بالصور النادرة.. بطل الحرب والسلام على الجبهة قبل المعركة
كتب- خليل زيدان:
تسلم الرئيس السادات مقاليد الحكم خلفًا للرئيس جمال عبد الناصر، وكانت مسؤولياته جسيمة، فأولى مهامه كانت الخروج من حالة اللا حرب واللا سلم التي ظلت فيها مصر بعد انتهاء حرب الاستنزاف، والتي قاربت على السنوات الثلاث. فمنذ توليه الرئاسة وهو على يقين بأن قرار الحرب سينطق هو به، لذا حرص على أن تكون قضيته الأولى هي دحر العدو الإسرائيلي واسترجاع الأرض المحتلة في عدوان 1967.
حرص السادات على الوقوف على حالة القوات المسلحة، وذلك من خلال عدة زيارات قام بها إلى الجبهة، وكان برفقته الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية، الذي تولّى المنصب بعد الفريق محمد فوزي.
شهد الرئيس السادات مناورات تبين مدى استعدادات الجنود لخوض المعركة، وأيضًا لرفع أرواحهم المعنوية. ولم يشر الرئيس من قريب أو بعيد إلى أي موعد ستبدأ فيه المعركة، فقط أشار إلى وزير الحربية ولقادة الأفرع والأسلحة بأنها زيارات لتفقد الجنود والمعدات وكانت أولى تلك الزيارات في 21 نوفمبر 1971.
رأى بطل الحرب والسلام أن ما جلبه الرئيس جمال عبد الناصر من أسلحة يمكن أن يفي بالغرض، ويمكن فقط إضافة بعض الكماليات، ففي منتصف عام 1972 تم تزويد جميع جنود المشاة بأجهزة الرؤية الليلية، وأصر السادات على تدريب الجنود ليلًا، لأن الليل جزء من اليوم وإن لم يستغل المصريون ذلك استغله العدو، وأن المواجهة في المعركة تتم في أي وقت وكل وقت، ومن الكماليات التي أمدّ بها السادات قوات المشاة سلم الحبال الذي يشبه السلالم المستخدمة في القوات البحرية، وتلك السلالم يمكن طيّها لأن جنبَيها من الحبال ودرجاتها من الخشب، وتمكن الجنود من تسلق خط بارليف دون أن تغوص أقدامهم في الرمال.
وشهد الرئيس أيضًا تدريبات الضفادع البشرية، لسد فتحات النابالم التي أعدها الكيان الصهيوني، ليشعل النار عند أية محاولة لعبور الجيش المصري قناة السويس.
وحرص الزعيم السادات على أن يوهم العدو أن الجيش المصري لن يبادر بأية حرب، لذا تعمّد أن يتبع خطة خداع استراتيجي، تتمثل في خروج العديد من الجنود في إجازات إلى مرسى مطروح، والإقامة في فنادق شهيرة يسكنها أجانب، ليروا الجنود المصريين وهم يمرحون في رحلات الصيد. وأيضًا لزيادة الخداع أوفد العديد من ضباط القوات المسلحة إلى الأراضي المقدسة، لأداء العمرة.
وعلى جانب آخر تأكد الكيان الصهيوني من عدم إقدام مصر على خوض أية معركة، من خلال مراقبتهم لجنودنا من الضفة الأخرى للقناة، وقد تعلم السادات من الدروس السابقة، وعلم أن المجاهرة بأي تجهيزات أو استعدادات قد يفشل المعركة ويجعل العدو على استعداد للحرب في أي وقت، لذا تعمد أن تتم التجهيزات في سرية تامة ، وتزويد الجنود بما يحتاجون إليه من معدات تكميلية والتدريب عليها دون أن يخبرهم ولا قادتهم بأي موعد للحرب، وهذا ما جعل العدو ينام في سبات عميق بعدما حصن حدوده بخط بارليف المنيع وتأكد أن المصريين ليست لديهم أية نية للحرب.. وكانت تلك خطة الخداع الاستراتيجي من الرئيس السادات.