رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


50 عاما على انتصارات أكتوبر.. تفاصيل تدمير إيلات على لسان بطل القوات البحرية

6-10-2023 | 18:14


للواء بحري لطفي جاد الله

نيرة سعيد

دونت حرب أكتوبر قصص لأبطالها حيث جاء اليوم العظيم ٢١ أكتوبر ١٩٦٧، لصناع النصر البحري لتدمير إيلات، فكان بينهم النقيب أحمد شاكر عبد الواحد الخارج قائد لنش الصواريخ رقم ٥٠١ والآخر والنقيب لطفى السيد جاد الله قائد لنش الصواريخ رقم ٥٠٤.

ومع كل قائد لا يقل عن عشرين ضابطا وصف ضابط وجندياً وتوفى البطل أحمد شاكر عام ١٩٧٢ مريضا وأطال الله في عمر زميله البطل لطفى جاد الله ليحكى قصة انتصار عظيمة، وفقا لحكايات نشرها كتاب الهلال في إصدار سابق له.

تتلخص قصة هذه المعركة أن المدمرة الإسرائيلية إيلات الإنجليزية الصنع طراز Z ومصر تملك من هذا الطراز مدمرتين الفاتح والقاهر، وطوال نهار ٢١ أكتوبر ١٩٦٧ تشاغب المدمرة الجيش وأهل بورسعيد، فتصل حتى الحدود الإقليمية للمياه المصرية فتطلق بورسعيد الإنذار فينزل المدنيون إلى الخنادق ويصعد المقاتلون إلى المدافع.

 فتعود أدراجها أكثر من مرة تثير الرعب بهذه الطريقة، حتى قررت قيادة البحرية في الإسكندرية ضربها بالصواريخ إذا كررت هذه الفعلة فصدرت الأوامر للنش الصواريخ ٥٠١، ٥٠٤ بالاستعداد والتعامل مع العدو إذا ظهر على شبكة الرادار، ومن حسن حظ مصر أن تعاود إيلات استفزازها ، وفى بـ الخامسة مساء تقريبا تحرك اللنش ٥٠١ بقيادة المجموعة وأخذ وضع الهجوم.

قررنا تدمير إيلات بد استفزاز قواتنا البحرية

ويقول جاد الله: تحرك اللنش وأطلق صاروخين على تلك المدمرة المستفزة وأصاب منشأتها، وبعد ساعتين كشف الرادار مرة أخرى عن تواجد الهدف، فصدرت التعليمات في السابعة مساء إلى اللنش الآخر ٥٠٤ بالهجوم على الهدف، كان طاقم اللنش في حالة نفسية سيئة لدرجة البكاء لأنهم لم يضربوا العدو المغرور، وأن زملاءهم في اللنش ٥٠١ نالوا هذا الشرف.

وتابع: وجاءت اللحظة ليستردوا أنفسهم ويرفعو رأس مصر، انطلق النقيب لطفى جاد لله بمركبه الصغير وطاقمه العملاق، وأطلق صاروخين على السفينة المعادية التي لم يغرقها اللنش الأول فقصم ظهرها، وأغرقها في دقائق وألقى من نجا من الأحياء من طاقمها بأنفسهم في الماء المالح ومات منهم كثيرون، حوالي ۱۸۰ بحارا بين قتيل وغريق الإقليمية المصرية.

تدمير إيلات غير مفاهيم الفكر العسكري في العالم

وأضاف: "بالفعل خرجنا وتملؤنا مشاعر العزيمة والتصميم للثأر وتأديب هذه الوحدات المستفزة وبالفعل خرجنا وأدينا المهمة ونجحنا في إبعاد تلك الوحدات الإسرائيلية إلى خارج مياهنا الإقليمية مشاء ولكن اللنش الذي كنت أقوده لم يتح له أن يطلق صاروخا واحدا".

 وأضاف: «كانت عودتنا من المهمة كان الوجوم يسيطر على الجميع، ورأيت على وجوه ضباطى وجنودى دموع الحسرة والغيظ تترقرق عيونهم؛ لأنهم لم ينالوا شرف الاشتراك واعتماد في تدمير وحدات العدو بعد أن تأهبوا بكل اللهفة والشوق لتحقيق ذلك».

ولمعت عينا اللواء بحرى البطل لطفى سطح جاد الله وهو يستعيد هذه اللحظات الفارقة في تاريخ مصر يقول، إنه بعد عودة اللنشات من تلك المهمة رصدت أجهزة الرادار بالقاعدة البحرية هدفا بحريا اسرائيليا أمام سواحل بور سعيد وحوله عدة أهداف صغيرة أخرى لهذا وفهمنا أنها مدمرة كبيرة وحولها عدد من لنشـات الصواريخ الإسرائيلية.

واستطرد: "نظر الضباط إلى العسكرى فى بعضهم وخاطر واحد الإسكندرية يجول في نفوسهم : هل جاءت الفرصة المناسبة؟".

وتابع: "وتم إخطار القيادات بالموقف فصدرت الأوامر بالاشتباك مع وحدات العدو التي تدخل المياه الإقليمية المصرية، وكان سرب لنشات الصواريخ عندنا على أهبه الاستعداد، ومشاعر ضباطنا وجنودنا في القمة من الشوق للقاء العدو، والتصدى بوحداته التي تستهين بقوتنا".

استقبال أهل الإسكندرية للأبطال كان اسطوريا

واستطرد اللواء بحرى لطفى جاد الله، كنت قائداً لسرب اللنشات برتبة نقيب في هذا الوقت، وشعرت بما كان يجول في صدور زملائي وإخواني من مشاعر وطنية عالية.

وأضاف: "كانت ثقتنا بأنفسنا لا حدود لها وكانت تستند على أساس من التدريب الجاد المستمر، وعلى أساس من الثقة الكاملة في قدرتنا على التعامل مع السلاح الذى معنا وقبل ذلك كله ثقتنا بالله تعالى واعتمادنا عليه في النصر والتوفيق".

 وأوضح: "وتدربنا من قبل على كيفية تدمير وبعد فترة صمت استطرد اللواء بحرى لطفى جاد الله هدف بحرى كبير بصواريخ سطح من لنشات صواريخ صغيرة".

واستكمل: "وبينما كنا نتجه إلى المدمرة الإسرائيلية «إيلات كان يضطرم في نفوسنا شيء واحد إما الانتصار وإما الاستشهاد في سبيل الله والوطن وكنا لا نستطيع إخفاء مشاعر الفرحة واللهفة لهذا اللقاء المصيري، وأخذت أسرد أبعاد هذه المعركة المنتظرة وأحث الضباط عل بذل أقصى جهد ممكن، أنهم قد  خرجوا لحرب غير متكافئة وثبتوا همتهم، وعرفوا كل ذلك وتأكدوا أنه لو تم اكتشافهم قبل الاشتباك مع المدمرة لانتهت الحرب قبل أن تبدأ".