ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الكرملين نفى نفيا قاطعا تورط موسكو في مقتل يفجيني بريجوجين قائد ومؤسس جماعة فاجنر التي كانت تحارب في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا خلال الحرب التي تدور رحاها في الوقت الحالي، والذي لقى مصرعه في حادث طائرة شمال غرب موسكو يوم الأربعاء الماضي.

وأضاف كاتب المقال أندرو روث أن موسكو وصفت اتهامات الدول الغربية بالتورط في مقتل بريجوجين بأنها أكاذيب ولا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن اتهامات الغرب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر أوامره لاغتيال بريجوجين بأنها "أكاذيب صريحة".

وأشار المقال، إلى تصريحات بعض المسؤولين الغربيين التي يعبرون فيها عن اعتقادهم أن حادث الطائرة مدبر من جانب السلطات الروسية، لافتا إلى تصريحات بيسكوف مساء أمس الجمعة التي يقول فيها إن هناك العديد من التكهنات والتفسيرات لحادث الطائرة المروع والذي أودى بحياة الركاب بما فيهم بريجوجين.

وأكد المقال أن الرئيس الروسي قام في أعقاب حادث الطائرة بإصدار قانون يطالب فيه أعضاء جماعة فاجنر وغيرها من الشركات العسكرية الخاصة بإعلان الولاء لروسيا، موضحا أن بوتين يسعى بذلك إلى ضمان ولاء هؤلاء المحاربون للقيادة العسكرية الروسية وليس لأية جهة أخرى.

وأوضح، أن بيرجوجين كان قد رفض في يونيو الماضي خضوع أعضاء جماعته لسلطة قيادات وزارة الدفاع الروسية على الرغم من وجود تعليمات مباشرة من الرئيس بوتين في هذا الصدد، كما أنه أعلن تمرده في تلك الفترة على القيادة العسكرية الروسية.

وتابع المقال أنه ما زال هناك بعض الشكوك حول حقيقة مقتل بريجوجين وما إذا كان قد قتل بالفعل أم لا، حيث إنه من المعروف أن له شبيه كما أنه يحمل العديد من جوازات السفر كما أنه يجيد التنكر أثناء السفر، مشيرا إلى أنه كان قد تم إعلان مقتله في حادث طائرة مماثل في الكونغو الديمقراطية عام 2019 واتضح بعد ذلك عدم صحة تلك الأنباء.

ولفت الكاتب في هذا السياق إلى تصريحات صادرة عن وزارة الدفاع البريطانية أمس الجمعة التي تشير إلى أنه ليس هناك دليل قاطع بأن بريجوجين كان على متن الطائرة التي انفجرت ولاسيما أنه معروف عنه قدرته الفائقة في اتخاذ تدابير أمنية لحمايته إلا أنه من المحتمل أن يكون بالفعل من ضمن ركاب الطائرة المنكوبة.

ونوه المقال في الختام إلى أن الرئيس الروسي قام بتأبين بيرجوجين أول أمس الخميس حيث ذكر أن علاقته بالفقيد تمتد لسنين طويلة وأن بيرجوجين ارتكب بالفعل بعض الأخطاء الجسيمة في حياته، إلا أن بوتين أشاد بدور بيرجوجين المساند للقوات الروسية في حرب أوكرانيا.