رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبير: موسم المانجو 2023 تأثر بارتفاع الحرارة.. والأصناف البلدي القديمة انقرضت

28-8-2023 | 13:27


المهندس سامح حسين

أماني محمد

يعد موسم المانجو من أبرز المواسم التي ينتظرها المصريون والمزارعون، فالمانجو فاكهة محببة للكبار والصغار بجانب كونها محصولا زراعيا مربحا، ورغم انتشار زراعته في كافة محافظات الجمهورية لكن تظل الإسماعيلية هي الأشهر في زراعة المانجو.

وتتعدد أصناف المانجو في مصر، فما بين الأصناف البلدية القديمة التي اعتاد عليها المواطنون مثل المانجو البلدي والسكري، وكذلك الأنواع الجديدة للمانجو والتي لاقت انتشارا وأحبها المواطنون لطعمها اللذيذ وأقبل على زراعتها المزارعون لوفرتها الإنتاجية.

وكشف الخبير الزراعي المهندس سامح حسين، فني واستشاري زراعة المانجو في الإسماعيلية، ملامح موسم المانجو هذا العام وأهم الأصناف الجديدة ومميزاتها، وأنواع المانجو الأفضل للتخزين والعصير، وحجم إنتاج مصر من المانجو وصادراتها عالميا.

موسم المانجو 2023

وأوضح حسين أن موسم المانجو هذا العام تأثر بسبب موجة الحر وارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها البلاد في شهر أبريل الماضي والتي أدت لسقوط الثمر أثناء مرحلة الفرز والعقد، وهذا ما جعل إجمالي الإنتاجية يمثل نحو 60% من المزارع فقط أما الـ40% الأخرى من المزارع لم تنتج بسبب تساقط الثمار من الأشجار قبل النضوج، وهو ما أدى لارتفاع الأسعار هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

وأكد في تصريحاته لبوابة "دار الهلال"، أن موسم المانجو حيوي ويؤدي لنشاط في كل محافظات الجمهورية، ولكن الأسعار هذا العام أعلى قليلا من العام الماضي، حيث كان العام الماضي الإنتاج أكثر ووفير، مشيرا إلى أن محافظة الإسماعيلية هي الأعلى إنتاجية في مصر في البلاد فبها نحو ثلثي مزارع المانجو أيضا في البلاد وتنتج نحو ثلثي محصول المانجو.

وأشار إلى أن مزارع المانجو التي اهتمت بزراعتها ومحصولها ونفذت دورات تقليم وتغذية صحيحة حققت أرباحا جيدة للمزارعين أما المزارع المهملة فتعرضت للخسائر وعدم الإنتاجية، مضيفا أن إنتاج مزارع المانجو العام الماضي كان قد وصل لـ70 و80%، أما العام فانحفضت لـ60% والعامل المهم بجانب الطقس ودرجات الحرارة هو الاهتمام، فكلما اهتم المزارع بأرضه وزراعته وأعطاها من مجهوده ووقته كان ذلك له عائد كبير عليه من حيث الجودة والإنتاج.

 

نصائح وقت الحر وتأثير التغيرات الزراعية

وأضاف أن موجات الحر والبرد الشديد عوامل جوية لا يمكن التحكم فيها وتكون مفاجئة، فيما يمكن للمزارعين اتباع بعض الإرشادات لتخفيف الإجهاد الحراري والصدمات التي تحدثها التقلبات الجوية، منها رش مركبات لمواجهة الإجهاد الحراري لعمل عزل على الورقة والثمرة، لتقليل أضرار الإصابة بضربات الشمس أو ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك الري لأنه عامل أساسي للأرض، فينصح للمزارعين أثناء ارتفاع درجات الحرارة بري الأرض باستمرار ليلا أو في الصباح الباكر.

وشدد على أن التغيرات المناخية تؤثر على العالم أجمع وكل القطاعات فيه وخاصة الزراعة، فباتت تؤثر على كل المحاصيل، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وموجات الطقس المتطرف التي تحدث في العالم بشكل عام.

