رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


صنعتي ثيرابيست بشهادة السوشيال!

4-9-2023 | 22:18


خلود محمود,

انتشرت في الآونة الأخيرة وبكثرة جروبات السوشيال ميديا الخاصة بالمشكلات الاجتماعية والنفسية للأفراد، وأصبح أفراد المجتمع باختلاف أعمارهم مراهقين شباب وحتي كبار السن يرسلون تفاصيل حياتهم ومشكلاتهم ومواقفهم الشخصية على تلك الجروبات لأخد المشورة والرأي من أعضاء تلك الجروبات كبديل عن المتخصصين والأطباء النفسيين في الحالات التي تستدعي ذلك، ولم يكتف الأفراد بنشر المشكلات البسيطة أو السطحية فتعدى الأمر للمشكلات الزوجية وأسرار البيوت وللزوجة أو الزوج أيضاً حق الرد علي الملأ.

ويصل النقاش ذروته فأفراد المشكلة يأخذون آراء مجموعة أفراد ليسوا أهل لذلك كلاً منهم يحكم بناء علي واقع تجاربه الشخصية وطبيعة حياته وثقافته رد يهدم ورد يبني دون أدني تفكير منهم فيما سيحدث بعد ما يقرأ صاحب المشكلة ذلك الرد وكيف ستتفاقم المشكلة بين أفرادها وكيف ستنتهي، أطلق لفظ ثيرابيست في الأصل ليعني أخصائي العلاج الوظيفي المهني أو كما يسمى أيضا المعالج المهني، وهي إحدى المهن الطبية المساندة التي تقوم على أساس التقييم ومن ثم العلاج لمهارات الحياة اليومية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جسدية أو عصبية أو إدراكية او نفسية، وذلك من خلال تطوير قدراتهم والعمل على استعادة حياتهم كما كانت من قبل وأفضل والحفاظ عليها من التراجع والتدهور والانتكاس، فهو شخص يساعد الناس على تغيير سلوكياتهم وأنماطهم السلوكية السلبية غير السليمة بتقنيات مختلفة مثل الحديث الإرشادي والتحليل النفسي والعلاج النفسي من خلال عدة جلسات مختلفة تسمى جلسة ثيرابيست، في محاولة  للوصل بالشخص للوعي بسلوكياته الخاطئة وغير المفيدة ويساعده في تغييرها ويكسبه سلوكيات صحية سليمة تساعده على التعامل مع الحياة بشكل أفضل في شكل سري تماماً.

 أما الواقع الآن فيختلف كل الاختلاف عن تلك المهمة التي من المفترض أن تحسن نفسية الفرد وبالتالي تعود بالنفع علي المجتمع تلك المشكلات التي تنتشر على جروبات السوشيال ميديا يتأثر بها القراء العاديون من زوار تلك الجروبات ومن الممكن أن يتخذوا من الردود حل لمشاكل شبيهه لحياتهم وتكمن هنا الكارثة فما يصلح في حياتك لا ينطبق علي حياة غيرك فكل فرد له واقع حياته وطبيعته المختلفة عن الآخر وبخلاف المشكلات التي يتصدر وجودها وبكثرة في المجتمع خيانات زوجية مشكلات أسرية أسرار صداقات ومهنة والتي تجعل الفرد يفقد الثقة في من حوله أقرب الناس إليه ويجعله في تساؤل دائم هل من الممكن أن يتكرر ذلك معي؟ ، تلك المشكلات تتصدر أيضا لجيل كامل من المراهقيين تؤثر في بناء شخصيته التي قد يكتسب منها بعض الأفكار والتصرفات كنوع من الفضول وحب التجربة توقع به في مشكلات لا حصر لها دون وعي. 

وودت بمقالي هنا أن أنوه عن واقع حقيقي يعيشه مجتمعي لا يليق بنا وبعاداتنا كانت قديماً تقال البيوت أسرار أما الآن فالبيوت ومحتواها وأسرارها تنشر علي السوشيال ميديا.