رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قارورة الإيمان والحب

9-10-2017 | 13:19


بقلم: سمر الدسوقى

كنت قد توقفت كثيرا أمام إحدى الحكم الحياتية التي وردت فى أحد أعمالنا الدرامية الراقية، " لن تتوقف الحياة عن مفاجأتنا دائما بالأجمل"، وحاولت أن أقرأ ما بين الأسطر لأجد معنى آخر هو جوهر هذه الحياة، المعنى ببساطة أن هناك دائما جديدا في كل يوم، وهناك عوضا بل وهدية من رب العالمين، فمجرى الحياة لن يتوقف أمام قصة حب فاشلة أو تجربة زواج مستمرة كمجرد شكل اجتماعي أو انتهت مخلفة المزيد من الجروح الغائرة التى قد لا تداوى، لا شيء يتوقف.. فقطار الحياة مستمر، وفي كل محطة هناك جديد، وأمل، ويد لا تعرف متى تمتد لتشد من أزرك وتكون سندا حقيقيا لك،  بل وتقدم الدواء لكثير من الجروح الغائرة والتجارب التي أشقتك وآلمت نفسك، تذكرت كل هذا وأنا أتابع العديد من القصص الحزينة لقلوب جرحت جراء اختيارات حياتية خاطئة لزيجات سلبت من نفوسها أكثر مما منحتها من طاقة نور، زيجات قد يكون بعضها استمر على أرض الواقع لسنوات دون روح أو مشاعر حقيقية بالسعادة، استمرت فقط كمجاراة  للأنماط الاجتماعية المعتادة التي شيدها بعضنا تحت مسميات وتبريرات واهية عديدة لا علاقة لها بكونها علاقة اجتماعية مستقرة تشكل إضافة حقيقية لحياة أصحابها أكثر من أنها شكل خال من أى مشاعر أو أسباب للاستمرار، والأشد قسوة من هذا ما خلفه بعضها من آلام عديدة بعد نهايات مأساوية أدت للانفصال، خلفت لنا أشباحا  لنساء ورجال يتحركون ويعيشون بيننا، لكن بينهم والعالم العديد من حواجز الخوف من تكرار التجربة وعدم الثقة بالآخرين، والخوف من استمرار الحياة في حد ذاتها، في حين أن العلاج بسيط وسهل في آن واحد، فقارورة صغيرة من الإيمان والحب كفيلة بإصلاح ما أفسدته هذه التجارب، الإيمان بأننا إذا كنا قد اخترنا القطار الخاطئ فهناك العديد من القطارات الصحيحة الكفيلة بنقلنا إلى وجهات أجمل من السعادة والهناء الأسري، وإذا كانت هناك يد آلمتنا وأشقت قلوبنا بقصد أو بدون فعلى الجهة الأخرى من النهر يقف من ينتطر رسم بسمة حقيقية على صفحات حياتنا مضيفا إليها المزيد من الألوان  والرتوش الباهية، هناك دائما روح ما زالت تبحث عن نصفها الآخر وهي تنتظرنا لنتكامل معا ونكون النصفين اللذين افترقا في بداية هذا العالم وظلا يبحثان عن بعضهما البعض حتى كان موعد اللقاء والتكامل في كيان واحد، فتجربة حياتية فاشلة ليست نهاية للعالم بل هي البداية لاختيار سليم لحياة زوجية أجمل قائمة على أسس أكثر استقرارا، فقط ما علينا سوى أن نؤمن بهذا، بل ونبحث عن حب حقيقي قائم على أسس الاحترام والاهتمام والتقدير التى تعوض ما فات وتكون علاجا للكثير من الآلام التي سببها البعض بقصد أو دون قصد، فالحياة لن تتوقف عن مفاجأتنا بالأجمل وهداياها لنا سيحملها شعاع كل يوم جديد، فإذا كنا قد تعثرنا مرة فهناك المزيد من الخطوات الصائبة التي ستحملنا لحياة أكثر نجاحا واستقرارا فقط علينا وأن نؤمن بهذا وأن نتجمل كل يوم فى انتظار وصول هذه الهدية، فلا تتوقفوا بقطار حياتكم عند تجربة زوجية فاشلة ولا تخافوا من البحث عن الأرواح الحقيقية التي تتكامل مع أرواحكم، تحركوا فهدايا الحياة ما زالت عديدة وعطاياها لا تتوقف فقط ما علينا سوى الاستفادة من دروس تجاربنا الحياتية القاسية وتوظيفها لبدء حياة أسرية جديدة  وناجحة مع الإيمان بأن تحقيق هذا ممكن ولا يحتاج أكثر من البعد عن اليأس والإحباط، فافتحوا قلوبكم للعالم وكونوا في انتظار السعادة التى تقدمها لكم قلوب حقيقية ما زالت تبحث عنكم.