رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اليوم العالمي لداء الكلب.. ما هي سبل الوقاية منه؟

28-9-2023 | 16:10


اليوم العالمي لداء الكلب

يصادف اليوم  28 سبتمبر اليوم العالمي لداء الكلب وهو مرض فيروسي يمكن الوقاية منه باللقاحات، وهو داء يؤثر على الجهاز العصبي المركزى، فيما تقدر %40 من وفيات داء الكَلَب بين البشر هم أطفال تقل أعمارهم عن 15 عامًا، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

 

ما هو داء الكلب؟

داء الكلب هو مرض فيروسي حيواني المنشأ يمكن الوقاية منه باللقاحات، وهو يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ، وبمجرد ظهور الأعراض السريرية، يصبح داء الكلب قاتلاً بنسبة 100٪ تقريباً، وتُعد الكلاب المنزلية مسؤولة عن انتقال فيروس داء الكلب إلى البشر في نحو 99٪ من الحالات، ومع ذلك فإن داء الكلب يصيب الحيوانات المنزلية والحيوانات البرية على حد سواء.

وأطلقت منظمة الصحة العالمية، بالاشتراك مع منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (التي كانت تسمى عند تأسيسها المكتب الدولي للأوبئة الحيوانية)، مبادرة متحدون لمكافحة داء الكلب وهي منصة تضم أصحاب المصلحة المتعددين للدعوة إلى العمل والاستثمار في مكافحة داء الكلب.

وفي عام 2019، أدرج التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، تحالف غافي، لقاحات داء الكلب البشري في استراتيجية الاستثمار في اللقاحات التي اعتمدها للفترة 2021-2025 والتي ستدعم التوسّع في العلاج الوقائي بعد التعرض في البلدان المؤهلة. وأّدت الجائحة إلى توقف العديد من برامج تحالف غافي الجديدة للقاحات، بما فيها لقاحات داء الكلب، غير أن مجلس غافي قرر في يونيو 2023 استئناف هذه البرامج، وقد بدأت الآن مرحلة التخطيط لنشر لقاحات داء الكلب البشري.

 

كيف ينتقل داء الكلب للإنسان؟

ينتقل هذا الداء إلى الإنسان والحيوان عن طريق اللعاب، وعادةً ما يكون ذلك عبر العضّ أو الخدش أو اللمس المباشر للغشاء المخاطي (للعين أو الفم أو الجروح المفتوحة مثلا)، ويشكل الأطفال المتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة الفئة الأكثر إصابة بداء الكلب.

كما ورد أوضحت منظمة الصحة العالمية يحدث داء الكلب في أكثر من 150 بلداً وإقليماً، وهو مرض فيروسي يمكن الوقاية منه باللقاحات، ويتسبب هذا الداء كل عام في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص، ولا سيما في آسيا وأفريقيا، ويشكل الأطفال دون سن 15 عاماً نسبة 40% من هذه الوفيات.

وتعتبر الكلاب هي المصدر الرئيسي لعدوى داء الكلب البشري المسببة للوفاة حيث تسهم في نحو 99% من جميع حالات انتقال عدوى داء الكلب إلى الإنسان، وفي الأمريكتين، أصبحت الآن الخفافيش المقتات بالدم السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن داء الكلب البشري حيث نجح هذا الإقليم في وقف معظم سريان العدوى المنقولة عن طريق الكلاب، كما يمثل داء الكلب المنقول بواسطة الخفافيش خطراً مستجداً يهدد الصحة العامة في أستراليا وأوروبا الغربية، ونادراً ما تسجَّل وفيات بشرية ناتجة عن التعرض للثعالب والراكون والظرابين وبنات آوى والأنماس وسائر اللواحم البريّة الثاوية، وأما عض القوارض فلا يُعرف كسبب لانتقال عدوى داء الكلب،وقد أُشير من قبل إلى انتقال داء الكلب عن طريق استنشاق الرذاذ المحتوي على الفيروس أو زرع الأعضاء الملوّثة، ولكنه لا يحدث إلا فيما ندر، ويُعد انتقال العدوى بين البشر عن طريق العض أمراً ممكناً من الناحية النظرية ولكنه لم يؤكد قط، وينطبق ذلك أيضاً على انتقال العدوى إلى البشر عن طريق استهلاك اللحوم النيئة للحيوانات المصابة أو ألبانها.

