رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اللواء عصام عبدالحليم.. فتحنا ثغرات فى الساتر الترابى بالمفرقعات

5-10-2017 | 21:46


توقف الزمن وعمرى ٢٧ عاماً.. توقفت كل الإنجازات التى أفتخر بها، صباح السادس من أكتوبر، عند هذا الحدث احتراماً وتقديراً لهذا النصر المجيد، ورغم مرور ٤٤ عاماً على هذا العمل، إلا أنه مازال هو العالق بذاكرتى والذى أفتخر به، هكذا بدأ اللواء أركان حرب عصام عبدالحليم حديثه لـ«المصور»

اللواء عصام، يتحدث عن مهمته فيقول: كنت قائد فى القطاع الجنوبى من قناة السويس، الذى يقع فى آخر القناة بجانب مدينة السويس، نحن الفرقة التى تصدت للساتر الترابى التى أقامته إسرائيل فى خط بارليف فى شرق القناة، الأرض طفلية وليست رملية، لذلك لم تستطع مدافع المياه عمل فتحات بها حتى يتم عمل الكباري، رغم نجاح مدافع المياه مع باقى فرق المشاة الأربع الأخرى لأن طبيعة الساتر كانت رملية فى شرق القناة، لذلك حتى منتصف الليل من يوم السادس من أكتوبر لم تنجح مدافع المياه فى عمل الفتحات، فتم تكليفى بالصعود لعمل الفتحات بواسطة المفرقعات فى الساتر الترابي، مع التركيز على «الكوبريين»، كوبرى يستخدم فى عبور الدبابات وكوبرى آخر للمدفعية، ونجحنا فى التفجيرات، وفتح ثغرات فى الساتر الترابى شرق القناة.

وكنا المجموعة الوحيدة التى قام مهندسوها بفتح ثغرات فى الساتر الترابي، وهنا يجب أن أشيد بكل العناصر مسلمين ومسيحيين، بعد أن تجلت الوحدة الوطنية بالحرب إلى أقصى مدى، فنجاح مصر دائماً يكون نتيجة للوحدة الوطنية.

تابع حديثه تغلب قادتنا فى حرب أكتوبرعلى غباء جنرالات إسرائيل، وكمهندسين أنشأنا أيضاً ساتراً ترابياً غرب القناة، حتى لا تستطيع القوات الإسرائيلية العبور لمنطقة الدلتا، وقمنا بفتح ثغرات بهذا الساتر الترابي، حتى تتمكن قواتنا من النزول من خلال تلك الفتحات، وقبل الحرب بـ ١٥ يوماً جاءت لنا تعليمات بفتح هذه الثغرات التى قمنا بإغلاقها بالألغام والأسلاك الشائكة بإزالتها، وهذا الساتر على حرف القناة الغربي، يراها العدو وبالتالى سيحلل على الفور هذا العمل بأننا نستعد للهجوم، ولكن ذكاء قادتنا تغلب على غباء الجنرالات الإسرائيليين، لأنه فى اليوم الثانى جاءت تعليمات تفيد بضرورة غلق الثغرات بالألغام والأسلاك الشائكة ثانيا، واليوم الثالث بإزالتها، واستمر الأمر من ٧ لـ ١٠ مرات، حتى المرة الأخيرة التى لم تطلب القادة إعادة الألغام والأسلاك مرة أخرى، وفشل القادة الإسرائيليون فى تحليل هذا المعنى.

يضيف: لم يصعب علينا موقف فى الحرب رغم أننا كنا ضمن القوات التى تمت محاصرتها، بعد أن حاصرنا العدو فى الغرب، وتوقفت إمدادات الطعام، وكان الطعام المتوفر لدينا يكفى لفترة قليلة، وكانت الغارات مستمرة علينا ليلاً ونهاراً، ومع ذلك نفذنا مهامنا بإخلاص وتفان، لأننا جميعاً معدن غير متواجد بالعالم، تغلبنا على إسرائيل بالعنصر البشري، لأنها كانت تمتلك أسلحة فى كافة المجالات، أسلحة حديثة من أمريكا، وكانت أسلحتنا نحن من مدرعات ودبابات ومدفعية، قادمة من الاتحاد السوفييتي، الأسلحة التى تم استخدامها فى الحرب العالمية الثانية، فى أوائل الأربعينيات، فكان الفارق التكنولوجى فى التسليح ٣٠ عاماً من التطور لصالح إسرائيل، ولكننا حققنا نصر أكتوبر بالعنصر البشرى المصري.

