بعث رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (ألبانيا)، ودينيس فرانسيس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب في ظل غياب المساءلة.
وأكد منصور في رسائله، على ضرورة بذل جهود فورية لمطالبة الكيان الإسرائيلي، بوقف هذه الاستفزازات الخطيرة والاحترام الكامل للوضع التاريخي والقانوني الراهن في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة.
واستهل المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رسائله بالإشارة إلى كلمة بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي في 22 سبتمبر، أمام الجمعية العامة، والخريطة التي لوح بها أمام المجتمع الدولي وهو واثق تماما بأنه لن يكون هناك احتجاج على محوه الكامل للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر دليلا صريحا على مخططات الكيان الإسرائيلي الاستعمارية غير القانونية وسياسات التطهير العرقي والضم في الأرض الفلسطينية التي يحتلها بشكل غير قانوني منذ أكثر من 56 عاما.
وفي هذا السياق، عبر منصور عن إدانة دولة فلسطين لهذا الخطاب الاستفزازي والكراهية، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة تشويه الكيان الإسرائيلي العنصري للشعب الفلسطيني وحرمانهم من وجودهم الأصلي منذ قرون طويلة.
وشدد على أن الوقت قد حان لجميع الدول الملتزمة بسيادة القانون وحقوق الإنسان، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان محاسبة الكيان الإسرائيلي، القوة القائمة بالاحتلال، على جميع انتهاكاته الجسيمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفرض العقوبات على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
كما أشار منصور إلى أن التعليم في فلسطين لايزال يتعرض لهجمات من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين في حملة الترهيب والمضايقة التي يتعرض لها الطلاب، منوها بأن الفترة الأخيرة شهدت عرقلة وصول الطلاب إلى المدارس، وهجمات على المرافق التعليمية، ومواصلة هدم المدارس، مما ينتهك الحق في التعليم وحقوق الإنسان الأخرى، مشيرا إلى قيام قوات الاحتلال في 21 سبتمبر بمداهمة مدرسة العيزرية الابتدائية للبنات في القدس الشرقية المحتلة، واقتحام حرم جامعة بيرزيت في 24 سبتمبر.
ودعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى إدانة مثل هذه الهجمات والعمل على حماية حق الأطفال والشباب الفلسطينيين في التعليم.
وندد منصور بمواصلة المستوطنين مهاجمة المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم والأماكن المقدسة، مشيرا إلى أن إرهاب المستوطنين أدى إلى التهجير القسري للسكان المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، إلى جانب استمرار اقتحامهم للمسجد الأقصى والحرم الشريف، والذي كان آخره أمس، في انتهاك خطير للوضع التاريخي والقانوني الراهن لهذا الموقع المقدس.
وأكد في ختام رسائله، على ضرورة بذل جهود فورية لمطالبة الكيان الإسرائيلي، القوة القائمة بالاحتلال، بوقف هذه الاستفزازات الخطيرة والاحترام الكامل للوضع التاريخي والقانوني الراهن في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك ما هو منصوص عليه في عدد لا يحصى من قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القرار 2334.
ودعا المجتمع الدولي مرة أخرى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للمطالبة بالمحاسبة على كل هذه الجرائم، ووضع حد لهذا الوضع غير القانوني واللاإنساني، وإعمال الشعب الفلسطيني لحقوق الانسان غير القابلة للتصرف.