لا أحد يستطيع إنكار الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، ونقله كل ما يدور على الجبهة وبث روح الأمل ورفع الروح المعنوية لدى الجنود والشعب بشكل عام، فيمكننا أن نقول، وبحق، إذا كان هناك مقاتلون على الجبهة فهناك أيضاً صحفيون وإعلاميون حربيون، لا يقل جهدهم عن جهد المقاتل، بل إنهم كانوا يشاركونهم عن طريق رفع الروح المعنوية وتقوية عزيمتهم.
من هؤلاء.. حمدي الكنيسي، مراسل الإذاعة المصرية في حرب الكرامة «الهلال اليوم» التقته لتتعرف منه ماذا تبقي من أكتوبر بعد 44 عاما، وكيف نجحت خطة الخداع الاستراتيجي لتلقن الجيش الذي لا يقهر صفعة لن ينساها طوال تاريخه العسكري ودور الإعلام في توحيد الشعب المصري لاستعادة الكرامة وأشياء أخرى في السطور التالية
- في البداية.. ما الذي تبقي من أكتوبر 1973؟
- أكتوبر لا يمكن أن يضيع مهما مرت السنوات واشتدت الأحداث وتزاحمت التطورات؛ لأنة الشاهد الحي على إعجاز حققه الشعب المصري.
والمؤكد أن الموانع الطبيعية والمادية والصناعية والنفسية التي كانت تقف في وجه قواتنا المسلحة أثناء الحرب ما كان أي جيش أخر يفكر مجرد التفكير في عبورها، كما فعل الجيش المصري في أكتوبر 73.
ومن حسن حظي أنني كنت شاهد عيان على ما حققه جيشنا بدءا من حرب الاستنزاف التي كانت البداية الأولي لتحطيم المانع النفسي الخطير
- ماذا عن الإعلام آنذاك.. في مرحلة الإعداد للمعركة وأثناءها وبعدها؟
- الإعلام كان له دورا كبيرا في حرب أكتوبر، حيث اتفق تماما مع الدور العسكري، لأنه وحد الشعب المصري على هدف واحد، وهو ضرورة استعادة الكرامة، كما ساعد على توحيد الجبهة الداخلية، لتكون خلف الجيش المصري، لتحقق الهدف القومي، وهو الانتصار علي إسرائيل، بالإضافة إلى أنه قدم صورة دقيقة لأحداث ووقائع الحرب دون أية محاولات للتزييف.
- وهل رصدت السينما والدراما المصرية هذه الحرب كما يجب؟
- للأسف الشديد، كل ما قدم عن حرب أكتوبر من كتب ودراسات وبعض الأعمال سواء الإذاعية أو التلفزيونية أو السينمائية، أقل بكثير مما قدمه المقاتل المصري، وسأظل في كل عام أطالب بالعمل علي إنتاج أكثر من مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي عن حرب أكتوبر، خاصة أن ما نملكه من بطولات ووقائع وأحداث تكفي لعمل 100 فيلم أو مسلسل.
- كيف نستلهم روح أكتوبر في بناء مصر المعاصرة؟
- أتمني أن نستلهم روح أكتوبر التي لم نستفد منها في مواجهة مخططات وحروب ربما تزيد عن مخاطر حرب أكتوبر المجيدة، ورغم ذلك كلي ثقة في قواتنا المسلحة وشرطتنا البواسل، في القضاء على الإرهاب الأسود الذي أصبح يهدد العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط.