رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لجنة الإنقاذ الدولية: مالي تواجه ظروفًا أشبه بالمجاعة مع تفاقم الوضع الإنساني

4-10-2023 | 18:21


الوضع الإنساني في مالي

دار الهلال

حذرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، من تفاقم الوضع الإنساني في مالي واتجاهه نحو المجاعة؛ خاصة في منطقتي ميناكا وتمبكتو، وذلك بفعل تأثير تغير المناخ والعنف المستمر في عدة مناطق بالبلاد والصدمات الاقتصادية؛ مما أدى إلى تفاقم حالات سوء التغذية والنزوح في أنحاء البلاد.

وأوضحت المنظمة الإغاثية - في تقرير - أن أكثر من 2500 شخص يعيشون ظروفا أشبه بالمجاعة حيث يتضورون جوعا حتى الموت كل يوم بسبب النقص الحاد في الغذاء؛ لاسيما في منطقتي ميناكا وتمبكتو، مشيرة إلى أن أكثر من 8.8 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية.
وأكدت أن مواطني مالي أصبحوا يتخلوا عن الوجبات اليومية لنقص الغذاء الأمر الذي أصابهم الإعياء الجسدي بسبب الجوع، فيما سجلت مالي في الربع الأول من عام 2023 أكثر من 375 ألف نازح داخليا، متجاوزة الذروة المسجلة في عام 2013 خلال النزاع المسلح.
وقال المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولي في مالي ماتياس ماير: "يستمر الوضع الإنساني في مالي في التدهور، ويحتاج أكثر من 8.8 مليون شخص إلى المساعدة هذا العام، بزيادة بلغت نسبتها 17.3% مقارنة بعام 2022؛ فيما تعمل لجنة الإنقاذ الدولية في الطليعة لمواجهة هذه الأزمة، وتقدم الدعم الأساسي للمجتمعات الأكثر تضررا جراء الكارثة التي تشمل مالي ووسط منطقة الساحل بوجه عام".
وحذر المدير الإقليمي للجنة الإنقاذ الدولية من مخاوف تتعلق بصعوبة الوصول إلى المناطق لاسيما مع الاضطرابات الأخيرة في الرحلات الجوية التي تعد الوسيلة الوحيدة لإيصال المساعدات الحيوية بما في ذلك الغذاء والدواء في مناطق بعينها بشمال ووسط مالي؛ الأمر الذي يزيد من تفاقم الأزمة.
وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية حذرت من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في مالي؛ مما يعني أنه بدون مساعدات عاجلة قد يواجه ما يقرب من مليون طفل دون سن الخامسة للجوع الشديد بحلول ديسمبر المقبل، وتعرض ما لا يقل عن 200 ألف طفل لخطر المجاعة، وهو الأمر الذي توضحه مؤشرات تزايد النزوح الداخلي وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
ودعا ماتياس ماير إلى الحاجة لتحرك إنساني سريع لمعالجة الأزمة العاجلة التي تتكشف في مالي مع اقتراب نهاية العام، موضحا أنه لم يتم تمويل سوى 21% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية في مالي؛ مما يترك ملايين الأشخاص في ظروف محفوفة بالمخاطر.
وناشد المجتمع الدولي بضرورة إيلاء أولوية لتبسيط آليات معالجة سوء التغذية لدى الأطفال في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات لتجنب الخسائر على نطاق واسع في الأرواح وسبل العيش، والذي قد ينذر بوفاة المزيد من الأشخاص بما في ذلك الأطفال.
ولفت ماتياس ماير إلى جهود لجنة الإنقاذ الدولية في مساعدة النازحين داخليا في شمال ووسط مالي منذ مايو 2022 حتى الآن، ودعم أكثر من 9000 أسرة فروا من منازلهم بسبب الأزمة؛ لتشمل مظلة البرنامج الغذائي للمنظمة نحو 23 ألف طفل دون الخامسة خلال العام الماضي فقط، فضلا عن تنفيذ أنشطة إضافية كاستجابة للأزمة الغذائية في العديد من مناطق مالي.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الإنقاذ الدولية قدمت، منذ عام 2012، مساعدات عاجلة لأكثر من مليوني شخص في مالي نزحوا بسبب النزاعات ويواجهون نقصا حادا في الغذاء.