الحرب الأخيرة وإن كنا لا نتمناها لكنها حدثت وأظهرت مدى تعاطف الشعب المصري للقضية الفلسطينية وغضبه مما يحدث لأبنائها من مجازر علي يد القوة الغاشمة للاحتلال فالمصريون يتابعون ويتفاعلون مع كل مشهد علي الشاشات وكل لحظة يثبت المصريين وقوفهم خلف القضية حتى إعادة الحقوق الفلسطينية كاملة وتحرير أرضه وعاصمتها القدس الشرقية.
لكنها في الوقت نفسه كشفت تفهم الشعب المصري لأمنه القومى وإدراكه لحجم التحديات التي تواجهها مصر وتصديه لأي محاولات النيل من تراب وطنه الذي ارتوى بدماء الشعب المصري وأن رمال سيناء غير قابلة للتفاوض أو الصفقات.
مصر بلد كبيرة وعظيمة ولا يستطيع أحد أن ينكر دورها في القضية الفلسطينية ولا أكثر دلالة علي ذلك من كم الاتصالات التي أجراها قادة العالم بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ بداية العملية.
ومنذ سنوات والدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية وقدمت فيه مصر حوالي 100 ألف شهيد، بالإضافة للدور المصري المهم في دعم المفاوضات التي خاضها الفلسطينيين في المحافل الإقليمية والدولية، بالإضافة للتنسيق المصري الفلسطيني المشترك والمستمر منذ عقود في عدد من النقاط التي تتعلق بحقوق الفلسطينيين المشروعة.
مصر بدورها لا تألو جهدًا عن مساعدة الأخوة الفلسطينيين بل تعتبر مصر أن القضية الفلسطينية قضيتها الجوهرية لما تمثله من أهمية علي أمنها القومى فالدولة المصرية تواصل جهودها الهادفة إلى دعم الأشقاء الفلسطينيين داخليًا عبر مواصلة العمل الحثيث نحو توحيد الصف الفلسطيني ودفعهم نحو التوافق على رؤية وطنية موحدة.
وخارجيًا تؤكد مصر في كل المناسبات على لسان القيادة السياسية دعم الدولة المصرية لتطلعات الشعب الفلسطيني نحو إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية؛ فضلا عن مواصلتها الاتصالات مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية سعيًا نحو تحقيق هذا الهدف.
ونجحت جهود الدولة المصرية خلال عام 2021 في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة تقدر بـ 500 مليون دولار، للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة من خلال الشركات المصرية.
الفاهمون من أبناء الشعب الفلسطيني يأملون أن يبقى الدور المصري هو الدور المحوري في قضية فلسطين كونه الأكثر صدقا وإيمانا بالقضية التي قدم فيها الشعب المصري 100 ألف شهيد دعما للفلسطينيين، وتحقيق نبوءة "أبو عمار" في رفع علم فلسطين فوق أسواء ومآذن وكنائس القدس.
الدعم المصري المتواصل لأبناء الشعب الفلسطيني عبر مؤسسات مصر المختلفة يؤكد أن الدولة المصرية هي دولة أفعال وليس أقوال ويشير إلى مدى إيمان القيادة المصرية بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمة القدس الشرقية والعيش في أمان واستقرار.
ونتيجة الحالة الراهنة للقضية الفلسطينية أصيب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بخيبة أمل بسبب الانقسام السياسي والمؤسساتي بين المكونات الفلسطينية حتى أصبح الحديث عن "توحيد الصف" و"إنهاء الانقسام" أبرز الملفات التي يطالب بها الشعب الفلسطيني.
يعيش الشعب الفلسطيني فترة من أسوأ الفترات في عمر القضية الفلسطينية ويرفض محاولات التقسيم والوقيعة بين المكونات الفلسطينية حيث يسعى الشعب الفلسطيني لإعادة الزخم إلى الاهتمام بالقضية على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي الأزمة الأخيرة تنبهت الدولة المصرية لمحاولة إعادة سيناريوهات ومخططات قديمة، فشلت في السابق يريدون إعادتها لكنهم وجدوا مصر تقف لهم بالمرصاد فالدولة المصرية وأمنها القومى ليسوا مجالًا للترهات التى تحاول تصدير القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلي الأراضي المصرية أو حتى الشتات في عدة دول وإفراغ القضية من مضمونها باستغلال القوة المفرطة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وهو ما يرفضه الفلسطينيون وكشفته مصر، وترفضه وترى أن توحد الفلسطينيين فى مواجهة العدوان ضرورة قصوى، والاستجابة للجهود المصرية التى تسعى لتوحيد الفصائل، حتى يمكن العمل معا، وإزالة الأسباب التى توجد الزرائع للاحتلال.