أبطال أكتوبر| المشير أبوغزالة قائد المدفعية الذى دمر نقاط العدو يروي أسرار المعركة
يعد المشير محمد أبوغزالة واحداً من أبرز رجال العسكرية المصرية خلال القرن العشرين، له ملاحم كثيرة لعل أشهرها يوم 8سبتمبر1968، حين قاد أبوغزالة المدفعية المصرية ذلك اليوم لتنفيذ قصف نيران ضد جميع الأهداف المعادية بغرض تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى قوته البشرية وأسلحته ومعداته، وتدمير الخط الدفاعى الأول الذي بدء يبنيه على شاطئ القناة، ويمثل ذلك اليوم نهاية مرحلة الصمود وبدء مرحلة الردع.
ولد أبوغزالة فى الأول من يناير 1930، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها 1949، وشارك فى حرب فلسطين 1948 قبل الهدنة بأيام قليلة، وتولى قيادة مدفعية الجيش الثانى فى حرب أكتوبر.
أبوغزالة فى حرب أكتوبر
فى يوم السادس من أكتوبر 1973، وعندما أشارت الساعة إلى الثانية ظهراً وخمس دقائق، أصدر قائد مدفعية الجيش الثانى الميدانى العميد محمد أبوغزالة الأمر بالضرب فانهالت آلاف المدافع بالضرب على نقاط العدو الحصينة.
وصلت قوة التمهيد النيرانى للمدفعية المصرية إلى إسكات 90% من بطاريات مدفعية العدو ولم تتمكن من إنتاج أى نيران مؤثرة على قواتنا، حيث بلغ وزن الدانات التى أطلقت فى التمهيد النيرانى من المدفعية ٣مليون كجم.
ويذكر أبوغزالة فى كتابه "وانطلقت المدافع عند الظهر": "أنشاء العدو عدد كبيراً من السواتر الترابية أطلقنا عليها مصاطب وصل من 1 إلى 10، وذلك على أعماق مختلفة على جميع المحاور المحتمل أن تعمل عليها قواتنا".
وتابع أبوغزالة:"السيطرة على هذه المصاطب وحرمان العدو من استخدامها دفعت مجموعات اقتناص دبابات مسلحة بالقواذف الصاروخية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات التى يحملها جنود من المدفعية على الظهر وألغام مضادة للدبابات وقنابل مضادة للدبابات، وكانت مهمة هذه المجموعات اقتحام القناة مع بداية التمهيد النيرانى والوصول إلى السواتر واحتلالها وصد أى هجمات مضادة لاحتياطات العدو".
أثناء الحرب وحين حاولت قوات العدو التقدم من "بالوظة" لتوجيه ضربة مضادة إلى القوات المصرية، قاد أبوغزالة مدفعية الجيش الثانى لحشد نيران عشرة كتائب مدفعية على لواء العدو وعلى إثر ذلك انسحب العدو دون أن يوجه هجمات مضادة.
وقد أشاد بذلك الرئيس أنور السادات :" لقد أدت المدفعية المصرية دورها فى حرب العاشر من رمضان، وكما أدته فى جميع المعارك التى خاضتها فى ماضيها وحاضرها، على أكمل مايكون الأداء".
ويذكر أبوغزالة عن يوم19أكتوبر، عندما زاد الضغط على الفرقة 19مشاة لأنها تعرضت لاختراق من جانب إسرائيل، وتابع قائلاً:"كان بينى وبين قائد مدفعية هذه الفرقة اللواء عبد العزيز الجوهرى اتصال لاسلكى مفتوح استطاع من خلاله أن يحدد لى وصفاً للإقتحام الإسرائيلي الذى كان يتم بدبابات عددها كبير، وكان على قائد هذه الفرقة أن يحدد لى لحظة إطلاقى النيران على هذه الدبابات... وفجأة انقطع الاتصال بينى وبين قائد الفرقة يمكن دقيقة ولكن مرت كسنة، خيل لى أن الموقع قد سقط وأن من فيه قد ماتوا أو انتهوا ومع مرور ثوانى دون أن أسمع صوت قررت المغامرة وأصدرت الأمر إلى 250مدفع كانت تحت قيادتى أن توجه طلقاتها إلى موقع لا يتجاوز عرضه 6كليوامترات وفى لحظة إطلاق النار عاد الإتصال وسمعت صوت الجوهرى يقول لى اضرب يافندم".
بعد حرب أكتوبر، حصل أبوغزالة على "نجمة الشرف" ورقى إلى رتبة لواء وعين رئيساً لأركان مدفعية القوات المسلحة، وفى عام 1980صدر قراراً جمهورياً بتعين أبوغزالة رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة مع ترقيته إلى رتبة الفريق.
وفى عام 1981، عين أبوغزالة قائداً عاماً للقوات المسلحة، بعد أن لقى الفريق أحمد بدوى وزير الدفاع آنذاك وعدد من كبار قادة القوات المسلحة حتفهم إثر تحطم الطائرة التى تقلهم.
وفى عام 2008، فاضت روح أبوغزالة إلى بارئها عن عمر يناهز 78 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان.