ويلحن" وعادة ما يكون اغلبهم خريجين مسرح مستقل أو ثقافة جماهيرية ونالوا تدريبات مسرحية، فمنهم من يحمل قدر من ثقافة كشاهين وويجز وغيرهم، وعند أخذ فرصتهم ظهر ذالك وكان أداؤهم جيدًا جدًا، ولم يأخذوا جهدًا من المخرجين، ذالك ما قال علي ألسنتهم.
و عبّر "الكيلاني" عن سعادته بهم خلال تصريح خاص لـ "دار الهلال" قائلا: "باب التمثيل مفتوح" لم يقتصر علي خريجي فنون مسرحية أو غيره، ولكن الأهم هي "الموهبة" وتزوديها بالدراسة أوالقراءات والتدريبات كما كان يفعل الأستاذ الكبير "نور الشريف" بدروس في تدريبات نادي سينما الكويت.
وعن الرافضين لفن الراب قال"الكيلاني": "لم تتغير وجهة نظرهم، لأنهم معارضين كل ماهو جديد ليس للراب فقط، وكان ذالك الأمر علي مر الأجيال وبكل لون جديد يظهر, كان يلاقي ردات فعل معارضه من الناس كما حدث مع الفنان "محمد فوزي" عندما غيّر في طول الأغنية وإطلاقه للاغاني القصيرة وكما حدث أيضا مع "سيد درويش" عندما نقل شكل المزيكا من "التخت" القديم إلى الشكل الموسيقي الحديث التي بنيت عليه الموسيقى العربية فيما بعد وكانت بالنسبة للناس موجه كبيره وقابلوها بالرفض لاعتيادهم علي الشكل الكلاسيكي، وظل هكذا الأمر مرورًا "بحميد الشاعري" في التمنينات".
واردف كيلاني حديثه عن فيلم "5 جولات" قائلا:"الفيلم تقابل جماهيريا بشكل جيد وأيضا نقديا و"محقق إيرادات" بالرغم من الأكشن والراب والشكل المختلف المتواجد به ولكن من الطبيعي إن السينما تتكلم عن كل شئ ليس فقط الكوميديا كما انتشر مؤخراً والتي في الغالب لم تكن منزوعة الكوميديا "مبتضحكش" السينما لن تمشي في مسار واحد ".
وكان لدي الناقد الفني "أحمد سعد الدين" وجهة نظر أخرى خلال تصريحاته لدار الهلال ، قائلاً:"السبب وراء دخول مغنيين الراب في التمثيل راجع للمخرجين والمنتجين وذالك لأن احيانا يكون السيناريو والمواقف الدراميه تتطلب الاستعانه بمغني الراب لأنه مجرد مؤدي ليس ممثل ،وذالك اعتدنا عليه منذ القدم ك "حسن الاسمر" وايضا من مغنيين الشعبيين "شعبان عبد الرحيم" وغيرهم".
تابع :"أما عن معارضة الناس لهم، فالهجوم عليهم نظراً لما يقدمونه من أعمال لم تنل استحسانهم ولكن ليس لمعارضة "فن الراب" نفسه ونظرة الناس لم تتغير برؤيتهم في التمثيل، ولكن تقبلهم سيكون من خلال تقديم أغاني جيده بكلمات مختلفه وعدم الخطى على وتيرة واحدة حتي ولو كانت داخل مسلسل أو فيلم أو مسرحية وعند اتخاذ أي من مغنيين الراب خطوة للأمام و يتميز بها بالتأكيد أننا سنشجعه والناس "ستصفق له" لأننا لسنا ضدهم دائما، بل ضد الأعمال الهابطة".
بينما علق الناقد "سعد الدين"عن فيلم 5 جولات الذي يعرض حالياً في السينمات، قائلا:" السينما تقبل دائما بجميع الافكار وتتناول كل الموضوعات وفي فيلم "5 جولات" تناولت حياه مطربين الراب ومن أين صعدوا ولأين وصلوا، والناس تستطيع أن تري ذالك لأنه فن بالفعل متواجد.
أما عن الأعمال الفنية المشارك بها مغنيين الراب والتي لاقت نجاحا وكان أبرزهم
الرابر" ابيوسف" في دور "حاتم" الذي ابدع فيه كمضطرب نفسيا ويعاني من مشاكل بعد وفاة والدته في مسلسل "الليلة واللى فيها"، وهو من بطولة الفنانة زينة، والفنان محمد شاهين ومن تأليف محمد رجاء، وإخراج هانى خليفة.
كما تألق الرابر "ويجز" في مسلسل "بيمبو" وقدم شخصيه "جابر" بطريقه خفيفه والمسلسل من بطولة أحمد مالك، هدى المفتي، ومن تأليف منة فوزي ومحمد أديب، وإخراج عمرو سلامة.
ومن ويجز إلى شاهين حيث استطاع الرابر"شاهين" تقديم دور "البلوجر مارشال" بمسلسل "سوشيال" بشكل مميز، واستطاع أن يخطف الكاميرا بأدائه المتميز بعيدًا عن الغناء، والعمل من بطولة أحمد زاهر، ميرنا نور الدين، فرح الزاهد وﺇﺧﺮاﺝ رؤوف عبدالعزيز ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ محمد جلال.
ومؤخرا الرابر "ارسينك" في فيلم 5" جولات" والذي رأينا من خلاله ما يمرون به الشباب مغنيين الراب من أزمات حياتيه، كما تدور أحداث الفيلم حول رياضه الـ MMA والفيلم من بطولة آدم الشرقاوي، ماجد المصري، عايدة الأيوبي، داليا شوقي.
وقد كانت البداية مع الفنان "أحمد مكي"، وبالرغم من أنه موهبة شاملة يتقن كلاً من التمثيل، التأليف والإخراج، ولكنه اشتهر إيضاً بأنه من أكبر وأهم مطربين الراب في مصر، وقدم الكثير من الأعمال الفنية الغنائية او التمثيلية ولاقى حب من الجمهور على كِلا الجانبين.