رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


50 عاماً على انتصار أكتوبر.. قصة حائط الصواريخ الذى أزهق أسطورة إسرائيل

7-10-2023 | 08:57


قوات الدفاع الجوى حرب أكتوبر 1973

محمود غانم

عرفت حرب أكتوبر بأنها حرب الأسلحة المشتركة، فلم تكن المعارك قاصرة على سلاح معين، بل تكاتفت كل الأسلحة والأدوات لتسطر ملحمة انتصار مجيد، وكانت أنظمة الدفاع الجوي وحائط الصواريخ من أهم أسلحة تلك الحرب.

 

أثناء ما كانت رحى حرب الإستنزاف تدور ما بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية، قامت قوات العدو بتكثيف غاراتها الجوية على العمق المصرى بإستخدام الطائرات الأمريكية سكاى هوك وفانتوم، وهدفت إسرائيل من تلك الغارات إظهار ضعف القيادة المصرية وإجبارها على إيقاف حرب الhستنزاف، كما هدفت إلى منع إنشاء قواعد للصواريخ المضادة للدبابات حتى تظل قواتنا البرية تحت تهديد مستمر من السلاح الجوى الإسرائيلى،إلا أن عزيمة المصريين انتصرت وتخطت تلك التحديات ونجحت في بناء حائط الصواريخ.

 

عبدالناصر على مائدة السوفييت 

 

يقول المشير عبد الغني الجمسى، أحد قادة حرب أكتوبر إنه: "لقد كان من الواضح تماماً أن العدو لديه تفوق جوى واضح، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة إيجاد حل لذلك الموقف، سافر الرئيس جمال عبدالناصر إلى موسكو يناير 1970، أخذ الرئيس جمال عبدالناصر بشرح الموقف للقادة السوفييت وطلب تزويد مصر بنظام متكامل ومتطور للدفاع الجوى حتى يمكن مواجهة تفوق العدو".

 

وبالفعل تقرر إمداد مصر بفرقة كاملة من صواريخ سام 3 بأفرادها ومعداتها وأجهزتها وحملتها وأسلحتها المعاونة، كما تم إمداد مصر بأربعة أجهزة ردار.بى15 لرفع كفاءة الإنذار الجوى فى شبكة الدفاع الجوى المصرى.

 

حائط صورايخ الدفاع الجوى 

 

ويتابع الجمسى: "واستعداداً لوصول أسلحة ومعدات الدفاع الجوى الجديدة من الاتحاد السوفيتى، كان لابد من بناء التحصينات اللازمة تحت ضغط غارات العدو الجوية نهاراً وليلاً".

 

وفى صباح 30يونيو 1970، فوجئ العدو بوجود صواريخ الدفاع الجوى المصرى فى مواقعها تكبدها خسائر فادحة، أرسلت إسرائيل طائرتها لإختراق هذا الخط وتدميره إلا أن النتيجة كانت المزيد من الخسائر.

 

ليبدأ الحديث عن تآكل سلاح الجو الإسرائيلى، وصرخت جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها :"إن المصريين زرعوا كل الأرض غرب القناة بالصواريخ".

 

 

أين أسطورة إسرائيل؟

 

ومنذ الساعات الأولى لحرب السادس من أكتوبر نجحت قوات الدفاع الجوى المصرية بإزهاق أسطورة التفوق الجوى الإسرائيلى، لقد فشلت جميع محاولات الطيران الإسرائيلى فى تدمير جسور العبور.

 

وبعد حوالى ساعتين من قيام الحرب، صدرت الأوامر الإسرائيلية من الجنرال بنيامين بيليد قائد القوات الجوية الإسرائيلية بتحاشى الإقتراب من القناة.

 

ويقول الفريق محمد فهمى قائد الدفاع الجوى إبان حرب أكتوبر :"جاء اليوم الثانى للمعركة، وتصور الإسرائيليون أن بمقدورهم أن يكرروا مافعلوه فى يونيو 1967، ألم يتحدث العالم سنوات طويلة عن الضربة القاصمة التى وجهها الطيران الإسرائيلى للطائرات المصرية، إذا فما عليهم إلا أن يقوموا بضربة مماثلة".

 

 

 

وبالتالى حاولت القوات الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر الإغارة على المطارات المصرية؛ لتكرار سيناريو 67... لكن التاريخ لا يكرر نفسه، لقد وجد الطيارون الإسرائيليون المقاتلات الإعتراضية المصرية بإنتظارهم، ومن نجح فى تجنبها وجد نفسه فى جحيم من نيران المدفعية المضادة للدبابات وصواريخ سام.

 

وبرغم من قيام العدو بتطوير الهجوم إلا أنه لم يحقق أى مكاسب، ويرجع ذلك إلى اكتمال عناصر الإنذار الجوى على الإرتفاعات المختلفة واختفاء الثغرات من الحقل الرادارى على الإرتفاع المنخفض مما كان له الفضل فى فشل العدو فى تحقيق المفاجأة.

 

لم تستطع إسرائيل المكابرة، حيث أعلن القائد الإسرائيلى موشى ديان فى رابع أيام القتال، أن الطائرات الإسرائيلية عاجزة عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية المضادة للدبابات.

 

لقد كانت قوات الدفاع الجوى المصرية حديث العالم آنذاك، ففى يوم 11 أكتوبر 1973، خرجت صحيفة "الجاريان" لتقول "العرب يحطمون أسطورة إسرائيل".