مائة عام على ميلاد "الأستاذ".. محطات في حياة هيكل
يوافق اليوم ذكرى ميلاد الروائي والسياسي والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي انطلق بشهرته خلال القرن العشرين ومؤلفاته تعيش بيننا حتى الآن ولازالت كتبه تُعد مرجع هام لكل متطرق بالعمل الصحفي والباحثين، فضلا عن مساهمة هيكل في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى تُوفي سنة 2016، ولم يكن مجرد كاتب صحفي لكنهه علامة من علامات المهنة الصحفية في مصر والوطن العربي.
وُلد هيكل في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر 1923، وكان مسقط رأسه بقرية باسوس يإحدى قرى محافظة القليوبية، رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 93عاما، وكانت بدايته في العمل الصحفي في عام 1942، ولم تكن خطوة أن يكون هيكل الصحفي الأهم في القرن العشرين وليدة الصدفة، بل قام بخوض رحلة كفاح طويلة، مر من خلالها بأحداث صعبة أثرت في شخصيته ومستقبله، إذ اتجه للعمل الصحفي في سن 19 عاما.
محطات في حياة هيكل
من الممكن أن تعتاد أذننا على سماع قصص الشباب اللذين يلتحقون بالعمل في سن مبكر، لكن قصة هيكل كانت عكس المألوف فلم يكن مجرد شابا عاديا يلتحق بالصحافة وهذا يرجع لإثارته في قلمه الذي غطى به بعض المعارك التي خلفتها الحرب العالمية الثانية في أول تجربة مهنية له، ترأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة الأهرام ورئاسة تحريرها معا في عام 1957، وظل رئيسا للتحرير بها لمدة 177 عام، والجدير بالذكر أنه تترقت الأهرام في تلك الفترة أن تصل لتكون واحدة من الصحف العشرة الأولى بالعالم.
كما قام هيكل بإنشاء مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام مثل مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية- مركز الدراسات الصحفية- مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر، كذلك في مرحلة الستينيات تراس هيكل مجلس ادراة مؤسسة أخبار اليوم، ومجلة روزاليوسف، وفي عام 1970 تم تعين هيكل وزيرا للإرشاد القومي مع استمراره في عمله الصحفي كرئيس لتحرير الأهرام لتمسكه بمهنة الصحافة.
هيكل وهوس التوثيق
عاش هيكل طول عمره غير مستغن عن قلمه، فمكتبته كانت تعج بالكثير من الوثائق والمستندات التي اعتاد بها هيكل منذ بداياته بالعمل الصحفي، تمثل له حصيلة حياته ومن أبرز وثائقة جائت في تاريخ العرب الحديث ووثائق خاصة بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي فضلا عن تدوينه لكل ما يلمع بالحياة الثقافية بشكل عام، وكان مجيدا لطوير أدواته المهنية غير اهتمامه بتوثسق المعلومات التي يحصل عليها كإجادة عددا من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية، ليتطرق بتدويناته للثقافات المختلفة.
بعضٌ من مؤلفات هيكل
نتيجة لإتقان هيكل للغات أخرى بجانب اللغة العربية كانت له مؤلفات باللغة الإنجليزية مثل (Secret channels, the inside story of Arab - Israeli peace negotiations) و (The Return of the Ayatollah-The Iranian Revolution from Mossadeq to Khomeini)، ومن أبرز مؤلفاته باللغة العربية ( مصر والقرن الواحد والعشرون- أزمة العرب ومستقبلهم- حرب من نوع جديد0- أكتوبر 73 السلاح والسياسة- عند مفترق الطرق- المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل وغيرها من المؤلفات).
وكتب هيكل مجموعة من مقدمات للعديد من الكتب والتي من بينها (ماذا يريد العم سام لنعوم تشومسكي)، (ملك النهاية مذكرات كريم ثابت)، (من حملة مشاعل التقدم العربي أحمد بهاء الدين)، (50 عاما على ثورة 1919 لأحمد عزت عبد الكريم)، ( كرومر في مصر لمحمد عودة)، ( الرأي الآخر في كارثة الخليج لفيليب جلاب).
وفاة هيكل
تعرض هيكل في أسابيعه الأخيرة لأزمات صحية شديدة بدأت بمياة على الرئة رافقها فشل كلوي استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا، حتى تُفي يوم الأربعاء الموافق 17 فبراير 2016 منذ سبعة أعوام، بعد صراع لم يدم كثيرا مع المرض، بعد محاولات لإنقاذه خضع خلالها لعلاج مكثف.