رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


العميد يسري عمارة: هكذا أسرتُ عساف ياجوري .. ودمرنا 70 دبابة إسرائيلية في 30 دقيقة

5-10-2017 | 18:39


كتبت- أماني محمد

 

رغم مرور 44 عامًا على حرب السادس من أكتوبر إلا أن ذكراها ما زالت مخلدة في وجدان المقاتل المصري، الذي حرر أرض الفيروز من المغتصبين اليهود، لتبقى مشاهدها مترسخة في وجدان أبناء النصر، ومنهم العميد يسري عمارة، القائد الذي أسر الضابط الإسرائيلي عساف ياجوري، خلال حرب أكتوبر، أحد أشهر الأسرى الإسرائيليين خلال تلك الحرب المقدسة.

 

وكشف "عمارة" أيضًا عن كواليس أسر "دان أفيدان شمعون" بطل المصارعة في القطاع الجنوبي الإسرائيلي، فضلا عن إفشال محاولات القوات الإسرائيلية من الوصول للقاهرة وتشكيل هجوم مضاد من أجل الضغط على القوات المسلحة للتراجع إلى الضفة الغربية من القناة.

 

وأوضح "عمارة" كيف تم خداع القوات الإسرائيلية وحصار اللواء 190 مدرع إسرائيلي بقيادة عساف ياجوري،  وتدمير أكثر من 70 دبابة في أقل من نصف ساعة.

 

العديد من الأسرار والكواليس عن حرب العبور يرويها لنا العميد يسري عمارة من خلال الحوار التالي...

 

ماذا كان دورك في حرب الاستنزاف؟

شاركت في حرب الاستنزاف ضمن أبناء اللواء 117 مشاة ميكانيكي في الكتيبة 361 مشاة، وفي يوم 29 ديسمبر عام 1969 كنت في قيادة اللواء عندما أسر النقيب أحمد إبراهيم،  قائد سرية الاستطلاع،"دان أفيدان شمعون" بطل المصارعة في القطاع الجنوبي الإسرائيلي، بعد أظهرته خريطة الاستطلاع وهو مصابا على الأرض قبل أن يتمكن النقيب أحمد إبراهيم من أسره.

 

وبعد أسره أعطاه لي القائد ونزلت به إلى مخبئي حتى جاء الطبيب لعلاجه من إصابته، واستمر علاجه حتى حرب أكتوبر وفي أول صفقة لتبادل الأسرى الإسرائيليين بالمصريين كان هو على رأس القائمة".

 

هل كان يعد "دان أفيدان" صيدًا ثمينًا؟

الضابط الإسرائيلي كان على صلة قرابة برئيس الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، خلال الحرب، واستمر في الترقي في المناصب حتى أصبح نائب رئيس جهاز الموساد، وكنا نعامله معاملة كريمة خلال الأسر.

 

هل دار بينكما حوار خلال إصابته؟

خلال إصابته سألني ما اسمك فقلت له جمال عبد الناصر وما وظيفتك فقلت له جمال عبد الناصر، وسأل عن العسكري المرافق فقلت له جمال عبد الناصر فاستشاط غضبا".

 

ماذا كان دورك في حرب أكتوبر؟

خلال حرب أكتوبر كانت رتبتي نقيب، وكنت قائد السرية المضادة للدبابات في الكتبة 361 مشاة.

ويوم 8 أكتوبر، وصلت معلومات تؤكد أن إسرائيل تجهز قوات خاصة لشن هجوم مضاد ضد قواتنا لتعيدهم إلى الضفة الغربية للقناة مرة أخرى، من خلال عبور القناة وقطع طريق "إسماعيلية-بورسعيد" حتى يتكمنو من دخول القاهرة.

 

وكيف تعاملتم مع الموقف؟

اتفق قائد الفرقة العميد حسن أبو سعدة، وقائد اللواء الرابع مشاة، العقيد محمود المصري، وقائد اللواء 120 مشاة، العقيد محمد صابر زهدي، وقائد اللواء 117، العقيد محمد حمدي الحديدي، الذي انتمي إليه، فيما بينهم على عمل كمين للقوات الإسرائيلية على هيئة حرف "u" لإجبارهم على دخول الكمين ومحاصرتهم من الجهات الثلاث.

 

إسرائيل بلعت الطعم ودخلت القوات إلى الجيب وتم إطلاق النار عليهم في 8 أكتوبر وتم تدمير الجزء الأكبر من اللواء 190 مدرع إسرائيلي والفتك بأكثر من 70 دبابة في أقل من نصف ساعة.

 

بعد هدوء الانفجارات كانت سيارتي جيب محمل عليها مدفع "م د" وزنه 305 كيلو وبعد إصابة السيارة، قطرت المدفع بمدرعة خاصة بالنقيب فاروق فؤاد سليم.

ثم وجدت جسدي ينزف بالدماء وكنت قد أصبت في يدي، فقلت لفاروق انتظر وبعد أن أوقف المركبة، شاهدت أحد الإسرائيليين يختبئ وسط الرمال فنقضضت عليه وضربته على رأسه بخزنة سلاح كانت في جيبي وأوقعته أرضًا، ولكن كنت سأتعرض للقتل لولا الجندي محمد حسان، الذي انقذني من إسرائيليين كادوا يقتلونني فقتلهم وأنقذني من الموت المحقق".

 

كيف أسرت عساف ياجوري؟

لم أكن أعلم أنه القائد الإسرائيلي عساف ياجوري، فخلال جمع الأسلحة والمتاع وجدنا أربعة جنود إسرائيليين داخل حفرة يتوسلون إلينا إلا نقتلهم معلنيين الاستسلام، فقبضنا عليهم ووضعناهم بالمدرعة وجلست بينهم لمدة ساعتين نظفت فيهم الجرح وربطت يدي، وبعد تسليمهم اكتشفت في اليوم الثاني وأنا في المستشفى أن عساف ياجوري، قائد اللواء 190 مدرع إسرائيلي من بين الجنود الأربعة.

 

ماذا عن مصير هؤلاء الأسرى؟

تسلمت المخابرات المصرية الأسرى وبعد انتهاء الحرب تم تبادلهم مع الإسرائيليين.

 

هل كان هناك جديد بعد انتهاء الحرب؟

إصابتي فقط هي التي استغرقت عام كامل من العلاج لأنها كانت في كف يدي الأيسر لأنه حدث تيبس في الكف وبعد انتهاء الحرب عدتُ مرة أخرى إلى موقعي وفرقتي.