بعد 5 أيام على «طوفان الأقصى».. كيف يتعايش أهل غزة تحت القصف؟
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات غير مسبوقة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل ١٠٥٥ شهيد، فيما وصل عدد المصابين ٥١٨٤، حيث تتصاعد الأحداث منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" السبت الماضي، والتي أسفرت عن قيام الاحتلال الإسرائيلي بتكثيف غاراتها على قطاع غزة وتوسيع رقعة الاستهدافات.
طوفان الأقصى
على مدار 5 أيام من انطلاق عملية طوفان الأقصى، تواصل قوات الاحتلال غاراتها على قطاع غزة، وأضرت الغارات الجوية بالشوارع وأغلقتها ما جعل من الصعب على مركبات الإسعاف الوصول إلى مواقع القصف.
وقالت فرق الدفاع المدني، إنها لا تستطيع التعامل مع هذا العدد الكبير من مواقع القصف، وطلبت فرق إنقاذ أجنبية لمساعدتها فى إنقاذ عائلات تلجأ إلى مدرسة فى مدينة خان يونس بسبب الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي.
ومن جانبها، طلبت منظمة الصحة العالمية، فتح ممرّ إنساني إلى قطاع غزّة المحاصر والذي يتعرض لقصف إسرائيلي بعد الهجمات التي شنتها حركة حماس.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة إلى ممر إنساني للوصول إلى الأشخاص بالإمدادات الحيوية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن المنظمة تعمل على هذا الأمر مع الوكالات الشريكة.
حرائر غزة تحت القصف
في الوقت الذي كانت تتجهز فيه المواطنة الفلسطينية أية فوزي النباهين، لمغادرة منزلها مع أطفالها الثلاثة؛ لمغادرة منزلها الكائن بمخيم البريج، إلى منزل والدها، سقط صاروخ إسرائيلي على منزلهم المكون من ثلاثة طوابق، أسفر عن مقتل أطفالها الثلاثة، فيما نقلت "بي بي سي" عن سيدة أنها سمعت جيرانها يركضون على الدرج وهم يصرخون: "إجلاء! إجلاء!".
ترددت الأم الشابة لبضع ثوان، وكان عقلها في حيرة ليقرر ما الذي ستأخذه معها، ثم انفجرت في البكاء من العجز والرعب. غادرت المبنى مع طفليها، لكنها قالت إنها لم تتمكن من التعرف على الحي لأن المباني المحيطة بالمبنى الذي تسكن فيه سويت بالأرض.
ونقلت أيضاً، عن إحدى السيدات قولها: "كنا نظن أننا آمنون في المنزل، لكن فجأة ودون سابق إنذار، تحطمت النوافذ، وتحطمت الأبواب وتطايرت. وسقطت أجزاء من السقف حول رؤوسنا".
خروج محطة توليد الكهرباء عن العمل
وأعلن رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية فى فلسطين ظافر ملحم، أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة فى قطاع غزة ستخرج عن العمل غدًا الخميس بشكل كامل، وسيغرق قطاع غزة فى ظلام دامس.
وهذا يعني توقف جميع الخدمات في قطاع غزة بشكل كامل، منها: المستشفيات وجميع المرافق الصحية التي لن تتمكن من تقديم الخدمات إلى الجمهور، ومحطات المياه، والمياه الصالحة للشرب ستختلط مع مياه الصرف الصحي، وجميع الخدمات الأخرى.
المشهد إلى الساعة
و أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية، وتستخدم فيها الأسلحة المحرمة دولياً، بما فيها القنابل الفسفورية والعنقودية وغيرها.
وأكدت في بيان لها، أن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، أدت حتى اللحظة إلى استشهاد 950 مواطناً وأكثر من 5 آلاف جريح، وهي في تزايد متسارع، ترافق معها نزوح آلاف المواطنين من منازلهم، إضافة إلى أرقام مهولة من المنازل والأبنية والمؤسسات والمنشآت التي سويت بالأرض.
ورداً على استهداف المدنيين، أعلنت الفصائل الفلسطينية قصف مطار بن غورين بالصواريخ، مما أدى إلى تعليق الرحالات المغادرة.
وقالت وزارة الصحة فى غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة بحق طواقم الإسعاف وقتل 4 مسعفين، مؤكدة مواصلة العمل فى مساعدة الجرحى رغم السلوك الإجرامي لقوات الاحتلال، الذي لايعترف بالإشارة الدولية لطواقم الإسعاف.
ووجه الأزهر الشريف، تحيته لصمود أبناء فلسطين العزيزة، وتقديره لتشبثهم بأرضهم الغالية، وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها، مهما كان الثمن والتضحيات، فالأرض أمومةٌ وعِرضٌ وشرفٌ، ويوجِّه الأزهر رسالته لأولئك المتمسكين بأرضهم أنه خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداءَ من أن تتركوها حمًى مستباحًا للمستعمرين الغاصبين، واعلموا أن في ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد.
ودعا الأزهر الدول العربية والإسلامية، بأن تستشعرَ واجبها ومسئولياتها الدينية والتَّاريخية، وتسارع إلى تقديم المساعدات الإنسانيَّة والإغاثية على وجه السرعةِ، وضمان عبورها إلى الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاع غزة، ويبيِّنُ الأزهر أن دعم الفلسطينيين المدنيين الأبرياء من خلال القنوات الرسميَّة هو واجبٌ دينيٌّ وشرعيٌّ، والتزامٌ أخلاقيٌّ وإنسانيٌّ، وأن التاريخ لن يرحم المتقاعسين المتخاذلين عن هذا الواجب.