نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا بعنوان: "لماذا قد تحمل علاقات الهند المتوترة مع كندا تداعيات أوسع على الغرب؟"، كتبه شيتيج باجباي.
ويناقش المقال توتر العلاقات بين الهند وكندا، بسبب اتهام الأخيرة لنيودلهي بالتورط في قتل "هارديب سينج نيجار" - وهو كندي من أصل هندي وزعيم بارز لطائفة السيخ في كندا – الأمر الذي نفته نيودلهي بشدة.
وكان نيجار قد سعى في السابق علنا لإقامة وطن مستقل للسيخ في منطقة البنجاب في الهند.
وقُتل الرجل بالرصاص خارج معبد للسيخ في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا، في يونيو، ما أثار تلك الاتهامات التي أعقبها طرد متبادل لدبلوماسيين من كلا البلدين.
ورأى المقال أن "تدهور العلاقات الهندية الكندية يكشف عن علامات تشير إلى وجود سياسة خارجية هندية أكثر حزما".
وأشار إلى أن الخلاف مع كندا إلى جانبين إضافيين للدبلوماسية الهندية: الأول، أن الهند قد تصبح أكثر ميلا إلى الهجوم على تصرفات تتحدى سيادتها ومكانتها. وثانيا، أنها قد تكون أكثر استعدادا للانتقام من مثل هذه الأفعال.
وبعد عمليات الطرد الدبلوماسي الأخيرة المتبادلة بين كندا والهند، أصبحت احتمالات إبرام اتفاقية تجارة حرة بين البلدين ضئيلة للغاية في المستقبل المنظور، على الرغم من تسع جولات من المفاوضات آخرها في يوليو الماضي.
وهذا بمثابة تحذير للدول الأخرى التي تعاني أيضا من التوترات بشأن الأنشطة المزعومة المناهضة للهند على أراضيها، بما في ذلك بريطانيا، إذ إن متابعة مفاوضاتها للتجارة الحرة مع الهند قد يكون أمرا صعبا.
وهذا من شأنه أن يضع الولايات المتحدة في موقف صعب. فهي تنظر إلى الهند باعتبارها شريكا استراتيجيا طويل الأمد وحصنا ضد صعود الصين.
وأضاف المقال أن تدهور العلاقات الهندية الكندية يسلط الضوء على الجانب السلبي للجالية الهندية القوية حول العالم، التي يبلغ تعدادها 18 مليون نسمة.
وعلى الرغم من أن أعضاء الشتات مصدر قوة للهند باعتبارهم داعمين وسفراء افتراضين لبلدهم، "لكن عودة ظهور المشاعر الانفصالية السيخية مؤخرا، في العديد من الدول، تشير إلى أن الشتات أصبح مصدرا للاحتكاك بين الهند والدول المضيفة، حيث تشارك الجماعات في أنشطة مزعومة مناهضة للهند".