جوتيريش: الشراكة الشاملة بين رابطة الآسيان والأمم المتحدة أكثر أهمية من أي وقت مضى
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن الشراكة الشاملة بين رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) والأمم المتحدة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
جاء ذلك في كلمة جوتيريش خلال قمة الآسيان والأمم المتحدة اليوم الخميس في جاكرتا، بحسب الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة.
وقال جوتيريش: "إننا نواجه اختبارات على مرمى البصر ــ من حالة الطوارئ المناخية، إلى أزمة تكاليف المعيشة العالمية، إلى الصراعات المستعرة، إلى الفقر المتزايد، والجوع، وعدم المساواة. وتتفاقم كل هذه التحديات بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة".
وأضاف أنه ثمة خطر حقيقي يتمثل في التفتت ــ أو حدوث صدع عظيم في الأنظمة الاقتصادية والمالية العالمية؛ مع استراتيجيات متباينة بشأن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأطر أمنية متضاربة.
وأشاد جوتيريش برابطة الآسيان لدورها الحيوي في بناء جسور التفاهم في جميع أنحاء العالم، موضحا أن الرابطة لعبت دورا بالغ الأهمية باعتبارها مركزا يجمع كل من يمثلون، لسوء الحظ، الانقسامات الأكثر دراماتيكية في عالم اليوم، وتعد سلسلة مؤتمرات القمة هذه دليلا على هذا الدور الأساسي الذي الآسيان.
وأضاف: "ونحن في حاجة إليها في عالم أصبح متعدد الأقطاب على نحو متزايد ويتطلب مؤسسات قوية متعددة الأطراف لتتماشى معه ــ على أساس العدالة والتضامن والعالمية".
وأشار جوتيريش إلى أنه سيركز على مجالات بالغة الأهمية، أولها تعزيز السلام من خلال الدبلوماسية، فقدرة الآسيان على عقد الاجتماعات، والتزامها بالحوار، وخبرتها في منع الصراعات، تشكل ركائز بالغة الأهمية للاستقرار.
وقال إن التوترات لا تزال مرتفعة اليوم من شبه الجزيرة الكورية إلى بحر الصين الجنوبي، معربا عن امتنانه للدول الأعضاء في رابطة الآسيان لسعيها إلى الحوار وحل النزاعات سلميا، على أساس احترام القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وأشار إلى أنه منذ اجتماع الآسيان العام الماضي، ازداد الوضع في ميانمار تدهورا، مؤكدا أن العنف الوحشي، وتفاقم الفقر، والقمع المنهجي، يسحق الآمال في العودة إلى الديمقراطية.
وأضاف جوتيريش أن المزيد من الأشخاص يعبرون الحدود بحثا عن الأمان والحماية، والوضع لا يمكن تحمله. ولا يزال أكثر من مليون من الروهينجا في بنجلاديش، في أكبر مخيم للاجئين في العالم. ومن المؤسف أن الظروف اللازمة لعودتهم الآمنة والطوعية والكريمة لا تلوح في الأفق بعد.
وقال إنه يقدر تماما النهج المبدئي الذي تبنته رابطة الآسيان من خلال توافق النقاط الخمس، وحث كافة الدول على السعي إلى وضع استراتيجية موحدة في التعامل مع ميانمار.
وشدد الأمين العام على ضرورة "أن ننهي هجومنا على الكوكب"، مشيرا إلى أن الآسيان تُصنف بين أكثر المناطق ثراء بالتنوع البيولوجي - وهي معرضة بشدة للكوارث الطبيعية.
وأكد أنه "لا يزال بإمكاننا الحد من أسوأ التأثيرات وتحقيق أهداف اتفاق باريس. ولقد طرحت ميثاق التضامن المناخي ــ حيث تبذل كافة الدول المصدرة للانبعاثات الكبرى جهودا إضافية لخفض الانبعاثات؛ وتدعم الدول الأكثر ثراء الاقتصادات الناشئة للقيام بذلك".
وأضاف أن رابطة دول جنوب شرق آسيا تتمتع بموقع فريد يجعلها رائدة في تحول الطاقة على نحو عالمي ومستدام وعادل وشامل ومنصف.