اجتاحت العاصفة دانيال مدن وأنحاء متفرقة في ليبيا منذ أمس الأحد، حيث تواصل تأثيرها على المناطق الليبية المختلفة لليوم الثاني على التوالي، مخلفة آثار ضخمة من الأضرار على المدن المتأثرة، وأبرزها مدينة درنة الليبية التي تعتبر مدينة منكوبة بعدما خلفت العاصفة دانيا سيول وأمطار جارفة هناك.

العاصفة دانيال في ليبيا

وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المناطق الشرقية من ليبيا في رفع منسوب المياه وحدوث فيضانات واسعة تسببت بحالة من الشلل في بنغازي والمرج. 

وفي درنة، تسببت العاصفة دانيال بهطول كمياتٍ هائلة من الأمطار وإحداث فيضاناتٍ واسعة أغرقت المدينة بالكامل، كما أعلنت السُلطات أن الحصيلة الأولية للوفيات في مدينة درنة تجاوزت 150 شخص.

وأصدر رئيس الحكومة الليبية رئيس اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة القرار رقم (74) للعام 2023 والذي يعتبر مدينة درنة مدينة منكوبة بعد تعرضها لسيول وأمطار جارفة أضرت بالمدينة وسكانها، وبحسب القرار فإن على كافة الجهات المعنية اتخاذ الاجراءات والتدابير الاستثنائية اللازمة للتعامل مع الوضع في مدينة درنة وحماية السكان ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة.

وأعلنت السلطات في ليبيا تخصيص مبلغ 200 مليون دينار ليبي  للبلديات والمدن والمناطق المتضررة من السيول والفيضانات التي خلفتها العاصفة المتوسطية وذلك لمواجهة الأضرار الواقعة بمناطقهم ومدنهم.

وفرضت مديرية أمن درنة حظر التجوال اعتبارا من الساعة السابعة مساء أمس الأحد، إلى الساعة الثامنة صباحا من اليوم، وذلك في إطار التدابير الأمنية لمواجهة الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة، وطالبت المواطنين بعدم مغادرة بيوتهم واتباع إرشادات الأجهزة الأمنية والخدمية بالمدينة حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم.

وفي بلدية البيضاء، أعلنت الأجهزة المعنية خروج الوضع عن السيطرة في المدينة جراء الفيضانات والسيول التي اجتاحت المنطقة، حيث طالب عميد البلدية في بيان كل الحكومات والمسؤولين بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، محملا إياهم المسؤولية تجاه الأرواح والممتلكات داخل البلدية.

وطالب البلدية السكان بالبقاء داخل بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مناشدا جميع الأجهزة الأمنية و الخدمية مد يد العون والمساعدة لإنقاذ العالقين جراء الفيضانات والسيول التي اجتاحت المدينة.

ضحايا العاصفة دانيال

فيما قال عميد بلدية سوسة وائل ابريك، في تصريحات له أن العاصفة دانيال تسببت في وفاة 5 أشخاص وفقدان أكثر من 50 شخصاً جراء السيول، موضحا أنه لم تصل أي مساعدات حتى الآن، وطالب بتوفير مساعدات عاجلة للمدينة، واصفا الوضع هناك بالكارثي وأن هناك العديد من الأماكن المنكوبة لم يتمكنوا من الوصول إليها بعد.

فيما قال جهاز الإسعاف والطوارئ إن 7 وفيات بينهم 3 نساء هي الحصيلة الأولية لضحايا مدينة سوسة ، وأنه تم انقطاع الطريق بين المدينة والمدن المجاورة جراء السيول.

فيما مدير مركز البيضاء عبدالرحيم مازق، إن العاصفة تسببت في وفاة 20 شخصا بينهم 6 من مدينة البيضاء و7 من شحات و7 من قندولة جراء السيول.

وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية، اتخاذ مجموعة من الإجراءات لدعم الخدمات الطبية بالمناطق المنكوبة جرّاء الفيضانات والسيول بالمنطقة الشرقية، حيث تم تشكيل غرفة استجابة طارئة بالمنطقة الشرقية بالتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة بالإخلاء، والإنقاذ، والرعاية الصحية.

كما أعلنت تعزير الرصيد الدوائي من إمدادات الطوارئ، من خلال إرسال شحنة إمدادات طبية عاجلة من مخازن جهاز الإمداد الطبي بطرابلس، وصلت فجر اليوم، بجانب إرسال قافلتان من سيارات الإسعاف الصحراوية والساحلية عن طريق جهاز طب الطوارئ والدعم، تضمان أطقم طبية في مختلف التخصصات، وعدد 33 سيارة إسعاف وعناية، مزودة بمختلف المعدات والتجهيزات والمستهلكات والأدوية الطبية.

وقررت الصحة أيضا إرسال قافلة من سيارات الإسعاف والمسعفين والأطقم الطبية من جهاز الإسعاف والطوارئ، وتجهيز فرق طبية للتدخل أثناء الطوارئ لإرسالها للمناطق المنكوبة، بجانب تشكيل خلية أزمة للتنسيق بين مراكز غسيل الكلى بشأن استقبال المرضى من مناطق ومدن (درنة ، بنغازي، أم الرزم، المرج)، والتنسيق مع مركز البيضاء الطبي، واستئناف العمل بالمركز بعد سحب كميات من مياه الأمطار.

موعد نهاية العاصفة

ووفقا لتوقعات الأرصاد الجوية الليبية، من المتوقع أن تتجه الأحوال الجوية للاستقرار وتقل فاعلية السحب الممطرة ويتحسن الطقس تدريجياً من مساء هذا اليوم علي مناطق شمال شرق ليبيا، في المقابل يستقر الطقس علي المناطق الغربية.

ومن المتوقع أن تقل فاعلية السحب الممطرة على مناطق الخليج وسهل بنغازي حتى أمساعد ويتحسن الطقس تدريجياً من مساء هذا اليوم ، والرياح شمالية غربية إلى شمالية شرقية نشطة السرعة احيانا وتقل سرعتها تدريجيا من مساء هذا اليوم ، ودرجات الحرارة تتراوح مابين (25-30)مْ , ولا تتجاوز (23)مْ علي مناطق الجبل الأخضر.