«المعارك على الجبهة المصرية».. جمال حماد يؤرخ ملحمة 6 أكتوبر
يوافق اليوم ذكري عبور الجيش المصري خط بارليف المنيع وتحقيق النصر العظيم، اليوم ذكرى انتصارات حرب 6أكتوبر، وقد كتب كثير من الكتاب والمفكرون كتب توثق وتنقل كل تفاصيل و أسرار الحرب وتسرد حكايات الجنود خلف خطوط الدفاع و تكشف الخطط العسكرية و الأِفكار الاستراتييجية، ومن هذه الكتب «المعارك الحربية» للكاتب والمؤرخ العسكرى جمال حماد.
ويعد كتاب «المعارك الحربية» من أشهر وأهم الكتابات التي صدرت عن حرب أكتوبر وأكثرها تأثيرًا، هذا الكتاب مرجعًا ضروريًا وتسجيلا أمينا، لكل المهتمين بمعرفة الملحمة الحربية «أكتوبر 1973».
ويقدم الكاتب والمؤرخ العسكرى جمال حماد كتابه تحليلا فنيا لجميع أحداث ومواقف الحرب بكل حيادية وصدق،موضحا فى شرحه نقاط القوة والضعف، وكذلك الأخطاء الاستراتيجية التى وقع فيها أطراف المعركة، وكيف كان من الممكن تفاديها، وكذلك كيف يمكن للمصريين تفادى ذلك مستقبلًا.
وذكر اللواء جمال حماد كل التفاصيل، ولم يغفل أى تفصيلة عن الحرب، بدءًا من التمهيد لها مرورا بأحداثها وانتهاءً بوقف إطلاق النار، ومقاومة أهل السويس الأبطال للعدو عند حصار المدينة الباسلة بعد الثغرة.
يوضح الكتاب دقة التخطيط المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة، ويلقى الأضواء على مهارة رجال القوات المسلحة فى تنفيذ المهام التى وكلت إليهم خلال أعمال القتال.
ويبرز ذلك الترابط الرائع بين رجالنا خلف الخطوط والمواطنين المصريين من قبائل سيناء، الذين كانوا خير معين لهم على تنفيذ تلك المهام الجسام، حتى تحقق النصر، وحتى عادوا سالمين إلى القاهرة ليستقبلهم المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة فى مكتبه ويمنحهم أرفع الأوسمة.
وجاء عن نص الكتاب
«لقد كانت حرب أكتوبر حدثاً فريداً بلا شك، بل نقطة تحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. فقد تعرضت إسرائيل كدولة لمفاجأة إستراتيجية كاملة أفقدت الإسرائيليين ثقتهم في جيشهم وفي جهاز مخابراتهم، الذي كان يدعي أنه أقدر جهاز مخابرات في العالم خبرة بشئون الشرق الأوسط. كما تعرضت القوات الإسرائيلية على جبهتي سيناء والجولان لمفاجأة تكتيكية أفقدت أفرادها توازنهم، وأجبرتهم على الانسحاب من مواقعهم الأمامية.
وكان الأمر الذي أدهش العالم هو نجاح مصر وسوريا في تحقيق المفاجأة على المستويين الإستراتيجي والتكتيكي - رغم التطور الهائل في وسائل الاستطلاع الحديثة - وقدرتهما على خداع جهازي المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية في وقت واحد. وبعد الانتصار الباهر الذي أحرزته قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر 1973 المجيدة، والذي استعادت به مصر كرامتها وشرفها وسمعتها أن يسجل هذا الكتاب الملحمة الحربية الفذة تسجيلاً أميناً بعيداً عن التحيز والمبالغة، وكذلك التحليل الفني لجميع أحداث ومواقف هذه الحرب بكل صراحة وصدق. مهتماً بإبراز نقاط الضعف والأخطاء التي ارتكبت نفس الاهتمام بنقاط القوة والتفوق التي ظهرت، إذ إن إبراز كلتا الناحيتين هو الوسيلة الصحيحة للاستفادة من دروس الحرب وتجاربها دون زيف أو خداع.
سيرة ذاتية لـ للكاتب والمؤرخ العسكرى جمال حماد
ولد محمود جمال الدين إبراهيم محمد حماد في مدينة القاهرة في 10 مايو سنة 1921 م، وهو ضابط مصري شارك في حركة الضباط الأحرار وكتب البيان الأول لها، وتوفي يوم الخميس 27 أكتوبر 2016 عن عمر ناهز 95 عاما
حصل على شهادة البكالوريا في اللغة العربية ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في منتصف إبريل عام 1939
وبدأ خدمته العسكرية في السودان ثم انتقل لمنطقة القناة ثم إلى الإسكندرية، فانضم في هذه الفترة لتنظيم الضباط الأحرار عام 1950 عن طريق صديقه الصاغ أ.ح عبد الحكيم عامر، واشترك في الفاعليات الأولى لثورة 23 يوليو 1952، وكتب بنفسه البيان الأول للثورة الذي ألقاه البكباشي أنور السادات صباح يوم 23 يوليو من مقر هيئة الإذاعة.
وكتب في التاريخ المعاصر «22يوليو أطول يوم من تاريخ مصر»، «من سيناء إلى الجولان»، «المعارك الحربية على الجبهة المصرية».