أعراض داء الكلب

تمتد فترة حضانة داء الكلب عادة من شهرين إلى 3 أشهر، ولكنها قد تتراوح ما بين أسبوع وسنة، ويتوقف ذلك على عوامل مثل موضع دخول الفيروس إلى الجسد والحمل الفيروسي، حيث تشمل الأعراض الأولية لداء الكلب علامات شائعة مثل الحمى والألم والشعور غير العادي أو غير المبرر بالنخز أو الوخز أو الآلام الحارقة في موضع الجرح، حتي ينتقل لفيروس في الجهاز العصبي المركزي، يحدث التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النُخاعي، ويتخذ داء الكلب شكلين هما:

داء الكلب الهياجي الذي يؤدي إلى فرط النشاط والسلوك القابل للاستثارة والهلوسة وفقدان التنسيق ورهاب الماء (الخوف من المياه)، وإلى رهاب الهواء (الخوف من تيارات الهواء أو الهواء الطلق). وتحدث الوفاة بعد بضعة أيام نتيجة للتوقف القلبي والتنفسي، وداء الكلب الشللي الذي يشكل نحو 20% من مجموع الإصابات البشرية ولا يتطور هذا الشكل على نحو مفاجئ مثل الشكل الهياجي، ويتخذ مساراً أطول في العادة، حيث تُصاب العضلات بالشلل تدريجياً، بدءاً من موضع الجرح ويدخل الشخص ببطء في حالة غيبوبة ويتوفى في نهاية المطاف.

العلاج الوقائي بعد التعرض

ويتمثل العلاج الوقائي بعد التعرض فيما يلي:

الغسل الجيد بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة والعلاج الموضعي للجرح في أسرع وقت ممكن بعد التعرض المشتبه فيه

الخضوع لدورة لقاح داء الكلب الناجع والفعّال، المطابق لمعايير المنظمة.

إعطاء الغلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب أو حقن مضادات الأجسام الوحيدة النسيلة في الجرح، عند وصف هذا العلاج.

 يوصى بإعطاء دورة كاملة من العلاج الوقائي بعد التعرض وفقاً لمدى وخامة الملامسة التي حدثت مع الحيوان المشتبه في إصابته بداء الكلب، على النحو التالي:

غسل أسطح الجلد المتعرضة للاصابة.

قرض الحيوان للجلد المكشوف ، أو الخدش أو السحج الطفيف دون نزف

عضة أو خدش واحد أو أكثر تتخلل الأدمة أوتلوث الأغشية المخاطية أو الجلد المقطوع بلعاب الحيوان نتيجة للحس أو التعرض الناجم عن المخالطة المباشرة للخاففيش المصابة بالفيرس.

وتوصي المنظمة بإعطاء اللقاحات المضادة لداء الكلب داخل الأدمة بعد التعرض، لأن ذلك يخفض مقدار اللقاح اللازم ويحد من ثم من التكلفة بنسبة تتراوح بين 60% و80%، دون التأثير على المأمونية والكفاءة.

ويمكن  أيضا الوقاية من داء الكلب ،  وذلك عن طريق تطعيم الكلاب والوقاية من عضّاتها، يمكن لأي شخص، بعد مخالطته المحتملة لحيوان مصاب بداء الكلب، أن يلتمس العلاج الوقائي بعد التعرض، وهو علاج يشمل التنظيف الفوري والكامل لمواضع الجرح بالصابون والماء لمدة 15 دقيقة، وأخذ مجموعة من اللقاحات المضادة لداء الكلب، وتناول الغلوبولينات المناعية المضادة لداء الكلب ومضادات الأجسام الوحيدة النسيلة، التي يمكنها أن تنقذ الأرواح، إذا وُصفت للعلاج، وتقدر تكلفة داء الكلب على الصعيد العالمي بنحو 8,6 مليارات دولار أمريكي سنوياً.