مقدم حمدى مقلد يكشف: استطعنا ملء الطائرات فى ٦ دقائق ونصف الدقيقة وإقلاعها فى دقيقتين
لم يكن من الممكن أن نقوم بملء الطائرة وتزويدها فى أقل من وقتها الطبيعى وهذا توفيق لنا من المولى عز وجل فى حرب أكتوبر (تمكنا من إعادة ملء الطائرة فى ٦ دقائق ونصف الدقيقة، وهذا رقم عالمى لم يحدث من قبل واستطعنا تقليل إقلاع سرعة الطائرة الـ« ميج ٢١» من ٣ دقائق إلى دقيقتين.. هكذا بدأ المقدم حمدى مقلد من القوات الجوية حديثه مع المصور.. تفاصيل كثيرة عن ملء الطائرات وتزويدها أثناء الحرب فى أكبرقاعدة جوية فى المنصورة يكشفها لنا فى الحوار التالي..
فى البداية ما هو دورك الرئيسى فى حرب أكتوبر ٧٣؟
كنت «لاسلكى جوى» فى إحدى الوحدات التى قامت بمعركة المنصورة الجوية يوم ١٤ أكتوبر، ويوم ٦ أكتوبر، حيث تم خروج ٣٢ طائرة لحماية القاذفات الجوية؛ لأن طائراتنا كانت طائرات قتالية خاصة أن العدو حاول أكثر من مرة الاعتداء علينا من بداية الحرب، لكن رجالنا كانوا لهم بالمرصاد حتى جاءت معركة ١٤ أكتوبر والتى قام العدو فيها بمهاجمتنا بـ ٨٠ طائرة لتدمير طائرتنا سواء فى طنطا أو المنصورة لكنا كان لدينا نسور القوات الجوية الذين وقفوا لهم بالمرصاد.
لكن ما المهام الرئيسية التى كنت مسئولا عنها أثناء الحرب؟
كانت مسئوليتى الأولى هى تزويد الطائرات بمعنى إعادة ملئها بعد تفريغها من الذخيرة والوقود والأكسجين والهواء، وقمت بالإشراف على ٤ طائرات، وكل فرد كان مسئولا عن جزء معين من تزويد الطائرات على حدة، فأنا مسئول عن اللاسلكى الجوى والرادار وكنت أقوم بتزويد أدوات «جهاز تنشيل الصواريخ»، فمثلاً الطائرة كان يتم تزويدها بـ٤ آلاف لتر وقود وكذلك تموينها بالأكسجين وبالهواء وبصاروخين ومدفع ٢٠٠ طلقة، والإعجاز الذى قمنا به أثناء الحرب هو تزويد الطائرات فى ٦ دقائق ونصف الدقيقة، لأن تزويد الطائرات فى الطبيعى كان يتم فى ٢٠ دقيقة، وبالتالى كنا نضاعف فى عدد الطائرات فى أقل وقت.
فالطائرة كانت تهبط على الأرض ويتم تزويدها وإقلاعها فى ٧ دقائق فقط، وهذا كان له دور كبير جداً فى معركة المنصورة لأن تزويد الطائرات كان يتم فى وقت بسيط جداً بالإضافة إلى تقليل زمن إقلاع الطائرات من ٣ دقائق إلى دقيقتين، وهذا لم يحدث فى العالم أن تقلع طائرة فى دقيقتين.
وكيف حدثت هذه المعجزة أثناء الحرب؟
حدث ذلك عن طريق « البور» وهو عبارة عن سيارة لورى روسية الصنع محملة بمجموعة من البطاريات، فكنا نقوم بتوصيل الطاقة لمحرك الطائرة وكانت تأخذ تقريباً دقيقة واستطعنا أن نختصر تزويد محرك الطائرة فى أقل من دقيقة عن طريق تجهيز بطارية ضخمة ثم نقوم بتوصيل «البور» للمحرك أتوماتيكياً، والطيار كان يخرج من «الدوشمة» ويرفع من أقرب نقطة من الممر لأن المعتاد كان من أول الممر، فكان هناك إمكانية للرفع من أقرب نقطة له، ولم يكن هناك التزام للطيارة للرفع من أول الممر، وهذا سهل المهمة على الطائرات.
ألم تكن هناك صعوبات فى تزويد الطائرات خاصةً بعد تقليل الوقت المسموح بتزويدها؟
الحمد لله لم تكن هناك صعوبات، وهذا فضل كبير من المولى عز وجل علينا، ولو كانت هناك صعوبات كنا بقدر الإمكان نتفاداها ولا نفكر فيها إطلاقاً، كان هناك توفيق كبير جداً من الله فى حرب أكتوبر، فلم يكن من الممكن أن نقوم بملء الطائرة وتزويدها فى أقل من وقتها الطبيعي.
وكم عدد الأفراد الذين كانوا مسئولين عن ملء الطائرات؟
من المفترض أن لكل طائرة ٦ من الأفراد مسئولين عن ملء الطائرة ما بين لاسلكي، ورادار، ومكانيكي، وتسليح مسئول عن الذخيرة وكهرباء وفرد مسئول عن العدادات.