صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب كتاب «الدين والعصر في أدب نجيب محفوظ» تأليف: دكتور محمود موعد.
لم يستطع كاتب عربي آخر - خلاف نجيب محفوظ - أن يخلق هذا العالم الشامل الغني المتنوع: عالم الإنسان، وعالم الأشياء، وعالم الأفكار، الماضي والحاضر والمستقبل، وأن يتمثل المؤثرات في الفكر العربي والشخصية العربية، وقوى الصراع في المنطقة العربية؛ ويعكس ذلك في أعماله، ويرصد عبر رؤية شمولية عالم الإنسان بشكل عام، والإنسان العربي بشكل خاص كما هو محصلة لعدد من العوامل. ولم يهمل تحت حجة فنية أو أيديولوجية أي عنصر من العناصر المكونة لهذا الإنسان، وإن انطلق من مصر والشخصية المصرية. وهو لا يقدم هذه الكلية للمجتمع العربي ذات البعد التاريخي والاجتماعي والأيديولوجي بشكل سكوني، بل هي كلية ديناميكية ذات تحديد تاريخي. لذلك نرى: مسار الشعب المصري، صراع الأفكار القديم والجديد، الثورة والمراوحة..
لعب نجيب محفوظ لعبة "الحياد المراوغ" على حد تعبير لوكاش، فترك للقوى الفاعلة في المجتمع حرية التعبير عن ذاتها.. وكان هذا النسبي سببا في اختلاف النقاد في تفسير أعماله أو تأويلها. من هنا كان لا بد من البحث عن مفاتيح لقراءة أدب نجيب محفوظ لفهمه والدخول إلى عوالمه؛ وذلك باكتشاف الهم المركزي لديه، والذي لم يفارقه منذ بدأ الكتابة، واكتشاف الثوابت التي يلح عليها، والأسئلة الجوهرية التي يطرحها.