رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حمدي رزق يتساءل: رسم الشهيد "محمود سامي الطريق ..فهل من متبع؟!

6-10-2017 | 23:41


المعاني الإنسانية هي أبقى ما يمكن لأحد أن يورثه وأكثر من يذكره بعد غيابه كلمات بسيطة لكنها أكثر عمقا من أكبر المحيطات داخل نفوس تعيش ظرفا قاسيا لم يمنعها أن تخطها لتنسب الفضل لأهله إنها رسالة امتنان مذيلة بتوقيع فريد خطه سجين إلى سجانه والتي استعرض معانيها الإعلامي حمدي رزق في مقاله بالمصري اليوم المنشور اليوم.

هي رسالة رفعت برضا إلى شهيد اغتاله بلطجي كان يطارده الشهيد الملازم محمود سامي والتي عثر عليها والد الشهيد وهو يفتش أوراقه بعد 100 يوم من رحيله حيث رصد “رزق” ماوراء كلماتها معظما ثمرة العمل بروح القانون وأهمية عرس ذلك كثقافة لضباطنا وهو ما يمكن معه أن يتحول الصخر إلى حرير.

بل طالب كاتب المقال بأن تتحول مسيرة حياة الشهيد إلى منهج تدرسه الأكاديميات وتستلهم معانيه مستنكرا جحود البعض لجهود الشرطة المصرية وأن اتدعائها لأداء دورها الملئ بالتضحيات الغالية كان بنداء المصريين وأن اعتماد منهج الملازم الشهيد محمود سامي من شأنه أن يضيف أرصدة فوق رصيد الشرطة في قلوي المصريين لنقطع الطريق على أصحاب الهوى والأجندات.

 

وإلى نص المقال:

 

«إلى ملازم أول محمود بك سامى، إلى الإنسان ذى القلب الرحيم، وإلى من رحم وخفف من كربة المكروبين وهون عليهم همّهم، وسعى لإسعادهم بتواصلهم مع ذويهم، فكان حقا رجلاً يستحق الثناء والشكر والتقدير، وقبل ذلك كله الدعاء من المحبوسين وأسرهم أن يجنبه الله وذريته كل سوء وينعم عليه برضاه ويبارك له أبداً من صحته وماله وأولاده، ويجعله ذخراً للمحتاج فى زمن قل فيه من يحمل قلباً مثل قلبك الرقراق، وجزاك الله عنا كل الخير، ومتعك بالصحة والستر والسعادة الأبدية، التوقيع.. المحبوسون فى الحجز داخل قسم الشرطة».

الخطاب أعلاه الذى احتفت به صحيفة «الوطن» نشره اللواء سامى، والد شهيد الشرطة النقيب محمود سامى، وعثر عليه فى متعلقات نجله الشهيد فى ذكرى 100 يوم على استشهاده على يد بلطجى مسجل خطر أثناء القبض عليه.

الخطاب موقع من المحبوسين فى حجز قسم شرطة باب شرق، خطاب يفيض بالامتنان، والثناء والشكر والتقدير، ورسالته إلى من رحم وخفف من كربة المكروبين وهون عليهم همهم، وسعى لإسعادهم بتواصلهم مع ذويهم.

فى زمن قلّ فيه من يحمل قلباً مثل قلبك الرقراق، والوصف من المحبوسين لقلب ضابط شرطة حكّم ضميره فيمن هم تحت سلطته، فلم يتعسف، ولم يظلم، بل حكّم روح القانون، فتاقت إلى شكره أرواح المساجين، النقيب محمود سامى الذى لقى ربه شهيداً نموذج ومثال.

الخطاب رسالة بعلم الوصول إلى كل ضباط وزارة الداخلية، التزام القانون لا يغنى عن التحلى بروح القانون، وتطبيق القانون لا يمنع التحلى بالإنسانية الواجبة، ورغم أنهم متهمون بتشكيلة متنوعة من الاتهامات وبينهم مجرمون، إلا أنهم حرروا طواعية وعن طيب خاطر وهم فى الحجز خطاباً رقيقاً تلقاه الشهيد، ولم يشأ نشره لأنه يعتبر للواجب، ولم يفعل سوى الواجب فاستحق عليه الثناء.

هذا النموذج هو ما نحتاجه حالياً فى أقسام الشرطة، ما نحتاجه فى كل الإدارات الشرطية الخدمية، مثل هذه النماذج الشرطية المضيئة تنير ظلمات السجون، وتلون حياة البشر، وتغير صورة الشرطة المصرية تماماً، يفكرك بمأمور السجن المحترم فى فيلم «كلمة شرف» يفيض إنسانية.

معلوم الشرطة المصرية تعرضت لحملة كراهية ممنهجة ساهمت فى نسجها قصص ومرويات إخوانية قذرة، جعلت من رجال الشرطة شياطين، شيطنة رجال الشرطة خطة إخوانية شيطانية أثمرت شعوراً عاماً كارهاً لرجل الشرطة حتى لو كان ملاكاً، بهدف إسقاط الداخلية مجدداً.

سيرة النقيب محمود سامى العطرة لابد أن تدرس فى كلية الشرطة، رجل الشرطة فى النهاية إنسان، ومن الإنسانية أن يتمسك بإنسانيته فى أحلك الظروف، وليعمد إلى خدمة الشعب، والشعار «الشرطة فى خدمة الشعب»، وملصقاتها تقول «شرطة الشعب».

لا ينكر إلا جاحد جهود الشرطة المصرية، ولا يغمط حق شهدائها إلا كاره، والشرطة عادت إلى الشارع باستدعاء الشعب، وهذا الشعب هو من خرج يؤازرها، وشيع شهداءها، خدمة الشعب فن لا يجيده سوى المخلصين من رجال الشرطة، وأقسام الشرطة هى عنوان خطاب الشرطة إلى الشعب، وإذا صلحت أقسام الشرطة يقيناً ستتغير صورة الشرطة المصرية تماماً.