 

أسعار المانجو هذا العام

ولفت إلى أن أسعار المانجو هذا العام وإن كانت أعلى قليلا من العام الماضي لكنها مناسبة لجميع المواطنين، مشيرا إلى أن أغلى صنف مانجو في مصر هي العويس سواء الكبيرة أو الفص صغيرة الحجم وهذه سعرها بين 50 و60 جنيها للكيلو الواحد حسب الجودة وحجم الثمرة، مضيفا أن أسعار الأصناف المميزة مثل السكري والصديقة والجولك وهناك أصناف غير مميزة وأسعارها عادية تبدأ من 20 جنيها للكيلو الواحد.

أنواع المانجو الجديدة ومميزاتها

وعن أفضل أنواع المانجو في مصر، أكد أن أفضل الأصناف الحالية في الأسواق من حيث الإنتاج والطعم والتسويق، هي الأصناف الأجنبية التي أصبحت رائدة السوق المصري داخليا وخارجيا، مؤكدا أن هناك بعض الأصناف من المانجو باتت شبه منعدمة في مصر، منها السكري الممتاز وكذلك البربري والجانوفيا والكوبانية، فهذه الأصناف باتت نادرة الوجود في السوق المصري وباتت مزارعها قليلة.

وأكد أن عوامل المناخ ساعدت على التوسع في زراعة الأصناف الأجنبية من المانجو مثل الناعومي والأوستن والياسمينة، فهذه كلها أصناف أجنبية، وباتت عالية الإنتاجية في مصر بعد تأقلمها مع المناخ، كما أنها تتميز بإنتاجية أعلى وزيادة الطلب عليها محليا وخارجيا وباتت بديلة للأصناف المحلية بسبب سعرها المتوسط.

وعن أفضل أنواع المانجو للتخزين، أوضح أن صنفي المانجو الكيت والزبدية هما أفضل نوعين في التخزين، وسعرهما هذا العام يبدأ من 20 جنيها للكيلو، وهما صنفين جيدين في العصائر وتعتمد عليهما محال العصائر في مصر، فهي الأفضل في التخزين والعصير، لأنها تتميز بقشرة سميكة  وقدرة على البقاء مجمدة لفترة طويلة وحجم الثمرة نفسه جيد ولا تفسد.

وأوضح أن الأصناف المميزة للأكل، هي الناعومي وهو أحد الأصناف المميزة في السوق المحلي وفي التصدير، وكذلك المانجو الكريمسون برايد والياسمينا، العويس والسكري الأبيض، وهذا الصنف يشتهر بشكل كبير في الإسماعيلية، مؤكدا أن معظم مزارع الإسماعيلية تنتج المانجو السكري، وتظهر في أول الموسم وتكون "بشاير" ويمكن تناولها بقشرها لأنه يكون سكري الطعم.

وأكد أن هناك أصناف أخرى مثل الهندي والجولك والصديقة، فجميعها أصناف مميزة ومعروفة ومطلوبة داخل مصر وخارجها.

وأوضح أن مصر تحتل مرتبة متقدمة في الصادرات الزراعية، وفي المانجو تأتي في المرتبة الخامسة أو السادسة في تصدير المانجو في العالم، مضيفا أن المانجو المصري تتميز بجودة في الطعم والرائحة ومطلوبة في العالم.

 

أصناف المانجو القديمة

ولفت إلى أن نوع المانجو الهندي رغم كونه نوعا مميزا وغزير الإنتاج وحجم الثمرة جيد بين 400 لـ600 جرام لكنها لم تعد موجودة بشكل كبير، ومنها نوع المنشاوي والهندي العادي والهندي المملوكي، فلم تعد المزارع تزرعها بشكل عام.

وأضاف أن هناك بعض الأصناف من المانجو الأخرى لم تعد موجودة مثل الفونس والتيمور أصبحت أصناف قديمة وغير موجودة، لأن الأصناف الجديدة هي أعلى إنتاجية، في مقابل الأصناف الجديدة التي تتأقلم من المناخ وتعطي إنتاجية أعلى، فباتت المزارع بعد إجهاد الأشجار القديمة تلجأ للأصناف الجديدة الأجنبية.

وشدد على أن المانجو باتت تزرع في جميع محافظات مصر وخاصة الشرقية، وتوسعت في جميع المحافظات منذ 10 سنوات تقريبا، في أسوان والواحات والإسكندرية والسويس وسيناء، فباتت أغلب المحافظات تزرع مانجو بمساحات وكميات كبيرة، فهي زراعة جيدة وعالية الإنتاج وتحقق عائد استثماري جيد وربح للمزارع.