وكانت أصعب المواقف كما يرويها اللواء عصام كانت عندما قام بالسير قرابة ١٥ كيلو شرق القناة، ومن ثم قام بتعديل الأوضاع، وصعد حوالى نصف كيلو آخر، حتى يصبح على أرض أعلى بعض الشىء ليسيطر على الجانب الإسرائيلي، إلا أنه بعد صعوده لهذا النصف، أصبحت الألغام «اللى كانت أمامه»، يقول وقتها كان العدو أمامنا كلما صعدت يضربون النيران، خشية منهم بأننا نستعدللهجوم، ظللت على هذا الوضع، أقوم بإزالة الألغام والاختباء، ويقوم بمعاونتى عدد قليل من العساكر وكلما قل الضرب طلبت مزيداً منهم للمعاونة فى الإزالة، حتى أدرك العدو أننا كمهندسين لم نستعد للهجوم، بل نقوم بعمل ألغام والمعروفة بتعزيز الخط المكتسب، فتوقف ضرب النيران، فنقلنا الألغام بالعربات، نصعد ونضع الألغام على الحد الأمامى أمام العدو، وهذا الموقف مستحيل حدوثه بالفكرالعسكري، وهو استخدام عربات لوضع الألغام أمام العدو مباشرة.

يتذكر اللواء عصام الساعة الثانية ظهراً يوم ٦أكتوبر، ويقول: كنا بالخنادق، لأننا علمنا فى التاسعة صباحاً من هذا اليوم بموعد الضربة الجوية، ومرت طائرات الضربة الجوية من فوقنا على ارتفاع منخفض، وتجلت الوحدة الوطنية، الجميع يردد بلا استثناء الله أكبر.. الله أكبر.. مسلمين ومسيحيين.. ضباطا وعساكر، كانت الروح المعنوية مرتفعة فى هذة الفترة، ونأمل أن تستمر فى الوقت الحالي.

وعن نقاط القوة التى تحقق من خلالها النصر قال: التكتيك وعامل المفاجأة، ورغم أن إسرائيل كانت تتابع مثلما نتابع استعداداتها، لم نقم بالهجوم فى العمق على خطى الطريقة الغربية، مثل روميل والحرب المعروفة، كانت خطتنا الهجوم بمواجهة فى كل قناة السويس، لأننا حال هجومنا بالعمق بوسط سيناء قد تتغلب إسرائيل بتفوقها الجوى بسبب الفارق التكنولوجى فى التسليح كما أشرنا.

وتابع كانت الخطة المصرية محنكة وناجحة، والدليل على ذلك أنه بعد أن حدثت الثغرة ودخل الإسرائيليون غرب القنال، انسحبوا من الثغرة ثانياً، وظللنا نحن فى مواقعنا شرق القناة لم نتركها، وهذا يدل على أننا كنا فى موقف القوة وهم فى مركز الضعف، الخطة كانت ذكية والقادة كانوا أذكياء، والجميع كان متفانيا فعندما كنت أقوم بمهام وضع ألغام ومفرقعات، أجد كل من بالسرية معى يريدون التطوع، ورغم خطورة الغارات كنا نضحك، ونشعر بقرب تحقيق الهدف، ولم أنس بعد أن تولى الحكم الرئيس السادات عندما قرر تحويل النجوم بملابس الجنود من اللون الأوكسيدى للون الذهبى عام ١٩٧١ حتى يرفع من روحنا المعنوية، كنا نخشى أن يقول الشعب ماذا قدمنا للحصول على هذا، هكذا كان شعورنا حتى فى الملابس، كنا نأمل أن نثبت أننا جديرون بهذا الزى والرونق العسكرى والجوهر.