أولاند: الكونجرس الدولي للأرشيف فرصة لمساندة الدول النامية لمواكبة الركب وحفظ تاريخها
أكد رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق فرانسوا أولاند، المسؤلية الكبيرة التي تقع على عاتق الأرشيفيين للحفاظ على المعلومات الدقيقة وتوثيقها وتطوير الأساليب المهنية، بما يتماشي مع التطور التكنولوجي والتنمية المستدامة، آملا أن يكون "كونجرس المجلس الدولي للأرشيف" فرصة للحوار بين الثقافات ويسهم في تحقيق المصلحة العامة وحقوق الإنسان؛ للحفاظ على التاريخ والمستقبل.
وقال أولاند، خلال كلمته بحفل افتتاح كونجرس الأرشيف "إن الهدف الأهم اليوم هو إثراء معارفنا على اختلاف ثقفاتنا ولتحقيق هذا الهدف عليكم الاستثمار للحفاظ على هذا الإرث العظيم .. ويعد الكونجرس الدولي للأرشيف فرصة لمساندة الدول النامية لمواكبة الركب وحفظ تاريخها؛ لأننا جميعا نعيش في عالم واحد".
وحول التحديات التي تواجه الأرشفة.. قال الرئيس الفرنسي الأسبق "إنه يجب الاهتمام بالمصادر الجديدة الرقمية للمعلومات وهذا سيتطلب زيادة الانفاق والاستثمار بهذه المصادر، إلى جانب أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا هاما بالتوثيق والأرشفة، فهو يساعد في عمليات التوثيق الحديثة، ولكن إذا كان قائما على معلومات خاطئة فهذا سيمثل تهديدا كبيرا؛ لذا عليكم مسؤلية كبيرة في التحقق مما يحفظ في ذاكرة التاريخ للأجيال القادمة".
ومع اقتراب استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف (كوب 28) لفت أولاند إلى أهمية دور الخرائط والمعلومات والوثائق باتخاذ القرارات المصيرية المهمة، مشيرا إلى أن الأرشيف لعب دورا رئيسيا بدراسة الخرائط والبحوث عن التغيرات المناخية منذ القرون الوسطي؛ مما يوفر تقييما دقيقا للوضع الحالي للتغيرات المناخية والاحتباس الحراري ووضع رؤى مستقبلية حول العواقب المحتملة والكوارث الطبيعية الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري وكيفية الحد من هذه العواقب بالمستقبل والاتجاه للاعتماد على المصادر الخضراء لتقليل الانبعاثات، مؤكدا أن مهمتنا الحفاظ على كوكب الأرض وتحديد نقاط الضعف وتوفير الدعم للمواطنين حول المعرفة عن التغيرات المناخية.
وأعرب أولاند عن سعادته بالمشاركة في افتتاح الدورة الحالية من كونجرس الأرشيف، مشيدا بالمجهود التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتنظيم هذا الحدث الكبير من أجل المحافظة على إرثنا المشترك ونقله للأجيال المستقبلية.
من جانبها، أعربت رئيسة المجلس الدولي للأرشيف جوزيه كريس، عن امتننها وسعادتها لاستضافة الإمارات لهذا الحدث والتعاون المثمر مع الشركاء بالمكتبة الوطنية، لافتة إلى أن الكونجرس الدولي للأرشيف يوفر فرصة للانخراط بالحوار بين وفود من كل أنحاء العالم من الأرشيفيين والمتخصيين.
وأكدت - في كلمتها - أن محاور هذه الدورة هي أهم ما يربط بين كل الشعوب وعلى رأسها السلام، وستكون هذه الدورة تجربة لا تنسى زاخرة بتبادل الثقافات والمعارف بين الوفود من خلفيات مختلفة.