رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الزواج المبكر.. قنبلة الانفجار السكانى

9-10-2017 | 13:26


بقلم : ماجدة محمود

ليس بغريب أن تخرج إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام ٢٠١٧م بهذه النسب المخيفة حيث وصل تعداد سكان مصر 7.٩٤مليون نسمة بالداخل و4.٩مليون نسمة بالخارج ما أدى إلى وضع مصر فى الترتيب الـ ١٦ على مستوى العالم من حيث عدد السكان, مرجع ذلك انتشار ظاهرة الزواج المبكر فى كثير من محافظات مصر, وهو ما دعا الرئيس السيسى إلى المطالبة بضرورة الحفاظ على البنات القاصرات اللائى لا ذنب ولا رأى لهن فى تزويجهن فى سن الـ١٢ قائلا: "احنا قاسيين أوى على أولادنا وبناتنا".

الرئيس فى حديثه خلال احتفالية التعداد السكانى "وهو بالمناسبة التعداد رقم ١٤ وأول تعداد إلكترونى فى سلسلة التعدادات السكانية منذ بدأ عام ١٩٨٢" ، أشار سيادته إلى أنه فوجئ بأن عدد المتزوجات فى سن الـ١٢ ليس بسيطا, وأن هناك أرامل ومطلقات فى هذه السن الصغيرة مطالبا الآباء أن ينتبهوا إلى أولادهم وبناتهم لأن ذلك يؤلمه ويؤلم أى إنسان صاحب ضمير حى.

التعداد السكانى لم يكن صادما للرئيس فحسب بل جاء صادما لكل فرد فى المجتمع يحلم بحياة آمنة من المرض والفقر والجهل والأخير هو السبب الأكبر فى ما نشاهده الآن من انفجار سكانى, إذ أن الجهل يدفع الآباء إلى زيادة الإنجاب والرزق على الله، نعم الرزق على الله ولكن الله يعطينا الأسباب التى يجب أن نلمسها ونستنير بها لننجو من الهلاك، الجهل أيضا يدفع الآباء إلى عدم تعليم أولادهم ما يؤدى إلى انتشار السلوكيات والعادات غير الصحيحة ومنها كثرة الإنجاب وانتشار الجريمة، وهذا ما أكدت عليه القوانين المصرية مثل القانون رقم ٦٤ لسنة ٢٠١٠ الذى يعتبر الزواج المبكر حالة من حالات الاتجار بالبشر وعقوبته المؤبد وغرامة ١٠٠ ألف جنيه على الجانى ممن له الولاية أو الوصاية على الصغيرة، كما نصت المواثيق الدولية ومنها معاهدة كايدو والميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل على تجريم زواج القاصرات، وبحسب دراسة عن الزواج المبكر عام ٢٠٠٦ م أجراها المركز المصرى لحقوق المرأة برئاسة نهاد أبو القمصان تبين وجود حوالى ١٥٣ ألف حالة زواج مبكر بنسبة ٢٩٪، كما أشارت دكتورة إقبال السمالوطى إلى أن ٣٦٪ من زيجات الريف تقع فى سن أقل من ١٦ سنة, وأن ما بين ١٥ إلى ٢٠ ٪ من مواليد الوطن العربى تلدهم أمهات مراهقات، فكيف لطفلة بتربية طفلة مثلها؟!

من بين ما أظهره أيضا التعداد وجود ١٨.4 مليون نسمة من الأميين، ٣ ملايين أرملة، ٤٧١ ألف مطلقة، ١٨.3 مليون زوجة أقل من ١٨ عاما، وأن مدينة القاهرة يعيش بها 9.5 مليون نسمة، ومدينة الجيزة الأعلى فى استقبال المواليد فى السنوات الأخيرة بـ ٢٢ مليون نسمة، وهذا ما دعا المجلس القومى للمرأة بمحافظة الجيزة إلى إطلاق مبادرة "صحتك قوتك فى تنظيم أسرتك" مارس الماضى مستهدفين ٥ آلاف سيدة فى سن الإنجاب بقرية بهرمس بمنشأة القناطر غرب والتى يصل تعداد سكانها ٦٠ ألف نسمة بغرض زيادة وعى السيدات بخطورة كثرة الإنجاب على صحتها وصحة أولادها وعلاقتها بزوجها، وأنه من الأفضل لها أن تباعد بين الطفل الأول والثانى حتى ينال القسط الأكبر من الرعاية والاهتمام وتستعيد هى صحتها بعد عناء الحمل والرضاعة.

إن خطورة قضية الزواج المبكر وتعدد الإنجاب تكمن فى زيادة معدلات الطلاق نظرا لعدم تحمل الزوج المسئولية, وشاهدنا حالات يرفض فيها الزوج الاعتراف بالطفل لعدم وجود عمل يدر دخلا ثابتا له أو أنه يعمل فى الأعمال اليومية والتى تكفيه بالكاد, ومن هنا نجد أطفالا بلا أوراق ثبوتيه رغم وجود ورقة عرفية تؤكد صحة الزواج وبالتالى صحة نسبهم إلى آبائهم, لكنه كما ذكرت فى بداية حديثى أبحث عن السبب، والسبب هنا الجهل، ومن هنا نقول أن القضية لا تقف عند حد الزواج المبكر والإنجاب المتكرر بل الأخطر الأطفال بلا نسب.