تتمتع مصر بمكانة حضارية على مستوى العالم جعلتها من أهم الدول الحضارية، واليوم تشهد آثار مصر افتتاح أحد أقدم المعابد اليهودية بمصر والشرق الأوسط وهو معبد "بن عزرا"  اليوم الخميس 31 أغسطس، عقب الانتهاء من ترميمه  في حصن بابليون في مجمع الأديان بمصر القديمة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزارء، ويرافقه أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، وهشام آمنة، وزير التنمية المحلية، وخالد عبدالعال، محافظ القاهرة.

معبد بن عذرا من التأسيس إلى الترميم

يعتبر معبد بن عزرا أحد أهم المعابد اليهودية التراثية بمصر والشرق الأوسط، تأسس في عام 1892، وموجد بمنطقة الفسطاط بحي مصر القديمة، ويضم وثائق خاصة وهامة لتاريخ اليهود بمصر، مما ثقل حجم أهميته التراثية بمصر حيث كان يضم العديد من نفائس الكتب المرتبطة بعادات وتقاليد اليهود وحياتهم الاجتماعية.

يُنسب المعبد إلى إبراهام بن عزرا بالقرن ال12، أحد أهم أحبار اليهود القدامي، ولم تنفرد به طائفة بعينها، فعلى مر تاريخ مصر قد استخدمته غالبية طوائف اليهود بمصر، فاستخدمه العراقيون، والأشكناز والسفرديم، وانتهى به الحالي كمعبد لليهود الربانيين بعد انتقال اليهود القرائين إلى القاهرة بالعصر الفاطمي.

تخطيط وتكوينات معبد بن عزرا

 يُذكر أنه  تم إعادة بناء المعبد في القرن ال19م ، ويتكون المعبد من طابقين مثل باقي المعابد اليهودية، و يخصص الطابق الأول للرجال والثاني للنساء، ويوجدة في الوسط منصة الوعظ حيث تقرأ التوراه، وفي الشرق يوجد على منصة عالية تابوت العهد، الذي يحتوي عى لفائف التوراة، يحجبه باب منقوش وستار من الداخل.

يأتي تخطيط المعبد على شكل مستطيل مساحته حوالي 3500 وواجهات المعبد خالية من الزخارف، يتبع المعبد من الداخل الطراز البازيليكي، حيث ينقسم بواسطة بائكتين إلى ثلاثة أروقة متوازية أوسطها أكثرها اتساعٍ، يوجد خلف المعبد بئر الطهارة يتمم الوضوء بمائه قبل الدخول بالمعبد وخاصة عسل الأرجل، وكان يضم المعبد " الجنيزا" الخاصة باليهود في مصر وهي الكتب واللفائف الخاصة بهم.

ترميم معبد بن عزرا

بدأت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، في مشروع ترميم معبد بن عزرا بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة.

ومن جانبه أوضح الدكتور مصطفى عبد الفتاح معاون الأمين العام لترميم الآثار والمتاحف ورئيس اللجنة، أن أعمال الترميم بدأت بمنطقة قدس الأقداس؛ حيث شملت أعمال التنظيف الأولى للجدران والزخارف النباتية.

ومن المقرر أن تتضمن أعمال درء الخطورة أيضا عزل الأسطح للحماية من تأثير الرطوبة الناتجة عن تسرب مياه الأمطار، ومعالجة الطبقات اللونية من تأثير العوامل الجوية المختلفة والتي أسفرت عن تراكم بعض الاتساخات، وكذلك معالجة الشروخ، مؤكدا على أن جميع أعمال الترميم سوف تتم باستخدام أحدث التقنيات المتبعة.