قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر والإمارات شهدت طفرة متميزة للغاية ونقلة نوعية في كافة المجالات السياسية والاقتصاد والعسكرية والأمنية والتعليمية خلال السنوات التسع الماضية في أعقاب تولي الرئيس السيسي مسئولية الحكم في يونيو 2014، موضحا أن زيارة الرئيس السيسي اليم للإمارات هي استمرار لمسيرة العلاقات الوثيقة المتميزة التي تربط بين البلدين ودعما لأواصر التعاون الثنائي على كافة الأصعدة.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن العلاقات المصرية الإماراتية أصبحت تتسم بالخصوصية والاستراتيجية بين البلدين، ومن مظاهر خصوصية هذه العلاقات، اللقاءات التي جمعت الرئيس والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي وصلت لأكثر من 35 لقاء بين الزعيمين خلال السنوات العشر الماضية.

وأكد عبد الحكم أن العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية وخلال الفترة القادمة وخلال زيارة الرئيس اليوم لدولة الإمارات قوية وعميقة، مشيرا إلى أن الزيارة الحالية تتناول العديد من الملفات وأولها سبل الدعم العلاقات بين البلدين في كافة مجالات علاقات التعاون الثنائي المختلفة السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، ومن جانب آخر التنسيق بين مصر والإمارات تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف أنه في مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية، والملف اللبناني، والملف الليبي، والأوضاع في سوريا والسودان، مؤكدا أن هناك توافق في الرؤى بين مصر والإمارات تجاه هذه القضايا، وأهمية التسوية لتلك الأزمات حقنا للدماء وحفاظا على مقدرات الشعوب العربية وحفاظا على سيادة الدول العربية والوحدة الترابية للدول العربية.

وأشار إلى أن العلاقات بين مصر والإمارات متميزة، فالإمارات كانت في مقدمة الدول التي دعمت الاقتصاد المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو حيث قدمت حزم من المساعدات المالية لمصر خلال السنوات الماضية، كما أن العلاقات الاقتصادية بين الدولتين علاقات متميزة للغاية.

وشدد على أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري لمصر على المستوى العربي، والشريك التاسع على المستوى العالمي، فيما تعد مصر هي الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في القارة الإفريقية، مضيفا أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين وصل إلى حوالي 4.5 مليار دولار سنويا، أما بالنسبة للاستثمارات، فتساهم الإمارات في السوق المصرية بمشروعات استثمارية يزيد رأس مالها عن عشرين مليار دولار،  من خلال وجود 225 شركة إماراتية تعمل في مصر في قطاعات الخدمات المالية والبنوك وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والبنية التحتية والزراعة والأمن الغذائي.

وأكد أنه بالنسبة للاستثمارات المصرية في الإمارات فهي حوالي مليار دولار في القطاع العقاري والانشاءات والخدمات المالية، مشيرا إلى أن صندوق ابو ظبي للتنمية وصندوق خليفة في مقدمة مؤسسات التمويل الإماراتية للمشروعات في مصر، كما أن هناك منصة استثمارية استراتيجية تم تأسيسها بين مصر والإمارات في عام 2019 للاستثمار المشترك، وهذا من خلال صندوق مصر السيادي وشركة ابو ظبي التنموية القابضة لتأسيس مشروعات استثمارية مشتركة في قطاعات الصناعات التحويلية والطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية والخدمات المالية والعقارات.

ولفت إلى أن هناك تعاون عسكري وأمني متميز بين مصر والإمارات، من زيارات الوفود العسكرية المتبادلة بين الدولتين من جانب، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة بين الدولتين من جانب آخر، مؤكدا أن زيارة الرئيس السيسي اليوم لدولة الإمارات تأتي قبل أيام قليلة من انعقاد الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة وأهمية التنسيق والتشاور بين مصر والإمارات بالنسبة للقضايا المعروضة في هذه الدورة.

وأضاف أن الزيارة أيضا تأتي قبل نحو شهرين من انعقاد قمة المناخ كوب 28 التي تستضيفها الإمارات في نوفمبر المقبل، وكانت كوب 27 في شرم الشيخ، لذلك فهناك حرص مشترك بين الدولتين على التنسيق التشاور الكامل بالنسبة للقضايا التي ستعرض على قمة المناخ في نوفمبر القادم في الإمارات.