نجح فريق علمي امريكي في تحفيز الحبال الشوكية المكسورة لدى "فئران تجارب" على النمو من جديد، فاستطاعت أن تتحرك وتمشي بعد أن كانت عاجزة، في إنجاز يرفع الآمال لدى البشر المصابين بالشلل.
وكان الباحثون قد استطاعوا من قبل، تحفيز الخلايا العصبية الموجودة في الحبل الشوكي المقطوع تماما على النمو مرة أخرى، وتمكنوا من إصلاح ذلك الضرر في الفئران المصابة التي فقدت القدرة على المشي، لكنهم عجزوا عن تحفيز الخلايا لحمل الرسائل الكهربائية، وبقيت الفئران مشلولة، فواصلوا تجاربهم لإيجاد السبب.
وبعد تجارب ومحاولات عدة، اكتشف العلماء أن "الخلايا العصبية ذات البروز المحوري الطويل كانت عاملا أساسيا في عملية الشفاء، وتبين لهم أن تلك الخلايا لا تزيد نسبتها عن 0.05% فقط من الخلايا العصبية المكونة للحبل الشوكي".
وجاءت الخطوة التالية عبر ترجمة النتائج إلى وسائل علاجية، فاستخدموا الفيروسات لنقل أجزاء من الشيفرة الجينية إلى الخلايا العصبية في النخاع الشوكي على جانب واحد من الإصابة، في محاولة لتحفيز الخلايا على إنتاج مزيج من البروتينات المحفزة لمحاورها العصبية على النمو.
على الجانب الآخر من الحبل الشوكي المقطوع، استخدم الباحثون نوعًا آخر من الفيروسات لحمل جزء آخر من الشيفرة الجينية إلى الخلايا في "المنطقة المستهدفة"، أي الموقع الذي يُفترض بالمحور العصبي المتنامي أن يتصل به، وذك بهدف تحفيز الخلايا المستهدفة على إطلاق بروتين يعمل كمنارة التوجيه، بحيث يجذب المحاور العصبية المتنامية للتواصل مع المواقع الصحيحة من محطات استقبال الإشارات في الخلية.
وبدوره قال الباحث جريجوري كورتين، من جامعة هارفارد الأمريكية: "نعتقد أن الحل الكامل لعلاج إصابة النخاع الشوكي سيتطلب كلا النهجين: العلاج الجيني لإعادة نمو الألياف العصبية ذات الصلة، وتحفيز العمود الفقري لتعظيم قدرة هذه الألياف والحبل الشوكي المصاب على إنتاج الحركة".