نشر المتحدث العسكري عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” منذ قليل بيانًا حول حول تفاصيل معركة جبل المر الشهيرة إبان حرب السادس من أكتوبر.
وجاء في البيان: «كانت معركة جبل المر مقالاً حيًا و شاهدًا على ما قام به المقاتل المصري في وجه التحدي لأحدث الأسلحة، فقد أذاق العدو مرارة الهزيمة، فجبل المر معروف للمدنيين والعسكريين على حد سواء في قطاع السويس، فالجبل ومدفعياته كان مصدرا ملازمًا لكل اشتباك عانت منه مدينة السويس حتى قامت حرب رمضان المجيدة وتمكنت إحدى وحدات الفرقة التاسعة عشر المشاة والتي تعمل في النسق الثاني للفرقة من أن تطور الهجوم في عمق العدو وتستولى على جبل المر، واضطر العدو للانسحاب تحت ضغط قواتنا في فوضى وارتباك تاركا عدة وعتادا يستعرضها المواطنون حاليا في المتحف الحربي شاهدة على عظمة وقدرات المقاتل المصري الباسل» .
وأضاف: «لموقع جبل المر أهمية كبيرة، فيعتبر هيئة حاكمة مسيطرة تقع شرق قناة السويس بحوالي (13) كم وجنوب الطريق الرئيسي (الشط / متلا )، وبذلك فإنه يتحكم في جميع طرق الاقتراب الموجودة بهذه المنطقة غربا وشرقا والتي من أهمها وادي مبعوق – وادي المر – الطريق الطولي – الطريق العرضي، ويبلغ ارتفاع الجبل (117) متراً وطوله حوالى (8) كيلو متر ويعتبر من الموانيء الطبيعية، وتحيط به الغرود الرملية التي يتراوح عمقها من (1-2) كم من جميع الاتجاهات؛ نتيجة لسهولة المراقبة من أعلى الجبل لمعظم تحركاتنا أمكن العدو الحصول على معلومات عن قواتنا» .
وأردف: «بالنسبة لقوات العدو التي كانت تحتل الموقع: (2) سرية دبابات، سرية مشاة ميكانيكية، (2) سرية مقذوفات موجهة مضادة للدبابات، بطارية مدفعية (25) رطل، كتيبة مدفعية (155) مم ذاتية الحركة».
أما عن قواتنا: الوحدات الفرعية للواء الثاني المشاة الميكانيكي، وكانت مهمته إستكمال إنشاء رأس كوبرى الفرقة شرق القناة بالاستيلاء على منطقة جبل المر بعد أن تتم وحدات النسق الأول للفرقة الاستيلاء على النقط القوية للعدو شرق القناة وتم تجميعه خلال ليلة 4/5 أكتوبر على الموقع الثاني عبر قناة السويس اعتبارا من يوم 6 أكتوبر .
وتمكنت الكتيبة السادسة المشاة الميكانيكي صباح يوم 7 أكتوبر من صد هجوم مضاد للعدو وقع عليها بقوة سرية دبابات .
أما الكتيبة الخامسة المشاة الميكانيكي فكلفت صباح 8 أكتوبر بسد الثغرة بين لوائي النسق الأول للفرقة وفي الساعة 0745 يوم 9 أكتوبر خصص قائد الفرقة المهمة إلى قائد اللواء بتطوير الهجوم والاستيلاء على جبل المر والتعزيز عليه وكانت فكرة قرار قائد اللواء للهجوم تتلخص في الكتيبتين 6 مشاة ميكانيكي، والكتيبة 5 مشاة ميكانيكي، أما السرية من الكتيبة 22 فتعمل كاحتياطي للواء وفي حوالي الساعة 0830 صباح يوم 9 أكتوبر قصفت مدفعيتنا موقع جبل المر، وأمطرت مدفعية اللواء الثاني المخصص للهجوم بالاشتراك مع بعض وحدات مدفعية الفرقة 19 مشاة العدو بالنيران، وتمكنت القواذف الفردية المضادة للطائرات والمحمولة على الأكتاف من إسقاط طائرة "سكاي هوك " وأسر طيارها .
وفي الساعة 09455 اشتبكت كتيبة الدبابات مع الدبابات المخندقة والمقذوفات المضادة للدبابات للعدو ونجح العدو خلال الاشتباك في تدمير عدد كبير من دبابات الكتبية وركز العدو قصفه النيراني على مركز القيادة المتقدم للواء بعد اكتشافه له، فامر قائد اللواء بانتشار المركز والتقدم بعربات منفردة .
ولتحقيق الاتصال بالهدف في موقع جبل المر دارت معارك على مستوى السرايا محاولة اقتحام الجبل فاستخدمت الكتيبة السادسة الأرض والساتر بمهارة للتغلب على نيران العدو أما الكتيبة الخامسة اليسار نجحت في الاستيلاء على الميول الغربية لقمم سلسلة التباب الشمالية لجبل المر .
كان لنجاح الكتيبة الخامسة في تحقيق مهمتها الفضل في تمكين الكتيبة السادسة من اقتحام الجبل في مواجهتها واستطاعت الاستيلاء على نقطة المثلثات 117 وهي أعلى نقطة في الجبل .
وفي تمام الساعة 1230 استطاع اللواء أن يسيطر تماما على جبل المر فتم دفع سرية المشاة واستولت على القطاع المتوسط من الجبل واستمر الأفراد في تحسين مواقعهم وإقامة التجهيزات الهندسية ورصد الألغام في الاتجاهات الهامه .
وكان الاستيلاء على جبل المر الأثر الحاسم في نجاح معركة رأس كوبري الفرقه 19 من خلال السيطرة على جبل المر والتي حرمت العدو من استخدام مرابض مدفعيته ضد قوات الفرقة، وأصبحت أجناب العدو وتحركاته معرضة لنيران كثيفة من قواتنا المحتلة جبل المر، حرمان العدو من معاودة القيام بهجمات مضادة على باقي قطاع رأس كوبري الفرقة البحرية وتم حرمان العدو من إستخدام الطائرات الهليكوبتر في أعمال الاستطلاع .
ترك العديد من الخسائر بميدان المعركة : (3) طائرات مقاتلة ، (10) دبابات ، عربة نصف جنزير ، مدفع 155 مم ذاتي الحركة صالح للعمل ، مدفع 25 رطل صالح للعمل ، عربة مقذوفات موجهه س س 11 ، عشرات القتلى و الأسرى ، معسكر كامل مزود بجميع وسائل الإعاشة .