شهد معرض الصين الدولي الـ23 للصناعة، الذي عُقد في شانغهاي خلال الفترة من 19 إلى 23 سبتمبر الجاري، حضورا أوروبياً مميزاً، حيث عرضت الشركات الأوروبية أحدث التكنولوجيات وأظهرت ثقة قوية في السوق الصينية.

فقد عرضت مجموعة سيمنز الألمانية، التي شغلت مساحة عرض تزيد عن 1000 متر مربع، عملياتها الصناعية X، وهي مزيج مفتوح وقابل للتشغيل البيني لأتمتة وتشغيل الإنتاج الصناعي، ما يشير إلى دخولها الرسمي إلى السوق الصينية.

ودخلت سيمنز في شراكة مع معهد أبحاث معلومات صناعة الآلات في الصين لإنشاء منصة لتقييم قدرات التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة.

ومن خلال المنصة، يمكن للشركات تقييم قدراتها الأساسية في التحول الرقمي والوضع الحالي.

وقال وانج هاي بين، نائب الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز(تشاينا)، المدير العام للصناعات الرقمية، سيمنز تشاينا الكبرى: "يبرز الابتكار التكنولوجي كقوة دافعة أساسية وراء النمو الصناعي في الصين في مواجهة التحديات المزدوجة المتمثلة في الانتعاش الاقتصادي وتغير المناخ".

وجلبت شركة ألمانية أخرى وهي بوش ريكسروث ، منصة الأتمتة ctrlX إلى المعرض، حيث تقدم هذه المنصة حلا شاملا يهدف إلى خدمة مرافق التصنيع في المستقبل.

وتتطلع الشركة أيضا إلى دعم عملية العولمة للعملاء الصينيين من خلال شبكة خدماتها العالمية، وفقا لما قاله شيا وي تشونج، النائب الأول للرئيس لأتمتة المصانع في بوش ريكسروث تشاينا.

وشهد المنتدى تعاونا مكثفا بين الشركات الأوروبية ونظيراتها الصينية.

وفي يوم الافتتاح، وقعت شركة شنايدر إلكتريك الفرنسية اتفاقية تعاون استراتيجي مع مضخات صن شاين (تيانجين)، تركز على إنتاج وتشغيل الأجهزة الذكية المتطورة وتهدف إلى استكشاف الفرص التعاونية في مجال الرقمنة وتطوير البرمجيات.

وتم إنشاء العديد من الأجنحة الوطنية لعرض أحدث الإنجازات في مجال التكنولوجيا الصناعية من مختلف البلدان. وضم الجناح الألماني أكثر من 20 منتجا وخدمة، واستضاف الجناح الإيطالي أكثر من 60 شركة وجمعية صناعية إيطالية، مقارنة ب50 في النسخة السابقة من معرض الصين الدولي للصناعة. وفي هذا السياق؛ قال أوجستو دي جياسينتو، المفوض التجاري لوكالة التجارة الإيطالية في شانغهاي: "إن جميع الشركات والمؤسسات المشاركة لديها ثقة مطلقة في هذا المعرض".

وباعتباره منصة حاسمة تربط المؤسسات الصناعية المحلية والدولية وتجمع سلسلة التوريد الصناعية بأكملها، فإن معرض الصين الدولي للصناعة ملتزم بتسهيل التبادل الدولي والتعاون العملي بين المؤسسات الصناعية ودفع تنفيذ الإنجازات الصناعية، حسبما قال وانج هونج، مسؤول في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات.

وبعد ثلاث سنوات من الاضطراب بسبب الوباء، عاد معرض الصين الدولي للصناعة إلى وضعه التقليدي خارج الإنترنت هذا العام بمساحة عرض تبلغ 300 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 2800 شركة مشاركة من 30 دولة ومنطقة.

كما ظهر ما يقرب من ألف من التكنولوجيات والمنتجات الجديدة الرائدة لأول مرة خلال المعرض الذي سجل في نسخته الـ23 أرقاماً قياسية من حيث عدد العارضين وحجم مساحة المعرض وحجم الحضور، وفقا للمنظمين.