رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حديث بني سويف.. لعلهم يرشدون

17-9-2023 | 12:19


عمرو سهل,

كعادته دوما ومنذ أن استدعي للمسئولية يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي كل الحرص على ألا ينتشر الضباب الذي تتوه فيه الحقائق وتتضخم فيه المغالطات ولم يخب يوما رهانه على قدرة المصريين على وضع الأمور في نصابها مهما تلونت من حولهم الوجوه كما أنه لم يبحث يوما  في غيرهم عن عزم على تخطي الصعاب مراهنا على بصيرة لم يستطع أن يلوثها غرض أو يعترض أفقها أجندة خاصة.. ومن هنا سار في سنوات حكمه وفق هذا الدستور والتزمه في كل لحظة فارقة فيلجأ إلى المصريين بخطاب صادق وموضوعي يشخص فيه أسباب التحديات ويفند سبل تجاوزها.

لقد كان خطاب الرئيس السيسي في بني سويف كاشفا لشعوره بحاجة الناس إلى الاستماع إليه ليسمو ذهنهم فوق الضوضاء وتركن أنفسهم إلى شاطئ اليقين بعد أن تكاثرت عليهم الشبه وتعاظمت أمامهم هموم تبث في طريقهم لتشعرهم أنه يسيرون في طريق مسدود.

 ولأن الرئيس السيسي قرر منذ تولي المسئولية ألا يكون بينه وبين الشعب واسطة لم يراهن على آلة إعلامية آسف أن أقول إنها عاجزة عن جمع المصريين على قلب رجل واحد أو على الأقل تقديم الواقع دون تهويل أو تهوين كما لم يعتمد يوما على حزب يتبنى التصدي لحملات الخوف والتشكيك التي يروج لها وبقوة هذه الفترة وبالتزامن مع انتخابات رئاسية يتصورها البعض أنها ستكون منطلقاً لاستكمال مخطط سبق أن أسقطه المصريون وتجاوزوه.

اعتمد الرئيس في خطابه على تقديم الحقائق ومشاركة التحديات وتبادل المسئولية ليبدد ويحبط محاولات انتهازية لبعض التيارات والأشخاص نصبوا من أنفسهم حكماء على المصريين بل نصبوا أنفسهم كقضاة يبحثون أمر هذا الشعب فيبصرونه بما أخطأ فيه سابقا وما الذي يتوجب عليه فعله في المستقبل بدد الرئيس كل تلك المحاولات وفتح كل الملفات التي يطرحها هؤلاء كجزء من دعاية مبكرة لسباق انتخابي لم يبدأ بعد ليطرح الرئيس كل ما قد يكون هدفا محتملا لهؤلاء الأوصياء على الملأ مشيرا على المصريين بالملاذ الأخير للخروج من أزمة دفعتنا إليها عوامل خارجية لا ناقة لنا فيها أو جمل..أسقط الرئيس في بني سويف كل تلك الدعايات التي تريد تحويل ما صدر إلينا من أزمات على أنه نتيجة لسياسات يحب أن تتغير وأشخاص يجب أن يرحلوا ويبدو أن البعض قد نسي أن  المصريين  لم يعودوا في حاجة إلى وصي يشرح أو راع يتحدث بالنيابة لتبدو تلك المعركة المصطنعة على السطح بلا مستقبل وأن مصير مفتعليها السقوط بين يدي المنطق ملزمين بالإجابة عن تساؤل المصريين المنطقي وهو لمصلحة من تديرون تلك الدعايات وما مصلحتنا في تبني ما تطرحونه ولماذا تريدون قطع طريق وحدتنا وتثبطون عزيمتنا .. لمصلحة من تريدون استخدامنا كرأس حرب في معركتكم مع الدولة المصرية.

لقد طرح الرئيس السيسي في خطابه طريقين للتعامل مع تلك الدعايات لا ثالث لهما ولا بديل عنهما أمام المصريين للتخلص من هذه الضبابية المتصاعدة والتي ستنتهي بمجرد انتهاء السباق الرئاسي لينقشع هؤلاء الأوصياء من حياة المصريين ويعودون مجددا إلى خانة الصمت المريب في انتظار لفرصة مقبلة .. هذان العاملان هما التمسك بالإرادة التي شقت المسار الذي بدأ ببيان 3 يوليو عقب سقوط نظام الإخوان والثاني هو وحدة الصف وأهمية ألا نسمح لأحد باختراق اصطفافنا الذي كان ولا يزال هو سلاحنا الأمضى أمام كل المخاطر صغيرها وكبيرها .

لقد كشفت حديث الرئيس في بني سويف مدى تهافت منطق هؤلاء ووضاعة أهدافهم وسقوط خطابهم وأنهم يديرون معركة  لاشك ستكون خاسرة مثلها مثل  كل محاولات إثناء المصريين عن مسارهم خلال السنوات الثماني الماضية ليمروا منها أكثر إصرارا على استكمال الطريق مهما كان الثمن باهظا مدركين أننا ندفع فاتورة عقود مضت تقاعس فيها الجميع عن مواجهة الناس بضرورة دفعها والتخلص من ثقلها.

إن المصريين يدركون جيدا من هو القوي الأمين ويدركون أيضا من هو السفيه اللعين وكلي يقين في أن المصريين سيلقنون أعداء مستقبلهم درسا جديدا وأن ما يظنه بعض الأشرار من أن المسرح تهيأ لإنفاذ مكرهم ما هو إلا استمرار لتوههمات توعز لهم  بقدرة على خداع المصريين مجددا.. وإن غدا لناظره قريب.