رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


البريكس بين الثقافة والمأمول

9-10-2023 | 12:45


د. منال علام ,

نجحت الجهود السياسية المصرية في الانضمام لإحدى المجموعات الاقتصادية  والذي سيدخل حيز التنفيذ مع مطلع العام القادم وهي مجموعة البريكس.

فكلمه البريكس (BRICS) هو اختصار يُشير إلى مجموعة من الدول الناشئة، وتتألف هذه المجموعة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. تم تشكيل البريكس في عام 2006 بهدف تعزيز التعاون والتنمية الاقتصادية بين هذه الدول، وتعزيز دورها في الساحة العالمية. ومنذ تأسيسها، أصبحت البريكس قوة مؤثرة في الاقتصاد العالمي وتمتلك نصيبًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

من الصعب الآن تحديد الآثار المحتلمة من انضمام مصر لمجموعة البريكس وخاصة من الجانب الثقافي وإذا كانت تكمن أهمية هذا التكتل سياسيا واقتصادياً فلا ننسى لأن تكتل البريكس يقوم على ثلاث ركائز رئيسية: (السياسة والأمن، الاقتصاد والتمويل، والثقافة والعلاقات الإنسانية).

ولذا في هذا المقال يتم تناول كيفية مساهمة البريكس في تشكيل استراتيجية اقتصادية ثقافية بأبعادها المختلفة (الاقتصاد الثقافي والصناعة الثقافية).

وهل نحن مستعدون للعمل أم سننتظر كثيرا فالبريكس منصة التواصل والتبادل الثقافي بين مصر والدول الأعضاء الأخرى، من خلال بناء شراكة من أجل التنمية الشاملة ومن اجل تنفيذ المشترك لخطه التنمية المستدامة مع التركيز على أن التنمية الشاملة هي تحقيق التقدم والتنمية في مختلف الأبعاد سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية والاهتمام بالجانب الثقافي التي تفجر الطاقات الكامنة بفتح افق الابداع والابتكار لكي نتخلص من الفقر والبطالة و توفير فرص عمل وهذه الاستراتيجية يجب أن تضم قطاعات الدولة المختلفة بجانب وزاره الثقافة بمختلف هيئاتها تحت مظلة مجلس الوزراء وذلك من خلال تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المشتركة مثل المعارض الفنية والعروض المسرحية والمهرجانات، مما يسهم في تعريف المصريين بثقافات الدول الأخرى وتعزيز التفاهم المتبادل بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات والمراكز البحثية في مصر والدول الأخرى من خلال تبادل المعرفة والخبرات في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والطب، مما يسهم في تطوير الثقافة العلمية والتكنولوجية في مصر مما يساعد على تحسين جودة الحياة والحفاظ على الموروث الثقافي في مصر.

كما يمكن أن يحقق التبادل تعزيز الثقافة المصرية وتعريف مجتمعات البريكس بالتراث والفن والثقافة المصرية و تعزيز الوعي الثقافي بين الشعوب وتعزيز التفاهم المتبادل والحوار بين الثقافات المختلفة  بجانب  التأثير الفعلي على الثقافة المصرية  الذي سيعتمد على الجهود والمبادرات المشتركة التي سيتم الاتفاق عليها بين مصر ودول البريكس، وعلى التزام الأطراف المعنية بتعزيز التبادل الثقافي ودعم الثقافات المتنوعة من خلال برامج تبادل الفنانين والفرق الثقافية والمعارض الفنية وورش العمل والمهرجانات والمؤتمرات وإقامة الفعاليات الثقافية المشتركة واستضافه مصر لعروض مسرحية وعروض موسيقية ومعارض فنية من دول البريكس.

يمكن لمصر أن تستفيد من الخبرات والمعارف الثقافية المتاحة في دول البريكس، والتي يمكن تبادلها وتنقلها في سياق التعاون الثقافي ويمكن أن توفر دول المجموعة دعمًا ماليًا وتمويلًا لإقامة المشروعات الثقافية المشتركة بين مصر ودول البريكس على المستوى الحكومي وغير الحكومي.

مع الاستفادة من نتائج أعمال مجموعة البريكس منذ نشأتها وخاصة في مجال الثقافة حيث شهدت هذه الدول تبادلًا ثقافيًا نشطًا في مجالات مثل الأدب والفنون البصرية والموسيقى والسينما والمسرح وإقامه المعارض الثقافية والمهرجانات الفنية وتنظيم العروض الموسيقية وورش العمل والمؤتمرات الثقافية المشتركة.

أمام هذا الزخم الثقافي القائم بالفعل بين دول المجموعة فيما بينهم وبين مصر ودول المجموعة قبل الانضمام لهم.

هل حددنا كيف سنتعامل مع مجموعة البريكس ونكون فاعلين ومؤثرين أم سننتظر الإبهار الثقافي البصري الصيني أم عظمة الموسيقي الروسية أم الجمال البرازيلي ونشيد بالغزو الهندي في مختلف الاتجاهات الثقافية من طعام وفنون وحرف تراثية وإبداعية من بلد العجائب.

أقترح أننا يجب أن نبادر بوضع خريطة لتعزيز التعاون مع دول المجموعة ثقافيا وأن نعمل على تصدير الثقافة المصرية المتنوعة وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وألا نكون مستوردين للثقافة ونحقق رفاهية من الاقتصاد الثقافي تحقيقا لرؤية مصر.